لبنان
10 شباط 2022, 12:50

هذا ما سأله الأباتي نجم للّبنانيّين في عيد مار مارون!

تيلي لوميار/ نورسات
إحتفل الرّئيس العامّ للرّهبانيّة المارونيّة المريميّة الأباتي بيار نجم، بعيد مار مارون، على مذبح كنيسة دير سيّدة اللّويزة- زوق مصبح، بمعاونة لفيف من الكهنة.

في عظته، أضاء نجم على مار مارون النّاسك الفقير الّذي "بفقره أغنى الكثيرين وصار علامة بركة في كنيسة اضطهدوا أبناءها على مرّ العصور ولا يزالون يعانون اليوم من ألم الأزمات والمصاعب ولكنّهم أبناء كنيسة الرّجاء على مثال مارون. أحبّوا الصّليب وجعلوا منه دستور حياة وجسر عبور من حالة الألم إلى واقع رجاء لا يلغي الألم بل يعطيه معنى خلاصيًّا".

وأضاف نجم بحسب "الوكالة الوطنيّة للإعلام": "الصّليب كان لمارون ومن بعده لكلّ مارونيّ ضمانة حبّ. حبّ الله المجّانيّ لكلّ واحد منّا، ومن حبّ الله هذا استقوا القدرة على أن  يضعوا ذاتهم في خدمة الآخرين فصاروا علامة حبّ الله للأخوة عبر الخدمة والتّضحية ليعلنوا حبّ المسيح للكون بأسره".

وتابع: "مارون، رجل الله الممتلئ من حبّ المسيح والسّاعي إلى الحقيقة الوحيدة الّتي لا تتبدّل، ترك كلّ شيء ليتبع المسيح ويسير على خطاه، حبّة حنطة تموت في الأرض لتثمر قداسة، ومارون شفيع كنيستنا المارونيّة هو حبّة الحنطة الّتي رميت  في أرض النّسك والصّلاة فصار مدرسة لآلاف النّظام الّذين اقتدوا به فأسّسوا الأديار في هذه الأرض المباركة، أرض جبل لبنان، ومن هذا النّهج المبارك ولدت الكنيسة المارونيّة.

مارون هو رجل الإيمان، آمن بالرّبّ وضع فيه كلّ حبّه وقلبه وفكره واحلامه، من أجل إيمانه هذا ترك كلّ شىء وسار خلفه إلى المكان الّذي يريه إيّاه الرّبّ. إلتحف العراء وترك الأحبّاء في سبيل الحبيب الأوحد فاستحقّ.  

مارون هو رجل الرّجاء، وبهذا الرّجاء عمل كلّ حياته ليكون حيث هو يسوع ويراه كما هو. لم يسع مارون لتأسيس كنيسة تدعى على اسمه، كلّ ما فتّش عنه كان أن يحيا مع المسيح وأن يكون في رفقته وأن يراه كما هو".

وأضاف: "الموارنة اليوم  على اسم مارون النّاسك دعيوا ليكونوا هم أيضًا مثالاً للآخرين في محبّة يسوع والسّعي إليه ليخدموا الأخوة".

وتابع: "اليوم، ووطننا يئنّ تحت أثقال أزماته المعيشيّة والماليّة والاقتصاديّة، وجبل لبنان الّذي حولّه تلاميذ مارون إلى واحة قداسة يعاني ما يعانيه من نقص في العدالة وفي الفساد والإهمال نرفع نظرنا إلى مارون الفقير على مثال المسيح الّذي افتقر ليغنينا طالبين منه العضد لأولاده ولجميع اللّبنانيّين ليكون لهم دومًا الرّجاء الثّابت في كلّ اختبار ألم نمرّ به".

وأنهى: "هكذا نحن سوف نخرج بصلاة مريم أمّ الكنيسة وحبيبة الموارنة وبشفاعة مارون، شفيع كنيستنا، أقوياء، ناصعين منقّيين مثل الذّهب الخارج من البوتقة ليشعّ من خلالنا على العالم بأسره ويعكس حبّ الرّبّ وحضوره الدّائم بيننا وفي كنيستنا والعالم".