لبنان
22 آذار 2018, 13:16

نشاط البطريرك الرّاعي لليوم الخميس 22 آذار/ مارس- بكركي

إستقبل البطريرك الكاردينال مار بشارة #بطرس_الرّاعي قبل ظهر اليوم، في الصّرح البطريركيّ في #بكركي، وفدًا من المركز الثّقافيّ الإسلاميّ برئاسة رئيس مجلس أمناء المركز النّائب السّابق الدكتور عمر مسيكة وعضويّة، السّفير الدّكتور ظافر الحسن، القاضي الشّيخ يحيى الرّافعي، العميد الرّكن الدّكتور سمير الخادم، الأستاذ عبد الهادي المحيسن، المحامي الأستاذ عمر زين، والمحامي الأستاذ رامي عيتاني، في زيارة شكر للبطريرك لإيفاده ممثّلاً عنه للمشاركة في حفل تكريم رئيس المركز وتقديم كتابه "حتّى لا يضيع وطني."

 

وعرض مسيكة لما يتضمّنه الكتاب من "تحذير لما يتهدّد لبنان من تحدّيات وخلافات وصراعات وانتسابات، لذلك علينا جميعًا أن نكون على مستوى تحمّل المسؤوليّة الوطنيّة"، موضحًا أنّ "مهمّة المركز الأساسيّة هي إثبات خياره الثّقافيّ العميق في مبادئ الثّقافة الإسلاميّة والعربيّة، على أساس القيم الإسلاميّة، وإنّ الإسلام هو دين سلام وانفتاح وهو ضدّ التّطرّف و الإرهاب."

وشدّد مسيكة على أنّ "المرجعيّتين الإسلاميّة والمسيحيّة في لبنان، هما ضمان لجميع اللّبنانيّين، الّذين وضعوا أيديهم على قلوبهم لإنقاذ لبنان، وإنّ الإسلام والمسيحيّة يشدّاننا معًا نحو السّلام الحقيقيّ في وحدة وطنيّة جامعة وصادقة."

ولفت مسيكة إلى "أنّ غبطة البطريرك المارونيّ مار بشاره بطرس الرّاعي، في كلمته في مؤتمر حوار الأديان في فيينا الاثنين 26/2/2018، حول مساهمة الدّين المسيحيّ في مكافحة العنف، من أجل تعزيز الحوار والعيش المشترك، أكّد أنّ "الكنيسة طوت صفحة العنف الدّينيّ في"فرصة الرّوح" وزرعت في حقل العالم بذرة قادرة على إنتاج نبذ العنف باسم الله أو الدّين. والمسلمون اليوم أمام "فرصة الرّوح"، فأعلنوا أنّ الإسلام براءٌ من الّذين يمارسون العنف والإرهاب باسم الدّين الإسلاميّ، آملين "بفرصة الرّوح" لوضع حدّ نهائيّ باسم الله والدّين، حفاظًا على قدسيّة الله الفائقة، وعلى كرامة الأديان وقدسيّة تعاليمها".

كما أشار مسيكة إلى ما ورد في كلمة سماحة مفتي الجمهوريّة اللّبنانيّة الشّيخ عبد اللّطيف دريان في كتاب المركز الثّقافيّ الإسلاميّ، عام 2016، حول "القيم الإسلاميّة في مواجهة التّطرّف والإرهاب" بأنّ الوحي الإلهيّ في الكتاب والسّنّة هو أساس التّشريع الإسلاميّ، وهو مصدر الفكر الإسلاميّ، وهذا الفكر ينطلق من قيم الخير والعدل والمساواة والحرّيّة والحكمة، والتّسامح والرّحمة والأخلاق وفقه العيش في المجتمعات الّتي فيها تعدّد وتنوّع دينيّ. وما علينا فعله، اليوم، هو النّظر إلى العالم والعصر بعيون جديدة، فالمغالون والمتطرّفون رفضوا العصر، وقاتلوا ضدّه فجنوا على العرب والمسلمين وعلى الدّين والمجتمعات جناحات كبرى. ونحن، اليوم، بحاجة إلى رؤية جديدة للعالم، بعد أن اهتزّت صورة العرب والمسلمين في العالم للعمل الجادّ، وبالحرص على المصالح العامّة وبالوعي بالعالم".

