لبنان
11 أيار 2018, 13:20

نشاط البطريرك الرّاعي لليوم الجمعة 11 أيّار/ مايو 2018

إستقبل غبطة البطريرك الكردينال مار بشارة بطرس الرّاعي قبل ظهر اليوم الجمعة 11 أيّار/ مايو 2018، في الصّرح البطريركيّ في بكركي، النّائبين المنتخبين فريد هيكل الخازن ومصطفى الحسيني.

 

وقال الخازن بعد اللّقاء: "أردنا اليوم أن نعلن عن تشكيل كتلة "قلب القرار"، مع السّيّد مصطفى الحسيني  وقمنا بهذه الزيارة اليوم التي هي أوّل زيارة للكتلة إلى الصّرح البطريركيّ، وأحببنا أن ننطلق من الصّرح البطريركيّ تأكيدًا منّا على الثّوابت الوطنيّة والإنسانيّة والقيم التي تتمسّك بها البطريركيّة المارونيّة عبر التّاريخ، وهي حماية سيادة واستقلال لبنان، حماية النّظام الديموقراطيّ في لبنان والدّستور والحفاظ على صيغة العيش المشترك والعمل على بناء دولة قانون ومؤسّسات خالية من الفساد والرّشاوى والصّفقات، لكي يكون هناك إمكانيّة لإعادة إنقاذ البلد والثّقة الاقتصاديّة به، لأنّ الكلام الذي قيل منذ فترة ومن أعلى المراجع، بأنّ البلد مفلس، يعتبر مشكلة كبيرة، وعلينا نحن في المرحلة المقبلة طيّ صفحة الانتخابات والصّراعات والخلافات وفتح صفحة جديدة في البلد، ونمدّ يدنا إلى القوى السّياسيّة المتعاونة ونحاول من خلال اتّصالاتنا وانفتاحنا ككتلة نيابيّة أن نعيد تقويم الأمور ونضع خطّة بالتّفاهم مع القوى الأخرى تكون انقاذيّة نهضويّة لحماية مستقبل لبنان".

وردًّا على سؤال حول إمكانيّة انضمامه إلى تكتّل جديد للنّواب المستقلّين المؤيّدين لخطّ 8 آذار/ مارس يكون برعاية النّائب سليمان فرنجيّة، قال الخازن: "أوّلًا لنكون واضحين،  نحن لسنا 8 آذار/ مارس بالتّأكيد، ولم نكن يومًا 8 آذار/ مارس وهذا ليس تقليلًا من أهميّة 8 آذار/ مارس، لكنّ موقعنا السّياسيّ ليس في 8 آذار/ مارس. نحن لدينا تحالف مع الوزير سليمان فرنجيّة وهذا التّحالف ثابت ونهائيّ، ونحاول بالتّعاون معه وبمساعدته تشكيل تجمّع نيابيّ سياسيّ لا طائفيّ يكون له حضوره في المجلس النّيابيّ والحكومة، وحضوره السّياسيّ والوطنيّ، ويهدف إلى المشروع الذي كنّا ننادي به، وهو أنّ البلد لا يستطيع الاستمرار بهذه الطّريقة. البلد بحاجة إلى خطّة انقاذيّة تعيد تصويب الأمور لكي لا نصل أخيرًا إلى مرحلة النّدم. وكما قال غبطته منذ قليل "راحت السّكرة وإجت الفكرة ".


وأضاف الخازن: "الانتخابات أصبحت وراءنا وهي حصلت في جوّ ديموقراطيّ بامتياز من دون أيّ مشكلة في البلد، إضافة إلى أنّ القانون النّسبيّ أفرز طبقة سياسيّة جديدة وحافظ على التّوازن الطّائفيّ وصحّة التّمثيل بالرّغم من وجود بعض الشّوائب التي تصحّح في المستقبل، ولكن انتهت الانتخابات واليوم حان وقت الحقيقة. شبابنا يهاجرون، محالنا التّجاريّة تقفل واقتصادنا مضروب وديننا يكبر، فلنجتمع جميعًا ونبحث في الحلول وما سنقدّمه للبلد".

