لبنان
01 كانون الأول 2017, 06:00

نشاط البطريرك الرّاعي ليوم الخميس 30 ت2/ نوفمبر- بكركي

إستقبل البطريرك الكاردينال مار بشارة بطرس الرّاعي قبل ظهر الخميس، في الصّرح البطريركيّ في بكركي، رئيس حزب الكتائب النّائب سامي الجميّل يرافقه نائبه الوزير السّابق سليم الصّايغ وكان عرض لآخر التّطورات في ضوء ما جرى منذ استقالة رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري من السّعوديّة حتّى اليوم وقراءة حزب الكتائب ونظرته حيال المرحلة المقبلة.

 

بعد اللّقاء قال النّائب الجمّيل: "جئنا نضع سيّدنا في جوّ الجولة الّتي قمنا بها على بعض الدّول، ولكي نأخذ رأيه وتوجيهاته أيضًا في كلّ ما يجري على السّاحة وخصوصًا بعد زياراته الخارجيّة الأخيرة ولنستمع إلى تطلّعاته للمرحلة القادمة. ووضعنا غبطته في أجواء خطورة الوضع الرّاهن في لبنان، كما نراه نحن، وهو واقع أكثر فأكثر تحت الوصاية الكاملة وهذا مع الأسف يشكّل غطاء لتركيبة غير طبيعيّة على صعيد السّلطة نتخوّف من أن يكون هدفها التّخلّي عن سيادة الدّولة وتبنّي كلّ ما تقوم به بعض الجهات في لبنان وفي الخارج، وهذا شيء خطير قد يدفع لبنان ثمنه غاليًا جدًّا في المستقبل". وأبدى الجميل تخوّفه من استعجال استكمال بعض الصّفقات وعودة قطارها، كالنّفط والغاز والكهرباء، معتبرًا أنّ ذلك يشكّل سطوًا على ثروة لبنان الّتي هي ملك الشّعب اللّبنانيّ. وتمنّى النّائب الجميّل لو أنّ إدارة وحكومة مؤتمنة على مصالح أموال اللّبنانيّين تقوم بذلك لأنّ الحكومة الحاليّة برهنت خلال السّنة الماضية أنّها غير مؤتمنة على شيء وهي مستعدّة للتّضحية بمصالح اللّبنانيّين من أجل مصالحها. ولذلك نحن ككتائب نركّز اليوم على خطّ السّيادة واستقلال وحياد لبنان من جهة، وعلى خطّ الوقوف بوجه أيّ صفقة مشبوهة وأيّ هدر لأموال اللّبنانيّين من جهة أخرى. وبدل من أن نحوّل هذه المحطّة التّاريخيّة من تاريخ لبنان إلى محطة لبناء لبنان أفضل وإعادة النّظر بالأخطاء لإيجاد حلول بنيويّة، بقينا للأسف بوضع رؤوسنا في التّراب متعامين عن حقائق الأمور ومشاكلنا الّتي سوف تلحقنا لتنفجر في وجوهنا في مرحلة قريبة. وتابع النّائب سامي الجميّل: "وضعنا هواجسنا في تصرّف سيّدنا، وأكّدنا له استمرارنا في قول الحقيقة للّبنانيّين، وإنّنا سنبقى صوت العقل مقابل صوت المصالح الّذي ربّما هو الأقوى اليوم. وسنكون ذلك من خلال عملنا اليوميّ والانتخابات المقبلة لإعطاء صوتًا إلى اللّبنانيّين الّذين لا صوت لهم."

وختم: "لا يكفي الكلام عن رفض الدّخول في المحاور وتحييد لبنان، إنّما يجب عدم دعم أيّ فريق في الصّراع وعدم اتّخاذ جانب أيّ طرف بوجه فريق آخر واتّخاذ مواقف داعمة له. فعندما نريد فعلاً تحييد لبنان عن الصّراعات يجب علينا أوّلاً ضبط الأفرقاء اللّبنانيّين الّذين يتدخّلون في الخارج لا تغطيتهم ودعمهم وتشريع عملهم.

وردًّا على سؤال قال الجميل: "الدّستور اللّبنانيّ هو الّذي يحدّد كيفيّة ضبط سيادة الدّولة وحصريّة السّلاح في يد القوى الشّرعيّة والاستحقاقات الدّستوريّة والالتزام بمواعيدها وكيفيّة الدّفاع عن لبنان من خلال جيشنا الوطنّي وعندنا ميثاق وطنيّ أسّس استقلال لبنان وأقرّ حياد لبنان بقوله لا للشّرق ولا للغرب. فكلّما خرج لبنان عن حياده دخل في أزمات كبيرة وعلينا أن نتعلّم أنه لا يمكن إنقاذ لبنان إلّا بالالتزام بسياسة الحياد الدّاخليّة والخارجيّة.

ثم استقبل البطريرك الرّاعي محافظ البقاع القاضي أنطوان سليمان ووفد من راهبات القدّيسة تريزيا الطّفل يسوع والمونسنيور خيسوس غونزاليس والأب دومنيك حلو من “Opus Dei”.

وكان استقبل مساء الأربعاء السّفير الإيرانيّ في لبنان محمّد فتحلي وعرض معه لأبرز التّطوّرات في لبنان والمنطقة. وكان توافق على ضرورة تخفيف حدّة الاحتقان من خلال الحوار بين الدّول من أجل تجنيب شعوب المنطقة المزيد من الأزمات والحروب والخسائر.