دينيّة
09 نيسان 2017, 07:00

هتفوا "هوشعنا".. لكن هتاف يسوع هو الأقوى!

بعرسٍ في قانا الجليل بدأنا الصّوم الكبير وبعرس الـ "هوشعنا!" نبدأ أسبوع الآلام.. بعرسٍ في قانا الجليل كان يسوع ضيفًا منقذًا وبعرس الـ "هوشعنا!" كان العريس والملك والمخلّص؛ استُقبل استقبال الملوك لكنّه مختلف عن كلّ الملوك. دخل أورشليم بوداعة وتواضع على جحش ابن أتان، ففرشوا له ثيابهم محبّةً وطاعةً ورفعوا له سعف النّخل انتصارًا وتعالى صراخهم احتفاءً به "هوشعنا! تبارك الآتي باسم الرّبّ!" (يو 12: 13)، عرفوا أنّه آت باسم الرّبّ هو الّذي شفى الجسد والنفس وغفر الخطايا. هتفوا له كما للملوك الأرضيّين، ولكنّ هتاف يسوع المسيح لهم من على الصليب هو الأقوى "يا أبت اغفر لهم، لأنّهم لا يعلمون ماذا يفعلون"(لو 23: 34)، فهو بحقّ من فداهم "بدمه وروحه".

 

دخل يسوع أورشليم، فأيقظ الرّجاء في قلب شعبها الفقير والمتواضع والبسيط، لم يُسكت صراخهم ولم يرفض احتفاءهم به ليفرحوا محضّرًا إيّاهم للفرح الكبير، فرح القيامة والخلاص. هو المسيح الكاهن والقربان، أتى ليقدّم نفسه ذبيحة خلاص لنا بمحبّة لا حدود لها، بفرح ملك الملوك وسلامه، أتى ليرفع شعبه ويقوّيه أمام الصّعاب وفي العثرات.

 

في أحد الشعانين، لنتشدّد حاملين سعف النخل وأغصان الزّيتون منتصرين بمحبّته، متمثّلين بابن أتان فنحمل المسيح بكلّ فخر وإيمان إلى الآخرين، محوّلين الأنظار إلى المسيح لأنّ عنده وحده النّعمة والخلاص.