وعمّا إذا كان هناك من اتّصال بحزب الكتائب حيال انضمامه إلى الكتلة المزمع تشكيلها أجاب الخازن: "نحن كتلة كسروانيّة جبيليّة مستقلّة اسمها "قلب القرار"، وما نقوم به هو إنشاء تجمّع، وهذا التّجمع في طور التّشاور، ولكن بالتأكيد مواقف حزب الكتائب الأخيرة كانت متجانسة تمامًا مع مواقفنا السّياسيّة ومع طروحاتنا، وهواجس الشّيخ سامي الجميّل هي هواجسنا، فلذلك سيكون هناك بالتّأكيد نوع من التّعاون بيننا وصيغة تفاهم مع حزب الكتائب لاستكمال النّضال من أجل وضع حدّ للفساد والصّفقات والتّجاوزات في البلد، وبالتّأكيد فإنّ العلاقة مع حزب الكتائب ستكون سياسيّة وطيدة، وهناك قواسم مشتركة كبيرة بيننا ونحن في طور التّشاور معهم في كيفيّة التّعاون".

وعن زيارة النّائب الحسيني للرّئيس نبيه برّي والطّلب منه الإنضمام إلى كتلته، نفى الحسيني ما ورد في بعض وسائل الإعلام، وقال: "أوضحت موقفي من هذا الموضوع، والرّئيس برّي ردّ في اليوم التّالي وقال إنّ ما ورد في وسائل الإعلام لم يحصل إطلاقًا، والكلام عارّ من الصّحة، أنا موجود في جبيل وكسروان وهذه  ثابتة مع الشّيخ فريد الخازن."


وعن وقوف الكتلة مع سياسة العهد الحاليّ أجاب الخازن: "لنر مستقبلًا سياسة العهد الحاليّ. في الماضي كان هناك خلاف سياسيّ، وفخامة الرّئيس هو على رأس الجميع وفوق كلّ هذه الصّراعات، ونحن عندما كنّا نقول هذا الكلام في مرحلة الانتخابات النّيابيّة لم نكن نقوله لأنّ الظّرف كان انتخابيًّا، هذه ثوابت أساسيّة لدينا، وفي ثقافتنا إنّ رئاسة الجمهوريّة والبطريركيّة المارونيّة وقيادة الجيش هي مواقع يجب أن تكون فوق كلّ الصّراعات السّياسيّة، وهي كذلك. لذا فإنّ التّعاون مع فخامة الرّئيس نحن جاهزون له ولأيّ مسألة أو مشروع يخدم المصلحة الوطنيّة ولبنان. هناك خلاف مع التّيار الوطنيّ الحرّ ومع القوى السّياسيّة، وما أتمناه في المرحلة المقبلة هو تقريب المسافات وليس إبعادها، لأنّ علينا مسؤوليّة كبيرة في البلد الذي لم يعد يحتمل أيّ تراشق أو انقسامات أو تشرذم، البلد يحتاج إلى حدّ أدنى من الوحدة الوطنيّة تحميه، ونحن جاهزون لذلك".

بعدها التقى غبطته المفوّض الرّئاسيّ للشّؤون الإنسانيّة والقبارصة المغتربين فوتيس فوتيو يرافقه راعي أبرشيّة الموارنة في قبرص المطران يوسف سويف وسفيرة قبرص في لبنان كريستينا رافتي، في زيارة تمّ فيها التّطرق إلى وضع الجالية اللّبنانيّة في قبرص وأهميّة تعزيز وتطوير العلاقات التّاريخيّة بين البلدين "لمزيد من التّقدم والنّمو."

