لبنان
02 كانون الثاني 2019, 13:30

نوّاب وفنّانون وإعلاميّون يتلون تعهّدًا للسّلام في يومه العالميّ

أحيت جماعة "رسالة حياة" قدّاس السّلام في دير الحياة الجديدة في أنطلياس، ترأّسه المؤسّس والأب العامّ وسام معلوف، بمشاركة نوّاب وفنّانين وإعلاميّين.

 

ونقلاً عن "الوكالة الوطنيّة للإعلام"، ألقى معلوف عظة عبّر فيها عن فرحته بهذا اللّقاء فقال: "نقرأ اليوم من إنجيل يوحنّا، الّذي قدّم إنجيله بطريقة متميّزة وأعطانا باقات روحيّة ولاهوتيّة جميلة جدًّا، فيها غنى حقيقيّ لحياتنا ولكن، من العظات الثّلاث الأخيرة الّتي يقدّمها لنا والّتي حملت غنى هائلاً من الأفكار اللّاهوتيّة والرّوحيّة، نختار اليوم ثلاثة انسجامًا مع لقائنا وهذه المناسبة في هذا الوقت المبارك.
يشدّد يوحنّا على مفهوم المحبّة العمليّة، لأنّ يوحنّا ومدرسته كانا يواجهان تيّارات فكريّة كثيرة، وبالتّالي أراد أن يقدّم للتّلاميذ ولنا اليوم معنى المحبّة العمليّة الّتي تتخطّى النّظريّة وتطال حياة كلّ فرد منّا، لهذا قال في بداية إنجيله: الكلمة صار جسدًا وحلّ بيننا، داعيًا إيّانا إلى فهم معنى هذه المحبّة المتجسّدة، فخارجها نبقى غرباء عن منطق يسوع، هو من تميّز بتقديمه لنا مشهد غسل الأرجل، ليدلّنا كيف أنّ من يكون القائد ومن هو في الموقع المتميّز يعرف كيف ينحني، وكيف يعيش هذه المحبّة.
يقدّم لنا في الّنقطة الثّانية مفهوم الفرح الّذي سيملأ قلب التّلميذ، هذا الفرح الّذي دعاه يوحنّا الفرح التّامّ عن لسان يسوع، وقال لنا إنّ هذه هي قوّتنا، لأنّه ليس هناك من رجاء من دون فرح، ويقدّم لنا هذا في وجه عالم عبوس يميل في أكثريّته إلى الحزن.
ويعطينا في الباقة الثّالثة، مفهومًا جديدًا للسًلام ويقول لنا إنّ هناك سلامًا في هذا العالم، يسوع يعطينا سلامًا مختلفًا، ويربط يوحنّا السّلام بحضور المسيح الشّخصيّ، ومن هنا، يدعونا لبناء هذه العلاقة الشّخصيّة مع يسوع، فبناء هذه العلاقة يسمح بأن نبني هذا السّلام في مسيرتنا، وبأن ننشره من حولنا، وبالتّالي، الدّعوة اليوم أكثر إلحاحًا للتّعرّف الى يسوع وبناء هذه العلاقة الشّخصيّة معه لننطلق منه بعيشنا لهذا السّلام.
هذا السّلام ليس من أجل أن يغرّبنا عن ذاتنا ويسلبنا إنسانيّتنا، فلا يعني عيشنا لهذا السّلام أنّنا لن نضطرب أو نخاف، إنّما الدّعوة بعيش هذا السّلام من أجل التّفوّق على كلّ اضطراب وخوف ويسوع يريدنا بهذا السّلام أن نكون متجذّرين في هذا العالم: أنتم في هذا العالم ولستم من هذا العالم.
إنّ عيش هذا السّلام يكون بمواجهة التّحدّيات وليس بالهرب منها، أنتم الملح وأنتم النّور ستنغمسون في هذا العالم بالحبّ، وبالتّالي مدعوّون لتكونوا شهودًا متمسّكين بهذا السّلام، وبهذا السّلام تنتصرون على التّحدّيات وتشهدون للفرح في مواجهة الحزن، وتجسدون محبّة عمليّة فنحن كتلاميذ دعوتنا أن نجسّد ما نقوله بالفعل".
هذا وحيّا "كلّ شخص يناضل من موقعه من أجل مبادرات سلام حقيقيّة، إذ لا سلام من دون مصالحة، ولا مصالحة من دون غفران، ولا غفران من دون محبّة، ولا محبّة من دون حقيقة. هذه هي المعادلة: الحقيقة هي أن أسمع كلمة يسوع وأعمل بها".
كما أشار مقتبسًا عن البابا فرنسيس، إلى أنّ السّلام يبدأ من العائلة، وهو "يتجلّى في العائلة بالوفاء، وفي الجماعات بالصّدق، وفي الوطن في سياسة هادفة تعطي قيمة للإنسان وتحافظ على كرامته، وفي القارّة من خلال تضامن الدّول الغنيّة مع الدّول الفقيرة، وفي الكوكب من خلال الحفاظ على البيئة، هذا البيت المشترك".
وختم عظته قائلاً: "لا نخدعنّ أنفسنا بأهداف كبيرة تمنعنا من تحقيق خطوات صغيرة للسّلام، لأنّنا إذا شئنا صنع تغيير كبير، علينا أن نبنيه خطوة خطوة، وفي جردة حسابنا، إن قمنا بخطوة سلام في اليوم، نكون قد أنجزنا 365 خطوة في غضون سنة، وإذا جمعنا هذه الخطوات مع عدد المشاركين في هذا اللّقاء الجميل، فإنّ هذا المجموع يحدث فرقًا: إنّها خطوات صغيرة تحقّق فرقًا كبيرًا مع الوقت".
وفي ختام القدّاس، تلا الحضور تعهّد السّلام التّالي: "نحن الواقفون هنا، نتعهّد اليوم أمام الله وذواتنا وبعضنا البعض، بأن نعمل جاهدين لنكون صانعي سلام فنرفض كلّ وسائل العنف والظّلم والحرب والقتل واللّاعدالة الاجتماعيّة، وسنسعى لنعمل بكلّ قوّتنا، ورغم محدوديّتنا، على بناء حضارة المحبّة والسّلام واللّاعنف، داعين الأكثريّة الصّامتة إلى الانضمام معنا في المطالبة بحلّ النّزاعات بطرق لاعنفيّة، نريد أن نضيء شمعة في بحر الظّلمات، فحين نتّحد معًا نولّد نورًا يقود إلى حياة جديدة. نعم للحياة، نعم لتحقيق أحلامنا وطموحاتنا، نعم للعيش في وطن يصون كرامة الإنسان، نعم للمواجهة اللّاعنفيّة، سنناضل لنبني عالمًا جديدًا، شريعته المحبّة وقاعدته المشاركة بالخيرات وسياسته، احترام الإنسان ومكافحة الفقر والظّلم فيتّحد البشر أجمعين كإخوة وتبلغ البشريّة ملأها آمين".