نشاط البطريرك الرّاعي لليوم الخميس- الدّيمان
بعد الاجتماع أدلى الرّئيس ميقاتي بالتّصريح الآتي: "سعدت باللّقاء مع صاحب الغبطة خصوصًا في هذه الأوقات الصّعبة والنّظرة القاتمة في البلد، وارتحت للكلام الّذي سمعته من صاحب الغبطة حول تمسّكه بالعيش الواحد وبلبنان الّذي نحبّه جميعًا. أمّا على صعيد الآداء السّياسيّ فيؤكّد غبطته أنّ الحلّ واحد وهو الدّستور والتّمسك باتّفاق الطّائف، وهذا هو الكلام الحقيقيّ الّذي يجب أن يقال من كلّ مواطن مخلص كونه يشكّل المدخل للخروج من الأزمة الّتي نمرّ بها. يجب أن نقوم بمصالحة أنفسنا مع وطننا ومن ثمّ نتصالح مع بعضنا البعض، والنّداء الّذي أطلقه السّادة المطارنة في اجتماعهم الأخير أكّد هذا الأمر، وشدّد على أبعاد الشّخصانيّة عن الشّأن العامّ. هذا هو لبناننا جميعًا. المطلوب هو الابتعاد عن التّشنّجات والاهتمام بالأمور المعيشيّة والحياتيّة والاقتصاديّة الّتي تشهد صعوبات كثيرة. صاحب الغبطة هو الرّائد في الانفتاح على جميع اللّبنانيّين، ونحن لا ننسى زيارته إلى مدينة طرابلس والجولة الّتي قام بها في المدينة، حيث لمس مدى محبّة النّاس له وتمسّكهم بالوحدة الّتي هي ثروتنا جميعًا، وكيف تجاهل بعض النّصائح الّتي أسديت إليه قبل الزّيارة.
سئل: كيف تردّ على هجوم الوزير جبران باسيل على بعض نوّاب طرابلس وعلى مشروع "شركة نور الفيحاء" تحديدًا؟
أجاب: "لقد سمعت ما قاله معالي الوزير بشان "نور الفيحاء" وهي ليست مجرّد أمر يتعلّق بتأسيس شركة بل تحوّلت إلى عنوان عريض لإنارة مدينة طرابلس بطريقة قانونيّة وفنّيّة مقبولة من الجميع من دون عوائق. نجن لا ندافع عن "نور الفيحاء" كشركة، بل همّنا هو إنارة طرابلس، ويمكن خلال تسعة أشهر تأمين التّيّار الكهربائيّ لطرابلس على مدى 24 ساعة بأسعار أقلّ ممّا يتمّ دفعه اليوم. وهذا المشروع يستوفي كلّ الشّروط القانونيّة والفنّيّة، والمطلوب القيام بمناقصة قانونيّة لتلزيم المشروع كائنًا من يكون الملتزم، لأنّ الغاية هي إنارة طرابلس.
أمّا بشان كلام الوزير باسيل السّياسيّ، فليس هذا المقام هو المكان المناسب للرّدّ ونحن نحترم المنبر الّذي نتحدّث منه".
سئل: ماذا عن موضوع تعطيل جلسات مجلس الوزراء؟
أجاب: "الحلّ هو في العودة إلى الدّستور وتحييد المواضيع الدّستوريّة عن السّجالات والتّجاذبات، وهذا ما تطرّقنا إليه في اللّقاء مع صاحب الغبطة. مجلس الوزراء يجب أن ياخذ دوره كاملاً مع إعطاء فترة زمنيّة لإنجاز التّحقيقات في الأحداث الّتي حصلت، ومن ثمّ يحسم موضوع ما إذا كان الملفّ يستدعي أن يحوّل إلى المجلس العدليّ. أمّا العناد فليس وقته ولا مصلحة لأحد به، وفي هذا الإطار فإنّني أثني على الرّئيس برّي ومسعاه الدّائم، وأحيّي الرّئيس سعد الحريري على حرصه على وحدة مجلس الوزراء، وعلى التّضامن الوزاريّ ووحدة الحكومة. الظّرف ليس مناسبًا لأيّة خضّة سياسيّة ويجب تجاوز كلّ الخلافات، المطلوب في هذا الظّرف التّعالي على الجرح ولا بدّ أيضًا من التّرحّم وعلى الشّهداء الّذي سقطوا".
وعن التّلويح بالثّلث المعطّل لمجلس الوزاء قال: "الرّئيس الحريري يتابع الشّأن الحكوميّ آخذًا في الاعتبار دقّة الظّرف والمصلحة العامّة".