لبنان
08 كانون الثاني 2019, 14:29

نشاط البطريرك الرّاعي لليوم الثّلاثاء- بكركي

إستقبل البطريرك المارونيّ الكاردينال مار بشاره بطرس الرّاعي، قبل ظهر اليوم في الصّرح البطريركي في بكركي، وزير الأشغال العامّة والنّقل في حكومة تصريف الأعمال يوسف فنيانوس يرافقه المدير العامّ للوزارة طانيوس بولس ومدير مكتبه شكيب خوري.

 

وقال فنيانوس بعد اللّقاء: "لا يكتمل العيد إلّا بزيارة غبطة البطريرك لالتماس بركته ولتقديم التّهاني بالميلاد المجيد والسّنة الجديدة الّتي نأمل أن تكون سنة خير على جميع اللّبنانيّين. وتكلّمنا فقط في شؤون المواطنين في ظلّ هذه العاصفة، وأخذنا بتوجيهات غبطته لأنّ هناك الكثير من المواطنين يقصدون البطريركيّة لطلب بعض الخدمات، ونأمل تلبية هذه المطالب. وكالعادة نقول إنّ وزارة الأشغال وفي ظلّ هذا الظّرف أيّ العاصفة "نورما" الّتي نتمنّى لها التّوفيق، ولكن آن الأوان لتتركنا، زارت البلد ويجب أن تغادرنا والتّوقّعات أنّ العاصفة ستستمرّ لغاية غد، بحسب مصلحة الأرصاد الجوّيّة، وهي ستشتدّ في السّاعات المقبلة. ونشكر الله أنّه حتّى السّاعة الأمور مقبولة إلى حدّ كبير جدًّا وليست لدينا مشاكل جسيمة باستثناء بعض الانهيارات وسقوط بعض الأعمدة الكهربائيّة، وإنّما الطّرق الدّوليّة سالكة كلّها.
نأمل أن نستمرّ في هذه الجهود من أجل إبقاء الأمور مضبوطة، ولا بدّ من توجيه الشّكر إلى جميع الّذين يعملون ليل نهار من أجل تسيير المواطنين. وأشكر أيضًا جميع القوى الأمنيّة وكلّ من يقوم بواجباته. نحن على تواصل دائم ومباشر مع كلّ النّاس والمسؤولين لحظة بلحظة كي لا تحصل أيّ هفوة."
سئل: هل تؤيّدون طرح البطريرك تشكيل حكومة مصغّرة من حياديّين؟
أجاب: "رحم الله امرأ عرف حدّه فوقف عنده"، والّذين يؤلّفون الحكومات في لبنان معروفون وناشطون في هذا المجال الله يقويهم. أنا عملي الآن تأمين سلامة النّاس على الطّرق وألّا تحتجزهم الثّلوج والعاصفة ليصلوا إلى منازلهم لئلّا نضطرّ إلى إنقاذهم، أعرف حدودي واليوم أعمل على الطّرقات لسلامة النّاس.
وردًّا على سؤال عن الكلام الموجّه إليه عن "سوء إدارة" في هذه العاصفة في محاولة لإبعاد "تيّار المرده" عن وزارة الأشغال في الحكومة العتيدة، قال: "التّهجمات على شخص الوزير فينانوس في وزارة الأشغال بدأت منذ تولّينا هذه الوزارة، في الحقيقة أنا أتابع يوميًّا، هناك فريق يتابع أيضًا بشكل حثيث أيّ مشكلة لدينا لحلّها. وأنا لا ألمس أنّ هناك هجومًا بكلّ صراحة، رأيت بعض المشاهد عبر وسائل الإعلام ولا يخلو الأمر من بعض الانهيارات من هنا أو هناك، واختصاص وزارة الأشغال هو الطّرق الدّوليّة والرّئيسيّة، إنّما إذا حصل في بعض القرى أيّ خلل فهذا يكون من شأن الهيئة العليا للإغاثة أو جهة أخرى في البلدة تتابع هذا الموضوع. بالأمس تابعنا موضوعًا تمّ إعلامنا به مع احتمال أن يكون على طريق دوليّة، وعلى الشّعب اللّبنانيّ أن يعلم أنّ هذا العام أفضل من السّنوات الماضية بالرّغم من هول هذه العاصفة".
سئل:على من تقع تحديدًا مسؤوليّة تعطيل الحكومة؟
