نشاط البطريرك الرّاعي لليوم الخميس- بكركي
وأعرب أعضاء الوفد للبطريرك عن قلقهم الكبير مشيرين إلى "أنّه حتّى اليوم لم يتمّ توقيع عقودهم مع الدّولة"، لافتين إلى أنّ "استمرار الأمور على ما هي عليه من عدم دفع المستحقّات سيؤدّي حتمًا إلى اقفال هذه الجمعيّات الّتي لم يعد باستطاعتها التّحمّل سيّما وأنّ الدّولة لا تغطّي سوى 30% من القيمة المادّيّة الّتي تنفقها هذه الجمعيّات للعناية بذوي الاحتياجات الخاصّة والّذين يبلغ عددهم نحو 8900 تلميذ من مختلف البلدات ومن مختلف الطّوائف."
وكان تشديد على "أنّ هذه المؤسّسات ليست بجمعيّات وهميّة كما صرّحت الدّولة، ونحن نناشد الدّولة من هذا الصّرح الوطنيّ الحاضن أن تكشف عن الجمعيّات الوهميّة وتنزل بها العقوبات ولكن في المقابل يتوجّب عليها القيام بواجباتها حيالنا فنحن نقوم بدورها ونقدّم الخدمات الإنسانيّة والتّعليميّة لمن يفترض أن يكونوا تحت رعايتها. فهل هذه هي مكافأتنا لأنّنا نهتمّ بأبناء وأخوة وأهل لنا قست عليهم الطّبيعة واليوم تقسو عليهم دولتهم؟".
وأكّد أعضاء الوفد أنّه "نتيجة لما أعلنته الدّولة عن وجود جمعيّات وهميّة فقد عدد كبير من النّاس ثقتهم ببعض من جمعيّاتنا ما أثّر سلبًا على عملنا من النّاحيتين المادّيّة والمعنويّة وألحق الضّرر بمؤسّساتنا وبتنا نخاف من وجود سياسة مخفيّة تعمل لإلغائنا. وهنا نشير إلى أنّه بتعطيل عملنا لن يقع الضّرر على تلامذتنا الّذين سيفقدون العناية وحسب وإنّما أيضًا على أهلهم، الّذين ستواجههم عقبات كثيرة في طريق تقديم العناية المتخصّصة لأولادهم."
وختم الوفد: "نحن نطالب الدّولة بأن تعفينا من الرّسوم الّتي لم نتأخّر يومًا عن دفعها من ضمان وفواتير كهرباء وماء وغيرها إلى حين تسديدها لمستحقّاتنا. ونؤكّد أنّ المساعدات الدّوليّة توقّفت بصورة شبه نهائيّة لأنّها توزّعت على النّازحين السّوريّين في بلدنا ولم يعد أحد من المجتمع الدّوليّ يهتمّ بنا."
بعدها التقى البطريرك الرّاعي وزير المهجّرين غسّان عطاالله الّذي قال بعد اللّقاء: "تشرّفت اليوم بلقاء سيّدنا لأخذ بركته بعد الانتهاء من الخطّة الّتي وضعتها الوزارة، وكما وعدناه، أتينا اليوم لنعرضها بالتّفاصيل على غبطته ولنرى إذا ما كان لديه أيّة نصائح أو اقتراحات يريد زيادتها على هذه الخطّة".
أضاف عطالله :"استكمالاً للزّيارات الّتي نقوم بها على المرجعيّات والفعاليّات، عرضنا اليوم لغبطته هذه الخطّة بالطّريقة الممنهجة والعلميّة الّتي ستعمل بها الوزارة، من أجل إقفال الوزارة في الفترة الزّمنيّة الّتي التزمنا بها في البيان الوزاريّ، وهي على مدى ثلاث سنوات، كما شرحنا له تفصيليًّا من أين سنبدأ وما هي الأولويّات والمعايير والضّوابط الّتي ستلتزم بها كي لا يكون هناك أيّ استنسابيّة في معالجة أيّ ملفّ، مع الحرص الشّديد على حقوق النّاس الّذين ينتظرون منذ 25 سنة أن يستوفوا حقوقهم من وزارة المهجّرين"، لافتًا إلى أنّ "سيّدنا بارك هذه الخطّة واعتبر أنّها المرّة الأولى الّتي توضع خطّة علميّة بهذا الشّكل، والآن أصبح بإمكاننا البدء والقول للنّاس إنّنا أصبحنا جاهزين لعرضها على مجلس الوزراء".
