هذا ما حثّ عليه بابا الأقباط المؤمنين في زمن الصّوم!
وأشار البابا على ضوء الآية "وَجَمِيعَهُمْ شَرِبُوا شَرَابًا وَاحِدًا رُوحِيًّا، لأَنَّهُمْ كَانُوا يَشْرَبُونَ مِنْ صَخْرَةٍ رُوحِيَّةٍ تَابِعَتِهِمْ، وَالصَّخْرَةُ كَانَتِ الْمَسِيحَ" (١ كو ١٠: ٤)،
إلى أنّ "الصّخر في الكتاب المقدّس هو السّيّد المسيح"، وأنّ "تعبير الصّخرة في مَثَل اليوم يعني الإنسان الّذي يبني حياته على أساس طاعة وصايا السّيّد المسيح والعمل بها".
وشرح أنّ "بناء البيت والحياة يتطلّب أن يتّسم بالوضوح وأن يكون السّيّد المسيح هو أساس كلّ الرّبط الّتي تربط الإنسان بالحياة من حوله، "مَبْنِيِّينَ عَلَى أَسَاسِ الرُّسُلِ وَالأَنْبِيَاءِ، وَيَسُوعُ الْمَسِيحُ نَفْسُهُ حَجَرُ الزَّاوِيَةِ، الَّذِي فِيهِ كُلُّ الْبِنَاءِ مُرَكَّبًا مَعًا، يَنْمُو هَيْكَلًا مُقَدَّسًا فِي الرَّبِّ. الَّذِي فِيهِ أَنْتُمْ أَيْضًا مَبْنِيُّونَ مَعًا، مَسْكَنًا للهِ فِي الرُّوحِ" (أف ٢: ٢٠ - ٢٢)، ولفت إلى أنّ تعبير "حَجَرُ الزَّاوِيَةِ" هنا "لأنّ السّيّد المسيح جمع في خلاصه اليهود والأمم".
وفسّر بابا الأقباط أنّ "البيت يُقصد به حياة الإنسان، نفسه، أسرته، خدمته... إلخ، فإذا كان مؤسّسًا على الصخرة وحضور السّيّد المسيح وسكنى الرّوح القدس كان الإنسان عاقلًا، أمّا الجاهل فهو الّذي يبني بيته على الرّمل غير الثّابت"، ويشير البناء على الرّمل إلى ارتباط حياة الإنسان بالأرضيّات.
وبالتّالي، دعا إلى أن "يستغلّ الإنسان فترة الصّوم الكبير ويراجع نفسه في مخدعه، لكي يستطيع تصحيح ميزان حياته طوال العام، وأن ينتبه إلى بنائه."
وفي ختام تعليمه، أوضح البابا- بحسب "المتحدّث بإسم الكنيسة القبطيّة الأرثوذكسيّة"- أنّ "الإنسان العاقل عندما تواجهه ظروف الأمطار والأنهار والرّياح فإنّه يسمع ويعمل بكلمة الله ويبني نفسه ونفوس المحيطين به، لأنّ كلمة الله تجعل الإنسان يستطيع التّمييز بين البرّ والخطيئة، أمّا الإنسان الجاهل لا يعمل بكلمة الله لأنّه بدون أساس ويعتمد على ثروات الأرض الزّائلة، لذلك سقوطه يكون عظيمًا."