أجاب: "أعتقد جازمًا أنّ الموضوع داخليّ فقط، وعلى النّاس أن تتواضع من أجل تأليف هذه الحكومة، وعندما تتواضع النّاس برأيي ستشكّل الحكومة اليوم قبل غد، وهناك الكثير من الإشاعات والتّهم تذهب في هذا الاتّجاه أو ذاك، والمطّلعون على موضوع تأليف الحكومة يعلمون جدّيًّا كما الجميع يعلم أين الحكومة متوقّفة".
وعن موضوع توسيع أوتوستراد نهر الكلب- جونيه، قال: "هذا الموضوع يقوم به مجلس الإنماء والإعمار وهو مقسّم ثلاثة أجزاء والجميع تكلّم عليها، وهذا الموضوع ليس تابعًا لوزارة الأشغال والرّئيس جان فهد لكونه رئيس اللّجنة الأولى للاستملاك أصدر قرارات الاستملاك جميعها ونحن اليوم في انتظار التّنفيذ".
ثمّ استقبل البطريرك الرّاعي المدير العامّ للأمن العامّ اللّواء عبّاس ابراهيم في زيارة للتّهنئة بالأعياد، وكانت مناسبة لعرض التّطوّرات الرّاهنة.
وإلتقى البطريرك المارونيّ رئيس "حركة الاستقلال" النّائب ميشال معوّض الّذي قال بعد اللّقاء: "الزّيارة اليوم لغبطته هي تقليديّة لتقديم التّهاني بالسّنة الجديدة لكي نبدأ عامنا تحت مظلّة هذا الصّرح الوطنيّ الكبير وبركته، والّذي يرمز إلى مجد لبنان ويذكّرنا كم أنّ آباءنا وأجدادنا ناضلوا وضحوا كي يصبح لنا وطن ديموقراطيّ وتعدّديّ وحرّ. وهذا يجب ألّا ننساه لأنّه أمانة في أعناقنا لنحافظ على لبنان، وكانت مناسبة لمناقشة الأوضاع مع سيّدنا. واليوم نضمّ صوتنا إلى صوت غبطته بضرورة تشكيل حكومة في أسرع وقت، وهذا يتطلّب أوّلاً عودة الجميع إلى لبنان لأنّ اقتناعي يقول إنّه بغضّ النّظر عن الأبعاد الدّاخليّة لهذه الأزمة والأشكال الّتي تتّخذها أكان صراعًا من هنا أو تحميل مسؤوليّات من هناك ولقاءات مفتعلة من هنا، عمليًّا من الواضح أنّ هناك إرادة من بعض القوى الإقليميّة لتعطيل هذه الحكومة، لكن ليس قدرنا أن نستورد المشاكل دائمًا من الخارج، لم يعد لدينا التّرف والدّخول في الصّراعات الإقليميّة الّتي ستدمّرنا وتدمّر بلدنا. الوضع الاقتصاديّ لا يحتمل وكذلك المعيشيّ والماليّ ووجع النّاس أيضًا لا يحتمل، وكلّ النّاس على اختلاف طوائفهم ومذاهبهم وانتماءاتهم الحزبيّة، إذا ما انهار الهيكل على الجميع فسينهار على كلّ فرد وعلى كلّ عائلة. من هذا المنطلق لا نستطيع الاستمرار في التّفرّج. يجب أن تؤلّف الحكومة ويجب أن ندفع في اتّجاه تأليفها. وناقشنا مع سيّدنا واقترح علينا عقد اجتماع برعاية هذا الصّرح للقيادات المسيحيّة المارونيّة، وأنا أكيد بتصرّف سيدنا في هذا الموضوع، وبرأيي إنّ هذا الموضوع ضروريّ وأن نجتمع قدر المستطاع للضّغط في اتّجاه تأليف حكومة. مهما كانت الخلافات والآراء المتعدّدة يجب أن نجتمع على تأليف حكومة لأنّها المدخل للإصلاحات، والمطلوب ليس حكومة تعطيل إنّما حكومة إصلاحات تستطيع أن تأخذ زمام المبادرة وتعالج هذا الوضع الاقتصاديّ الّذي يهدّد اليوم بتدمير كلّ شيء بما فيه هويّة لبنان".
ومن زوّار بكركي أيضًا للتّهنئة: رئيس منظّمة فرسان مالطا مروان صحناوي، ومفوّض الحكومة لدى المحكمة العسكريّة القاضي بيتر جرمانوس.
على صعيد آخر، يترأّس البطريرك الرّاعي صباح غد الأربعاء الاجتماع الدّوريّ الشّهريّ لمجلس المطارنة الموارنة وعلى جدول أعماله شؤون كنسيّة ووطنيّة.