الأردنّ
27 آذار 2020, 12:57

هذا ما تعلمناه بقلم فادي عودة

نورسات/ الأردنّ
لقد حرص والدي في حياته ، أن يعلمّنا غير ما تعلمناه في المدارس والجامعات ، حيث علمّنا كيف نكون صادقين مع أنفسنا أولاً ، وكيف نعيش حياتنا معتمدين على أنفسنا ، لا نمدّ يدنا لأحد ، ولا نعتمد على غيرنا في طلب المساعدة ، وعرفنا منه بأن الواسطة لا تبني رجالاً ، وأن حب الوطن ينبع من الإحساس بالمسئولية ، وأن التسلح بالعلم هو السبيل للإرتقاء بوطننا .


 

 

وفي ظلّ الأوضاع السائدة والصعبة في مواجهة فيروس الكورونا ، نرى أنه علينا الإنضباط بمزيد من الحرص والمسئولية ، واتباع التعليمات والقرارات الصادرة عن الدولة ، والتي هي في النهاية تصبّ في مصلحة الوطن والمواطن ، من غير الالتفات الى ثقافات سلبية ، سرنا عليها زمناً طويلاً حتى صارت عرفاً متلازماً في حياتنا .

 وعلى الرغم أن تاريخنا حافل بالمواقف الإيجابية التي هي مصدر فخر لنا ولأجيالنا الحاضرة والقادمة ، إلا أن كثيراً من السلبيات التي كانت دارجة لا زالت لاصقة بنا ، كالواسطة والسكوت على الفساد والخروج من دائرة الأخلاق ، وممارسة الأخطاء المبنية على رد السيئة بالمثل ، كالعين بالعين والسن بالسن ، وما أشبه ذلك . 

 

ومن هنا فإن الإجراءات الإحترازية التي تصدرها الدولة في سبيل حماية المواطنين من وباء كورونا ، هي نابعة بالدرجة الأولى من حرصها على سلامتنا وعلى سلامة أبنائنا ومستقبلنا ، لأن هذا الوباء إذا لم نكن متعاونين مع الدولة في مكافحته ، فإن وجودنا وبقاءنا في الحياة صار مهدداً بالفناء لا قدّر الله .

 ومن هنا نتوجه اليكم ، بأنْ علمّوا أولادكم كيف ينهضوا بوطنهم مهما قسا الوطن عليهم ، علموهم كيف يعملوا بصدق وإخلاص ، وأن يلتزموا بكل المُثل والأنظمة والقوانين التي تجعلهم القدوة أمام الآخرين ، وتقودهم الى برّ الأمان ، ولعلّ ما رأيناه مؤخراً من فئة قليلة ، تجاوزت بممارساتها وأفعالها ، واستهترت في تطبيق التعليمات الرسمية وتنفيذ القرارات الصحيحة ، فهي في الحقيقة أفعال صادرة عن قلةٍ من مواطنين مقيمين ينعمون بخيرات هذا الوطن ، ويعيشون بيننا ، لكنهم وبكل أسف ليسوا بالوعي الكافي والمستوى اللائق أمام المسئولية الوطنية المرجوّة .

 

 فرجاؤنا أيها الأخوة من بعد اليوم ، أن نجعل الإنفعال والعنجهية بعيدة عن حياتنا القويمة ، تمثلت بسلوكيات خاطئة لا تقدم ولا تؤخر في مثل هذه الأوقات العصيبة ، وهذه الفترة الحرجة التي يتعين علينا أن نقف خلالها صفاً واحداً في مواجهة ما يتهددنا من كوارث وأخطار ، تهدّد أمننا وحياتنا ووجودنا ، وسلامة أطفالنا وكبارنا وأمهاتنا وأخواتنا ، وأسرنا الذين لا ذنب لهم في تحمل نتائج مغامرات واستهتار البعض من أبناء الوطن ، علماً أننا وبشهادة العالم كله ، شعب متعلم وواعٍ ، وكثير من أبنائنا يحملون شهادات علمية متقدمة ، نفاخر بهم العالم كلّه . 

 

وختاماً يؤسفنا أن نخرج عن صمتنا ونقول بالصوت العالي ، لنخجل مما صدر من بعض شبابنا من خرق لحظر التجوال ، وإساءة للنشامى وإيذاء لمقدرات الوطن ، ونخجل من مولانا سيد البلاد وقائد الوطن ، جلالة الملك عبد الله الثاني ، حين وجّه لنا رسالة يطلب منا التقيد بالتعليمات لخوفه علينا ، ولا تزال ثقته بنا عالية ومسموعاتنا في العالم موضع ثقة واعتزاز لنا جميعاً ، فلنفتخر أيضاً بهذا الصيت ، ولنعمل بأدبية والتزام ، لكي نثبت للجميع أننا فعلاً على مستوى المسئولية .