نفّاع يدشّن مذبح كنيسة سيّدة المهجرين في عبدين بعد تأهيله
وفي مستهلّ القدّاس تلا الخوري عرب الرّقيم البطريركي الذي سأل فيه البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الرّاعي الله "أن يبارك كاهن الرّعيّة الخوري إدغار الطنسي ورعيّة عبدين بجميع أبنائها بشفاعة مار سابا النّاسك وسيّدة المهاجرين ومار بطرس وجميع القدّيسين".
ثمّ ألقى الطنسي كلمةً شكر فيها المطران وكلّ الكهنة وجميع أبناء عبدين مقيمين ومغتربين وقال: "اليوم يوم تاريخي، رعويّ وكنسيّ بامتياز في عبدين، اليوم يستوفى ذاك النذر لا بل تلك "النّعم" التي أطلقها الخوري بولس العلم مع جميع المهاجرين والمقيمين من عبدين والجوار، جوابّا لرغبة قلب الرّب في بناء هذا البيت المبارك. ولا بدّ من الشّكر؛ ففي الشّكر تدوم النّعم: الشّكر للجميع لأنّهم كانوا المدماك الأساسي وحجر الزاوية لهذا المشروع المقدّس، الشّكر لكلّ من تعب على مرّ هذه السنين بالاهتمام في هذا البيت المقدّس من لجان أوقاف وكهنة. الشّكر لكم أنتم الآن يا أبناء الرّعيّة على دعمكم ومساهماتكم وحماسكم الرّعويّ المميّز؛ ومن خلالكم أتوجّه بالسّلام الأبوي لكلّ المهاجرين والمغتربين من رعيّتنا الذين أمدّوا لنا سريعًا يد العون. الشّكر لكلّ من رفع أعمال هذه الكنيسة في صلاته وتضرّعاته يوميًّا. الشّكر للرّعيّة بوقفها، للبلدة ببلديتها رئيسًا وأعضاء وبمختارها، لعائلة المرحوم الخوري بولس العلم والمرحوم المختار فبيان العلم، وأخيرًا الشّكر لله وحده سيّد المشروع ومالكه واليوم ترقد بسلام أرواح البنائين وتتهلّل نفوس القائمين، ومعًا وإيّاهم نحمل رايات الغلبة والظّفر صارخين المسيح قام حقًّا قام".
وبعد تلاوة الإنجيل المقدّس وتبريك المذبح الجديد بالميرون المقدّس، ألقى المطران نفّاع عظةً من وحي إنجيل الأحد الجديد بعد القيامة، فقال: "يسوع هو الجماعة فهو الذي قال "كلّما اجتمع إثنان أكون أنا بينهما". لذلك نحن في هذا اللّقاء نُجدّد كلام إنجيل اليوم ونقول ليسوع أصبح لك مكانًا جديدًا تُقيم فيه ليس مكانًا أو بناءً حجريًّا، إنّما مكانًا وسط جماعة مؤمنة كما تفضّل خوري الرّعيّة.
نجتمع يدًا واحدةً لنُمجّد اسم الرّب ولنبني ونُعمّر ونحدث بيتًا للجماعة المؤمنة. سيّدة المهاجرين لا تجمعنا وحدنا، بل تجمع الأجيال من المرحوم الخوري بولس حتى يومنا هذا، وللأجيال القادمة واجتماعنا علامة أمام الله لنؤكّد أنّنا، منذ عهد أجدادنا وحتى آخر الزّمان، سنبقى أبناءك المؤمنين نعمل بفلس الأرملة وبنعمة الله في قلوبنا.
إخوتي، يسوع قال لروما "أنت رأيت وآمنت، طوبى لمن آمن ولم ير" واذا تمعّنا جيّدًا في هذه الجملة نرى أنّ يسوع يطلب منّا أن نؤمن، لأنّ كلّ كنيسة أمامنا هي علامة لقيامة يسوع المسيح لذا نجمل كنائسنا لتكون أجمل من كلّ، البيوت وكلّ من وضع منكم فلسًا أو جهدًا أو عملًا، على أن يدرك قيمة العمل الشّريف الذي قام به، لأنّه بذلك يرسم لوحة إيمانيّة لأبنائه وأحفاد؛ ولذلك فلينتظر حلول نعمة الرّب فيبيته، وفي عائلته فرحًا وسلامًا وأيّامًا حلوة، لأنّ الرّب كريم.
وسيّدة المهاجرين تجمعنا اليوم مع كلّ المناطق اللّبنانيّة، ولكنّها تجمعنا أيضًا مع كلّ الذين تركوا هذه الأرض وهاجروا إلى بلدان الإغتراب، والذين كانت لهم اليد الكريمة للوصول إلى ما وصلنا إليه وأنا آمل أن يصلوا إلى كل مهاجر من لبنان لأقول له بنينا لك كنيسة على إسمك كنيسة سيّدة المهاجرين، ونقول لك أنّنا نفكّر بك دائمًا وبأنّنا نحبّك، وأنت لا تزال إبن هذه الأرض المقدّسة، والبابا يوحنّا بولس الثّامن قال عن بلدنا أنّه وطن الرّسالة، لذلك كلّ واحد منكم أنتم الذين هاجرتم من هذه الأرض سافر لتأمين مستقبل لأولاده هو إبن هذه الأرض يحمل معه الإيمان.
ونطلب من الله أن يرافق كلّ فرد منكم ليكون رسولًا لنا أينما حلّ، ونحن نرافقكم بصلواتنا ويدًا بيد نجتمع كي نُمجّد الله دائمًا."