وقال عطالله: "لا أعتقد أنّ الخطّة ستواجه أيّة عراقيل، بل بالعكس، التزمنا الضّوابط كي لا نخرج عنها وسيكون هناك شفافيّة ووضوح في التّعاطي مع الملفّات، ولكن اليوم، إنّ تأمين المبلغ الماليّ المطلوب لإقفال هذه الوزارة سيكون عليه بعض الأسئلة، لأنّ هناك أناس يعتقدون أنّ المبلغ يجب أن يكون أقلّ أو أكثر أو لماذا بعد كلّ هذه السّنوات لا تزال هناك ملفّات ونحن شرحنا بالتّفاصيل كلّ هذه الأمور في الخطّة، لكن الأكيد أنّه ستكون هناك أسئلة على المبلغ الماليّ وكيفيّة تأمينه وخصوصًا في هذه الظّروف، ونحن مراعاة منّا لوضع البلد والحالة الاقتصاديّة قسمنا المبلغ على ثلاث سنوات وسنكون متعاونين إلى أقصى الدّرجات في تأمين هذا المبلغ".
وتابع عطالله :"رصدت الموازنة جزءًا صغيرًا من المبلغ، أقلّ من 10% من المبلغ المطلوب ونعتبر أنّ هذا هو الأفضل من عدم وجود أيّ مبلغ في الصّندوق، ومن خلال هذا المبلغ، بدأنا بتحضير الجداول للنّاس الّتي لها حقوق في الوزارة والّتي هي من الأولويّات أيّ بنود الإخلاءات ومصادرة المنازل أو النّاس الّذين لم يقبضوا مرّة واحدة منذ 20 سنة، ونحن برصد تحضير الجداول كي يبدأوا بالقبض."
وعن كيفيّة تأمين المبلغ اللّازم قال: "سنأخذه على ثلاث سنوات والتّصوّر الّذي يتمّ الحديث عنه بأنّه سيكون سلفة من المصارف من خلال مصرف لبنان أيّ سلفة للدّولة اللّبنانيّة بفائدة بسيطة جدًّا وعلى فترة طويلة، ونأمل أن نصل إلى هذه النّتيجة في أسرع وقت ممكن".
ثمّ تسلّم البطريرك الرّاعي من وفد هيئة الحفاظ على البيئة- لجنة التّحريج في بشرّي، يرافقهم راعي أبرشيّة المكسيك المارونيّة المطران جورج أبي يونس، دعوة لمباركة مشروع تشجير عشرات الألوف من شجر الأرز لربط تنّورين ببشرّي تقدمة مؤسّسة ألفريدو حرب حلو في المكسيك الّتي ستتمّ في الصّرح البطريركيّ في الدّيمان في شهر تمّوز المقبل.
ورأى الوفد أنّ "مثل هذا المشروع سيعيد إلى لبنان نضارته هو الّذي عرف في العالم بلبنان الأخضر وببركة غبطته وتشجيعه سيتمّ غرس الألوف من أشجار الأرز لتربط تنّورين بمنطقة بشرّي."
هذا وتهتمّ مؤسسّة ألفريدو حرب بالمشروع بالتّعاون مع البلديّات الّتي ستعتني بهذه "الأشجار الّتي لا تمنح جبالنا منظرًا خلّابًا وحسب وإنّما لها دور كبير وفعّال في حماية التّربة من الانزلاق وحبس مياه الثّلوج في باطن الأرض."
وظهرًا استقبل الرّاعي رئيس مركز الشّرق الأوسط للدّراسات والتّنمية وائل خليل ياسين الّذي عرض للمشاريع ولخطّة العمل الّتي يتبنّاها المركز لربط لبنان بالمشروع الصّينيّ "الحزام والطّريق."
وأشار ياسين إلى "أهمّيّة الاستماع إلى رأي غبطته الّذي سلّط الضّوء على عدد من النّقاط المهمّة الّتي من شأنها تفعيل عجلة الدّورة الاقتصاديّة في البلد من إسكان وتوفير فرص عمل وغيرها. ونحن نسعى ونعمل لأن يعود لبنان رائدًا في المنطقة في المجال الاقتصاديّ والثّقافيّ ومنصّة لإطلاق حوار الحضارات والتّبادل الثّقافيّ وأن يكون مركزًا للاتّصال الوطني والإقليميّ. كما أنّنا سنبقى على تواصل مستمرّ مع غبطته لإطلاعه على الخطوات الجديدة الّتي نأمل أن تكون ناجحة."