الفاتيكان
17 تشرين الأول 2022, 12:30

هذا ما أوصى به البابا فرنسيس في رسالته لمناسبة يوم الأغدية العالميّ!

تيلي لوميار/ نورسات
لمناسبة يوم الأغذية العالميّ ٢٠٢٢، وجّه البابا فرنسيس رسالة إلى المدير العامّ لمنظّمة الأغذية والزّراعة، أكّد فيها على ضرورة التّعامل والسّير معًا من أجل التّعمل مع الأزمات.

وجاء في الرّسالة بحسب "فاتيكان نيوز": "أشكركم على رسالتكم الطّيّبة، الّتي دعوتموني فيها للمشاركة في الاحتفال بيوم الأغذية العالميّ ٢٠٢٢، وهو العام الّذي يتمّ فيه الاحتفال بالذّكرى السّابعة والسّبعين لتأسيس منظّمة الأغذية والزّراعة. لقد ولدت هذه المؤسّسة من أجل الاستجابة لاحتياجات العديد من الأشخاص الّذين يثقّل عليهم الفقر والجوع في سياق الحرب العالميّة الثّانية. واليوم أيضًا، للأسف، نحن نعيش في سياق حرب، يمكننا أن نصفه بأنّه "حرب عالميّة ثالثة". العالم في حالة حرب، ويجب على هذا الأمر أن يجعلنا نفكّر.

إنَّ موضوع يوم هذا العام هو: "لا تتركوا أحدًا في الخلف. إنتاج أفضل، وتغذية أفضل، وبيئة أفضل، وحياة أفضل للجميع". بالتّأكيد لن يكون من الممكن أن نتعامل مع الأزمات العديدة الّتي تؤثّر على البشريّة إذا لم نعمل ونسير معًا، وبدون أن نترك أحدًا في الخلف. لتحقيق هذه الغاية، من الضّروريّ، أوّلاً، أن نرى الآخرين كإخوتنا وأخواتنا، كأعضاء يكوِّنون عائلتنا البشريّة، وتطالنا جميعًا آلامهم واحتياجاتهم، لأنّه "إذا تألّم عضو تألّمت معه سائر الأعضاء، وإذا أكرم عضو سرّت معه سائر الأعضاء". إنَّ "أفضل أربعة أمور"- إنتاج أفضل، وتغذية أفضل، وبيئة أفضل وحياة أفضل للجميع- الّتي تشكّل موضوع هذا العام، تسمح لي أن أذكر أهمية الإطار الاستراتيجيّ لمنظمّة الأغذية والزّراعة ٢٠٢٢-٢٠٣١، وأن أُسلِّط الضّوء على الحاجة إلى تدخّلات يتمّ التّخطيط لها وبرمجتها لكي تساهم في القضاء التّامّ على الجوع وسوء التّغذية، ولا تكون مجرّد إجابة على أوجه القصور الظرفيّة أو على النّداءات الّتي يتمّ إطلاقها في سياقات الطّوارئ. وبالتّالي لكي نحصل على حلول عادلة ودائمة، من الضّروريّ أن نعيد التّأكيد على الضّرورة الملحّة لأن نعالج معًا وعلى جميع المستويات مشكلة الفقر الّتي ترتبط ارتباطًا وثيقًا بنقص التّغذية الملائمة. ومع ذلك، فإنّ الأهداف الّتي يتمُّ وضعها هي طموحة ويبدو أنّها غير قابلة للتّحقيق. فكيف يمكننا تحقيقها؟ أوّلاً، مع الأخذ في الاعتبار أنّ محور كلّ استراتيجيّة هم الأشخاص، الّذين لديهم قصص ووجوه ملموسة، والّذين يعيشون في أماكن محدّدة؛ وليسوا أرقامًا أو بيانات أو إحصاءات لا تنتهي. وكذلك بإدخال "فئة الحبّ" في لغة التّعاون الدّوليّ، من أجل تغطية العلاقات الدّوليّة بالإنسانيّة والتّضامن، في السّعي خلف الخير العامّ. لذلك نحن مدعوّون لكي نعيد توجيه نظرنا نحو الأساسيّ، نحو ما قد أُعطي لنا مجّانًا، وأن نركّز عملنا على العناية بالآخرين والخليقة.

أجدّد مرّة أخرى التزام الكرسيّ الرّسوليّ والكنيسة الكاثوليكيّة بالسّير مع منظّمة الأغذية والزّراعة والمنظّمات الحكوميّة الدّوليّة الأخرى الّتي تعمل لصالح الفقراء، وتضع في المركز الأوّل الأخوّة والوئام والتّعاون المتبادل، لكي تكتشف الآفاق الّتي تعود بالنّفع على العالم، ليس لليوم وحسب، وإنّما للأجيال القادمة أيضًا. أرفع صلاتي إلى الله القدير من أجل هذه النّيّة، عالمًا أنّ كلّ مخلوق ينال القوتَ من يده وأنّه يبارك بوفرة الّذين يكسرون الخبز مع الجياع."