وختم مسيكة: "باسمي شخصيًّا وباسم إخواني أعضاء المركز الثّقافيّ الإسلاميّ، أسجّل لغبطتكم الاحترام الكبير والتّقدير الخاصّ لدوركم الوطنيّ، متابعًا مواقفكم المشرّفة، ومتمنّيًا لكم اضطراد التّوفيق والنّجاح في مسيرتكم الرّعويّة والوطنيّة."

ثم التقى البطريك الرّاعي رئيس الجمهوريّة السّابق العماد ميشال سليمان الّذي قال بعد اللّقاء: "المواضيع تفرض نفسها اليوم. والأهمّ أنّ المنطقة تشهد غليانًا نتيجة التّهديدات الّتي تطال المسرح السّوريّ وما قد ينتج عنه من اشتباكات بين سوريا وإسرائيل وإيران. لذلك لا بدّ من تحييد لبنان في هذه الفترة لكي لا يلحق بنا الضّرر. وهذه مسؤوليّة الجميع أن يفهموا مصلحة لبنان."

وتابع سليمان: "لقد بحثنا في موضوع المؤتمرات الّتي تعقد وهي جيّدة ولكنّها لن تؤتي بثمار إن لم يكن هناك عزمًا معلنًا لبناء دولة واستعادة سيادتها. الكلّ يتحدّث عن الفساد والهدر ولكن أيًّا منهم لا يتحدّث عن حقوق الدّولة."

وأضاف سليمان: "في ما يتعلّق بموضوع الانتخابات لا بدّ من التّأكيد أنّ بكركي هي مع مبادئ سياسيّة وهي ليست مع التّدخّل السّياسيّ. بكركي تتحدّث بالمبادئ وتقول كيف ترى لبنان ولكنّها لا تدخل في صغائر تأليف اللّوائح. وأنا لا أسمح لنفسي التّحدّث مع غبطته بهذا الموضوع ولكنّنا نتحدّث عن المبادئ."

ثم استقبل غبطته وزير العدل سليم جريصاتي الّذي قال بعد اللّقاء: "لقد تشرّفت اليوم بلقاء غبطة أبينا البطريرك مار بشارة بطرس الرّاعي، حيث دار الحديث حول مواضيع السّاعة لاسيّما الاستحقاق الانتخابيّ وضرورة أن يحصل في هذا الجوّ الّذي يعيشه البلد من الاستقرار السّياسيّ والأمنيّ العامّ. ومن ثمّ تداولنا في بعض الأمور الاقتصاديّة والماليّة ومؤتمرات الدّعم الّتي ينتظر منها لبنان تقديمات تسمح له بأن يجدّد بناه التّحتيّة. وعرضنا لسيّدنا ما يتعلّق بالمسألة القضائيّة وبالتّحديد ضمانات القضاة الّتي هي مرتبطة ارتباطًا مباشرًا باستقلاليّة السّلطة القضائيّة."

وتابع جريصاتي: "لقد تمنيّت عليه بالنّظر إلى موقعه المعنويّ والتّأثير الّذي يجده اللّبنانيّون في خطابه وعظاته أن يؤكّد دومًا على إيلاء العدالة وإيلاء العدل الاهتمام اللّازم والاستقرار السّياسيّ والأمنيّ في البلد.  وكذلك الأمر أن يشير إلى مكان الخلل إن وجد وكيف تتمّ معالجته."

ومن زوّار الصّرح البطريركيّ وفد من شمامسة إكليريكيّة غزير والوزير السّابق روجيه ديب.