وأوضح المطران سويف بعد اللّقاء أنّ "فوتيو يزور صاحب الغبطة من ضمن برنامج مشاركته في مؤتمر الانتشار الذي دعت إليه الخارجيّة اللّبنانيّة. وكانت مناسبة اليوم تمّ فيها التّركيز على عدد من النّقاط المشتركة بين البلدين، أبرزها التّعاون بين قبرص ولبنان واليونان على صعيد الانتشار في هذه البلدان وجذب المنتشرين إلى البلاد الأمّ، إضافة إلى التّعاون التّاريخيّ والمعاصر بين لبنان وقبرص على عدّة مستويات ومنها السّياحة والسّياحة الدّينية وقد تكون الطّاقة أيضًا."

وتابع سويف: "إنّ التّعاون بين لبنان وقبرص على المستوى الإقليميّ والدّوليّ قد يساهم في حلحلة مشكلة وحدة قبرص وتمكين الموارنة من العودة إلى القرى الأربع التي هجروا منها، وهذا أمر تمّ التّركيز عليه أيضًا في خلال اللّقاء."

ولفت سويف إلى زيارة قريبة لصاحب الغبطة "إلى قبرص لتدشين مركز المطرانيّة إلى جانب المركز الرّاعويّ والثّقافيّ الذي تمّ الإنتهاء منه بعد سنتين من العمل وسوف يكون هناك تدشين لهذا المركز مع رئيس الجمهوريّة وكلّ الفعاليّات القبرصيّة."

بدوره أكّد فوتيو أنّ "لقاء غبطة البطريرك شكّل مناسبة لإجراء جولة أفق حول الإنتشار اللّبنانيّ في قبرص، لاسيّما بعد مشاركتنا بالأمس في مؤتمر الانتشار الذي دعتنا إليه الخارجيّة اللّبنانيّة وعرضنا لعدد من المواضيع المتعلّقة بالانتشار حول العالم."

وتابع فوتيو:" ومن أبرز المواضيع التي تطرّقنا إليها كان موضوع التّعاون بين الدّول الثّلاث لبنان وقبرص واليونان وأهميّته وكيف بإمكاننا تعزيز هذه العلاقة وجذب مواطنينا لزيارة هذه الدّول الثّلاث. هذه البداية وعلينا اتّباع استراتيجيّة في هذا الصّدد وآمل أن نجني ثمار هذا التّعاون قريبًا جدًّّا."

وأضاف فوتيو: "اليوم أعربت لغبطته مجددًا عن دعمنا للجالية اللّبنانيّة والمارونيّة بشكل خاصّ في قبرص ونحن نشعر بأنّهم يشكّلون جزءًا من مجتمعنا نحن محظوظون أيضًا بوجود المطران سويف كراعي للأبرشيّة المارونيّة في قبرص وهو سفير ليس للموارنة وحسب وإنّما لقبرص أيضًا. فنحن ننادي دائمًا بقبرص حرّة موحّدة خالية من أيّ احتلال لأنّنا نؤمن بإمكانيّة عيش الشّعوب مع بعضها البعض من دون أيّ قيود لذلك نعمل على تمتين العلاقة التّاريخيّة بين لبنان وقبرص نظرًا لعراقتها فنحن نتقاسم نفس التّاريخ والتّقاليد والاهتمام بوضع المنطقة ونأمل أن يسود السّلام والاستقرار في المنطقة لأنّنا بحاجة إليه، كلّ الشعوب تحتاج لهذا الأمر."

وختم فوتيو مثنيًا على "دعم البطريرك لهذه الاستراتيجيّة الدّاعية إلى السّلام والعيش معًا"، مشدّدًا على "ضرورة متابعة التّواصل مع غبطته لتفعيل عدد من النّقاط التي تهمّ الشّعبين اللّبنانيّ والقبرصيّ."

ثمّ استقبل البطريرك الرّاعي السّفير الفرنسيّ برونو فوشيه، الذي هنّأ غبطته بالبرلمان اللّبنانيّ الجديد، وعرض معه "للأوضاع العامّة وللعلاقات الثّنائيّة التّاريخيّة بين فرنسا والبطريركيّة المارونيّة مشددًا على أهميّة الحفاظ على هذه العلاقة وتعزيزها."