نشاط البطريرك الرّاعي لأمس الخميس- بكركي
تحدّث بحسون بعد اللّقاء وقال: "لقد طرحنا مع صاحب الغبطة أمورًا تتعلّق بالوطن والمواطن، وتطرّقنا لما حدث في الجبل، وكانت الرّؤية واحدة، فإنّ أيّة مشكلة تحصل بين أبناء الطّائفة الواحدة، قد تمتدّ للطّوائف الأخرى، وترتدّ سلبًا على كلّ طوائف لبنان، لأنّ هذه الطّوائف تكمّل بعضها، ولا يمكن لطائفة أن تستغني عن بقيّة الطّوائف."
وأضاف بحسون: "من ناحية ثانية لقد كانت الرّؤية موحّدة مع غبطته حول خطورة ما يُعرف بصفقة القرن، لأنّ من مخاطرها الآتية على لبنان مسألة التّوطين الّذي قد يغيّر بعضًا من التّوازنات في لبنان، وهذا أيضًا يغيّر أمورًا كثيرة قد تخلق خللاً في العيش المشترك بين اللّبنانيّين."
وختم بحسون: "إنّ الرّؤية موحّدة حول حلّ مشكلة اللّبنانيّين والّتي تكمن بالتّخلّص من الخطاب المذهبيّ والطّائفيّ الآتي من بعض السّياسيّين الذين لا يجدون مصالحهم في العيش المشترك ووحدة هذا الشّعب، فتحدّثنا بالتّالي مع صاحب الغبطة عن ضرورة توحيد الجهود عند المراجع الرّوحيّة للوقوف كسدّ منيع في وجه انتشار الخطاب الطّائفيّ والمذهبيّ الّذي لا يخدم الوطن واللّبنانيّين".
ثمّ التقى الرّاعي وفدًا من حزب القوّات اللّبنانيّة ضمّ النّائب شوقي الدّكّاش، وأعضاء المكتب والمجلس المركزيّ في الحزب، وجرى عرض للأوضاع العامّة في البلاد.
أشار الدّكّاش بعد اللّقاء إلى أنّ "الوفد نقل للبطريرك الرّاعي تحيّات الدّكتور سمير جعجع، ووجّه له دعوة لرعاية القدّاس السّنويّ لشهداء المقاومة في الأوّل من أيلول المقبل"، مشدّدًا على "ضرورة أن يتحلّى الجميع بالوعي والحكمة في هذه الفترة الصّعبة، كي نبقى ثابتين في أرضنا."
وبعد الظّهر استقبل البطريرك الرّاعي راعي أبرشيّة قبرص المارونيّة المطران يوسف سويف على رأس وفد من أبناء الرّعية ومن أبناء القرى المارونيّة القبرصيّة المهجّرة، يرافقهم النّائب المارونيّ في البرلمان القبرصيّ ياناكي موسى في زيارة تمّ فيها التّطرّق إلى وضع ونشاط الرّعيّة المارونيّة في قبرص، إضافة إلى وضع القرى المارونيّة وضرورة العمل على إيجاد حلّ سياسيّ يسمح لأهلها بالعودة إليها.
ولفت سويف إلى "أنّ الهدف الأوّل من الزّيارة هو تقديم التّعزية لصاحب الغبطة بوفاة المثلّث الرّحمة البطريرك مار نصرالله بطرس صفير، وثانيًا شكر البطريرك الرّاعي على مساعيه الحثيثة والمستمرّة في مسألة جوهريّة طلبناها منه ووعدنا بأن يكون فيها إلى جانبنا وهي حلحلة الوضع اللّوجستيّ لقريتي أسوماتوس وآيا مارينا القبرصيّتين حيث التّواجد العسكريّ."
وتابع سويف: "لقد طلبنا من غبطته مساعدتنا من خلال الأقنية الدّوليّة والإقليميّة وسيكون هناك تعاون لتهيئة هذا الأمر ونحن نأمل أن تتمّ العودة إلى هاتين القريتين من قبل الموارنة، أقلّه للاحتفالات الدّينيّة وممارسة الشّعائر الدّينيّة والصّلوات بشكل أسهل ممّا هو عليه الآن، وثانيًا لعودة بعض الأهالي إلى هذه القرى."
وختم سويف: "لقد شكرنا غبطته لأنّه برعايته تمّ افتتاح دار المطرانيّة الجديد في قبرص وأنشئ مركز بيت مارون الثّقافيّ والرّاعويّ. وبسبب ظروف سيّدنا لم يتمكّن من الحضور وأوفد نائبه. واليوم وجّهنا إليه دعوة جديدة لزيارتنا لأنّه من دون أدنى شكّ فإن زيارة البطريرك للأبرشيّة والقرى المارونيّة والجماعة المارونيّة تعطي دفعًا روحيًّا ومعنويًّا هائلاً جدًّا للموارنة ولقبرص وتساهم في خلق مناخات إيجابيّة في إطار مشكلة قبرص حيث تعقيداتها تتطلّب مبادرات من هذا النّوع."
بعدها استقبل الرّاعي وفدًا من الحجّاج البولونيّين يرافقهم الأب ميلاد سقيّم، وقد أعربوا عن تقدير كبير لإستقبالهم من قبل"رأس الكنيسة المارونيّة".
وإستمع أعضاء الوفد إلى عرض البطريرك الرّاعي "للعلاقة الّتي تربط كنيسة لبنان بالكنيسة البولونيّة، وإلى المكانة الّتي يحتلّها القدّيس البولونيّ مار يوحنّا بولس الثّاني في قلب لبنان وقلب كلّ اللّبنانيّين هو الّذي خصّ هذا البلد الصّغير في العالم بسينودس خاصّ به كعربون حبّ وتقدير لدوره الّذي وصفه بالرّسالة."
ومن زوّار الصّرح، الوزير السّابق روجيه ديب، عادل وجويل نادر، وليم زرد أبو جودة وكاهن رعيّة ميلانو الخوري أسعد سعد الّذي عرض لنشاط الرّعيّة المارونيّة، ثمّ رئيس مصلحة التّعليم الخاصّ عماد الأشقر.