لبنان
02 آذار 2021, 13:28

هكذا أحيا الدّيمان عيد مار يوحنّا مارون!

تيلي لوميار/ نورسات
ترأّس النّائب البطريركيّ العامّ على منطقة الجبّة المطران جوزيف نفّاع، احتفال عيد مار يوحنّا مارون في كنيسة القدّيس البطريركيّة في الدّيمان.

وأقام قدّاسًا عاونه فيه خادم الرّعيّة الخوري حبيب صعب ورئيس الدّيوان في الكرسيّ البطريركيّ الخوري خليل عرب، ونظّمته لجنة وقف الرّعيّة بالتّعاون مع تجمّع موارنة من أجل لبنان، وبمشاركة وحضور مسؤولي رابطة قنوّبين للرّسالة والتّراث وكاريتاس الجبّة وعدد محدود من المؤمنين، عملاً بتدابير الوقاية. وألقى المطران نفّاع عظة روحيّة تناول فيها مسيرة القدّيس مار يوحنّا مارون، البطريرك المارونيّ الأوّل، مؤسّس البطريركيّة، ومنهيًا عهد انقسامات وخلافات وموحّدًا الموارنة في كنف بطريركيّتهم منذ سنة 685 حتّى اليوم. وتطرّق إلى الدّور الرّوحيّ والرّاعويّ والثّقافيّ الّذي لا تزال تضطلع به البطريركيّة المارونيّة، "الّتي كانت في أساس بلورة كيان لبنان الكبير قبل مئة سنة، وقد شاءته ترجمة لدعوتها ورسالتها في لبنان والمنطقة، وهي رسالة الحوار والانفتاح والإسهام الفاعل في احياء شراكة إنسانيّة حضاريّة إسلاميّة مسيحيّة، شكّلت ثمار النّهضة العربيّة."  

وأضاف المطران نفّاع: "تكمل البطريركيّة المارونيّة اليوم رسالتها التّاريخية وتجدّد التزامها بوحدة الكيان اللّبنانيّ وبتطوير صيغة العيش المشترك بين المسيحيّين والمسلمين، وتتمسّك بها، وتسعى إلى تحصينها في وجه تداعيات الصّراعات الدّوليّة الّتي تشهدها المنطقة ويعاد معها رسم خريطتها". وشدّد المطران نفّاع على واجب تعميق الوحدة والتّضامن بين اللّبنانيّين على المستويات الإنسانيّة والاجتماعيّة والوطنيّة.

وبعد القدّاس كانت جولة في قاعة كنيسة مار يوحنّا مارون، وشرح عن مسيرة بنائها سنة 1833، من قبل البطريرك يوسف حبيش، في سياق انتقال البطاركة الموارنة من وادي قنّوبين إلى الدّيمان، واتّخاذها ديرًا بطريركيًّا جرى فيه انتخاب البطريرك يوسف راجي الخازن سنة 1845، ورقّى فيه البطريرك بولس مسعد الخوري يوحنّا الحاج إلى الدّرجة الأسقفيّة في 15 آب 1861  ليخلفه بطريركًا سنة 1890. كما كان اطّلاع على موجودات الكنيسة التّراثيّة ككأس القدّاس المقدّم من البابا لاوون الثّاني عشر إلى البطريرك حبيش، والكتب والمخطوطات الدّينيّة والتّاريخيّة.

المحامي بول كنعان، رئيس تجمّع موارنة من أجل لبنان قال: "يحتفل التّجمّع سنويًّا بعيد القدّيس يوحنّا مارون. وقد شئنا هذه السّنة إحياءه في هذه الكنيسة البطريركيّة القائمة على اسمه، ومتّصلة جغرافيًّا وتاريخيًّا بوادي قنّوبين، وقد بات التّجمّع شريكًا في مسيرة العناية بتراث الوادي المتعدّد الأوجه." وأضاف: "إنّنا في سياق هذه المسيرة المتوالية فصولاً مع البطاركة خلفاء مار يوحنّا مارون، نرفع آيات المحبّة والولاء لغبطة البطريرك الكاردينال الراعي، الّذي يجسّد الدّور الوطنيّ الجامع، الكفيل بحماية لبنان وتحصين وحدته لضمان مستقبله، على قاعدة حياده لإنقاذه من تداعيات الصّراعات الإقليميّة والدّوليّة."