لبنان
02 أيار 2019, 13:54

نشاط الرّاعي لليوم الخميس- بكركي

إستقبل البطريرك الكردينال مار بشارة بطرس الرّاعي قبل ظهر اليوم الخميس 2 أيّار/ مايو 2019، في الصّرح البطريركيّ في بكركي، وفدًا من الحجاج الفرنسيّين برئاسة راعي أبرشيّة "بوفي" الفرنسيّة المونسنيور "بونوا غونان"، حيث استمع الوفد إلى رأي الرّاعي في عدد من المواضيع التي طرحت أبرزها: دور الكنيسة في الشّرق، دور البطريركيّة المارونيّة في تعزيز العلاقات بين الأديان وأهميّة الحضور المسيحيّ في لبنان والدّول المحيطة.

 

وأكّد الرّاعي "أنّ العلاقة بين الكنيسة المارونيّة وفرنسا تعود إلى قرون مضت وهي علاقة وطيدة وتاريخيّة. والبطريركيّة المارونيّة تحتفل سنويًّا بإثنين الفصح وترفع الصّلاة في  الذّبيحة الإلهيّة التي تقام على نيّة فرنسا بحضور السّفير الفرنسيّ وطاقم السّفارة، للتّأكيد على عمق وقوّة هذه العلاقة."

ولفت الرّاعي إلى "ميزة لبنان في عيشه المشترك بين أبنائه مسلمين ومسيحيّين والتي تعتبر فريدة في دول المنطقة،" مشيرًا إلى "أنّ الحرب في الشّرق فرضت فرضًا من دول تهمّها مصالحها الخاصّة ولا تكترث بتاريخ شعوب أصيلة لها حضارة وثقافة عريقة، وكلّ ما يهمّها تحقيق مكاسب استراتيجيّة واقتصاديّة وغيرها على حساب كرامة وحرّيّة وسلام وأمن واستقرار شعوب منطقة الشّرق الأوسط، والمتضرّر الأكبر من هذه الحرب هم المسيحيّون الذين هجّروا من أوطانهم من العراق وسوريا وتشتتوا حول العالم."

 

وجدد البطريرك الرّاعي دعوته "للأسرة الدّوليّة ولاسيّما فرنسا نظرًا للعلاقة التي تربطها بلبنان بوجوب إيجاد حلّ للأزمة السّوريّة فيعود النّازحون السّوريون إلى أرضهم ويكملوا تاريخًا غنيًّا بالحضارة والثّقافة والتّراث والتّقاليد".

 

وعرض الرّاعي للوفد "أهمّيّة النّظام اللّبنانيّ القائم على الشّراكة والمساواة بين أبنائه والذي كرّسه ميثاق الـ43، هذا الميثاق الوطنيّ الذي أسّس للعيش المشترك النموذجي في هذه البقعة الصغيرة من العالم والتي وصفها البابا القديس يوحنا بولس الثاني ببلد الرسالة وخص لها سينودسا نظرا لأهمية ودور الحضور المسيحي فيها ونموذج العيش المشترك الذي تمثله بين باقي دول الجوار."

 

وختم الرّاعي مندّدًا "بالصّمت العالميّ حيال الأزمات التي فرضت قسرًا ولا تزال على دول الشّرق الأوسط بدءًا من القضيّة الفلسطينيّة سنة الـ48 والتي مضى عليها نحو 71 سنة من دون إيجاد أيّ حلّ لها وصولًا إلى الحرب المشتعلة اليوم في المنطقة والتي يدفع ثمنها لبنان سياسيًّا وأمنيًّا واقتصاديًّا واجتماعيًّا،" مؤكّدًا أنّ "الكنيسة لا تنطق إلّا بالحقّ والحقيقة لأنّها حرّة وغير مرتهنة لأحد."

 

بدوره قال المونسنيور غونان بعد اللّقاء: "لقد تأثّرت كثيرًا بما قاله صاحب الغبطة وبما عرضه من وقائع عن هذه المنطقة في العالم. وأكثر ما لفتني أنّ لبنان هو بلد لا يعرف الاستسلام فهو لطالما أعاد بناء ما تهدّم كذلك هو بلد يتجدد يوميًّا.  وأودّ كمسيحيّ، وفي مواجهة التّحدّيات الجديدة التي نواجهها اليوم والتي ليست على الصّعيد السّياسيّ وحسب وإنّما أيضًا على الصّعيد الدّينيّ والعلاقة بين الأديان، والصّعيد الكنسيّ والاجتماعيّ، أن تكون لدينا هذه النّظرة للأمور. نحن نبتكر الأفضل بنعمة الرّبّ وبقوّة إنجيل يسوع المسيح نرى أمورًا جديدة، وعلى ضوء الإنجيل نعيش بإخلاص لإرثنا إنّما أيضًا بجرأة لكي نتّفق معًا على بناء مجتمع يتمكّن فيه الجميع من العيش باحترام متبادل."

 

وتابع غونان: "اليوم، سوف نخصّص فترة بعد الظّهر للتّأمل بما سمعناه من رأس الكنيسة المارونيّة  ونتقاسم الأفكار والآراء حول عدد من العبارات التي تأثّرنا بها لكي لا تهدر النّعمة التي نلناها. ويبقى الأهم وهو نقل ما سمعناه إلى أهلنا في بلدان الغرب واستعماله في الأوقات القادمة."

 

ثم التقى البطريرك الرّاعي محافظ جبل لبنان القاضي محمد مكّاوي، يرافقه مدير عام وزارة الأشغال طانيوس بولس، قائمقام كسروان جوزيف منصور، ورئيس اتّحاد بلديّات كسروان جوان حبيش، وذلك في إطار الجولة التي يقوم بها الوفد على منطقة كسروان للإطّلاع على "أداء الخدمة الإداريّة في عدد من إدارات الدّولة على الصّعيد البيئيّ والإنمائيّ والصّحّيّ والاجتماعيّ، ومراقبة تنفيذ المشاريع الحيويّة في عدد من المناطق."