نشاط البطريرك الرّاعي لليوم السّبت
كما إلتقى غبطته وفدًا من أسرة مجلّة العنفوان، برئاسة إيلي سرغاني، الذي قدّم لغبطته درعًا تكريميّة عربون تقدير لمواقفه الوطنيّة الحكيمة.
وفي باحة الصّرح الدّاخليّة، التقى البطريرك وفدًا من العشائر العربيّة، من العراق وسوريا وفلسطين ومصر والسّعودية، ومن كافّة المناطق اللّبنانيّة، برئاسة الشّيخ سعد فوزي حمادة.
وتحدّث الشّيخ طلال الضّاهر، بإسم الوفد؛ مؤكّدًا تجديد العهد والوثيقة الموقّعة مع غبطته من العام 2014 والمتضمّنة إرساء مفاهيم الوحدة الوطنيّة، وترسيخ العيش المشترك، والتّأكيد على صون الدّستور والحوار الدّاخليّ، والانتباه من أخطار العدوّ الصّهيونيّ، واستعادة كافّة الأراضي المحتلّة، ونبذ الفتنة والطّائفيّة، ونبذ الإرهاب وتغليب المصلحة الوطنيّة على المصالح الضّيقة.
ثمّ كانت مداخلات وكلمات لعشيرة بني خالد بقبائلها السّبع، والتي يفوق عددها 27 مليون نسمة في كلّ أرجاء الوطن العربي.
كما كانت كلمة للشّيخ طلال محمد البواري وشيخ قبائل ولد علي السّفير علي المولى، وكلمة للإعلاميّ إيلي سرغاني بإسم المطران عصام يوحنّا درويش أكّد فيها على ضرورة الحفاظ على روحيّة الوثيقة وترسيخ العيش المشترك. من ثمّ، كلمة لشيخ العشائر بني خالد سعد فوزي حمادة الذي شدّد على العلاقة الحميمة مع الكرسيّ البطريركيّ مؤكّدًا الوفاء لهذه العلاقة المستمرّة منذ قرون، شاكرًا دعم غبطته واحتضانه الوثيقة العربيّة للتّعايش والسّلم الأهليّ، آملاً السّعي من أجل إتمام المصالحة بين آل فخري وآل جعفر، وبين أهلنا في العاقورة اليمّونة. وختم موجّهًا التّحيّة لكافّة العشائر العربيّة، وقيادة الجيش، ورئيس الجمهوريّة.
بعدها، سلّم حمادة والمشايخ السّيف المذهّب للبطريرك الرّاعي، الذي ألقى كلمةً، كرّر فيها دعوة المسؤولين للابتعاد عن المصالح الضّيّقة، والعمل على تشكيل الحكومة بأسرع وقت، كما تحدّث عن الخلافات بين الأخوة العرب بكافّة مذاهبهم، ممّا ساعد في إضاعة فرص السّلام، وبخاصّة موضوع القدس الذي لا يمكن أن يقبل المسيحيّون والمسلمون الخروج منها. كما نوّه بالوثيقة العربيّة التي قدّمها العشائر، والتي تهدف إلى نبذ الفتنة والطّائفيّة، وترسيخ العيش المشترك وتثبيت السّلام والاستقرار في ربوع لبنان والوطن العربيّ، داعيًا إلى الحفاظ عليها؛ مؤكّدًا أنّ الاحتلال في الثّقافة اللّبنانيّة يقوض وطن الرّسالة وثقافة التّعدديّة والابتعاد عن الصّراعات والتّفاهم فيما بيننا، وعلينا الحفاظ على حضاراتنا وثقافتنا. فلبنان هو نموذج للشّرق وللغرب ووجودكم هنا من مختلف الدّول العربيّة والمناطق اللّبنانيّة خير دليل على الحفاظ على هذه الوحدة، وعلى هذه الحضارات والابتعاد عن شريعة الغاب؛ وآمل أن لا يكون هذا اللّقاء عابرًا بل تجسيدًا للوثيقة وبنودها في تعزيز مفاهيم العيش المشترك والسّلم الأهليّ لحماية لبنان الرّسالة، بعيدًا عن كلّ الاعتبارات السّياسيّة الضّيّقة.
وظهرًا، إلتقى غبطته النّائب فيصل كرامي يرافقه المحامي نشات فتال وقال كرامي، بعدّ اللقاء: كما في كلّ عام نزور صاحب الغبطة في الديمان للتّرحيب به في الشّمال، ولوضعه في أجواء الاتّصالات التي نقوم بها، سيّما وأنّنا نتشارك معه القلق على الوضع الاقتصاديّ، ونحن مع الإسراع في تشكيل الحكومة ضمن المعايير التي أفرزتها الانتخابات الأخيرة. ويجب أن تسري هذه المعايير على الجميع وكلّ الفئات حتّى تكون حكومة وحدة وطنيّة كما وعدنا. وقد تباحثنا في العديد من الأمور؛ وخاصّةً الاقتصاديّة منها، وما يعانيه النّاس على هذا الصّعيد. وقد نقلنا شكوى وهموم النّاس عن الوضع الاقتصاديّ المتردّي، وقد أكّدنا على التّوازنات الدّقيقة لاتّفاق الطّائف وعدم المسّ بها، وهذا موضوع أساسيّ بالنّسبة لنا.