لبنان
27 نيسان 2018, 05:00

نشاط البطريرك الرّاعي لأمس الخميس- بكركي

إستقبل البطريرك المارونيّ الكاردينال مار بشارة بطرس الرّاعي قبل ظهر أمس في الصّرح البطريركيّ في بكركي، سفير دولة الإمارات العربيّة المتّحدة في لبنان حمد الشّامسي الّذي قدّم له دعوة باسم وزير التّسامح الإماراتيّ الشّيخ نهيان بن مبارك آل نهيان للمشاركة في المؤتمر العالميّ للأقلّيّات المسلمة في دول العالم بعنوان "المؤتمر العالميّ للأقلّيّات المسلمة... الفرص والتّحدّيات"، والّذي سيعقد يومي الثّامن والتّاسع من شهر أيّار/ مايو المقبل في إمارة أبو ظبي.

 

ثمّ التقى نائب رئيس الحكومة السّابق الياس المرّ الّذي قال بعد اللّقاء: "زيارتنا لصاحب الغبطة ليست بالأمر الجديد نظرًا لما تربطنا به من علاقة عائليّة عمرها نحو50 سنة، وشخصيًّا تربطني به علاقة محبّة واحترام عمرها 20 سنة، على كلّ المستويات، سواء كانت كنسيّة أمّ كمرجعيّة للكنائس المسيحيّة ورأس الكنيسة، وهذا ليس بجديد اليوم".

أضاف المرّ: "اليوم ومع وجود محطّة سياسيّة في البلد نرى أنّ النّاس مهتمّة بمواضيع سياسيّة، أمّا أنا فاهتمامي بموضوع أساسيّ وهو الطّلب من غبطته رعاية افتتاح مركز لمؤسّسة الإنتربول في تشرين الثّاني المقبل لإطلاق المشاريع العالميّة من لبنان إلى العالم، وهذا الموضوع سيكون برعاية غبطته لأنّه يمثّل الجميع، فهو عنوان للتّقارب المسيحيّ- الاسلاميّ وعنوان للكنيسة في لبنان والعالم. وبما أنّ مؤسّسة الإنتربول تودّ العمل بعيدًا عن التّجاذبات السّياسيّة في البلد، فرأس الكنيسة هو على مسافة من الجميع وبعيد عن هذه التّجاذبات، وهذا أمر مشرّف لمؤسّسة الإنتربول ومشرّف للمسيحيّين وللبنان، أن يتمّ وضع حجر الأساس وافتتاح هذا المركز برعاية غبطة البطريرك."

 

وتابع المرّ: "على الرّغم من هذه الأجواء، ولسوء الحظّ، حيث الغيوم السّوداء في البلد وعلى كافّة المستويات، نوجّه رسائل إيجابيّة للّبنانيّين وخصوصًا لأبناء المتن حيث سيكون المركز في ساحل المتن، وهو سيؤمّن فرص عمل لنحو 450 شخصًا، إضافة إلى عدد قليل من الأجانب الّذين لديهم خبرات معيّنة في البرامج العمليّة. أمّا القسم الاكبر فسيكون من الكوادر العاملة في مجال الأمن والقضاء، أكانت لا تزال في الخدمة أم متقاعدة، وهي تستطيع إعطاء قيمة مضافة لهذا الموضوع، هذا على مستوى الزّيارة."

 

وقال المرّ: "في ما يعود إلى الشّقّ الآخر، أردت أن اقول لغبطة البطريرك إنّ المسيحيّين في لبنان جزء أساسيّ من تاريخ هذا البلد، ونأمل أن يكون لدينا الوعي الكامل في خلال الانتخابات وبعدها لنبقى جزءًا اساسيًّا من مستقبل البلد، لأنّنا إذا لم ندرك أنّنا كنّا جزءًا أساسيًّا من تاريخ لبنان ولم نعرف كيف نتصرّف في الانتخابات النّيابيّة في 6 أيّار، فمن الممكن أن نتأثّر، والمسيحيّون تحديدًا، في حضورهم وحجمهم ودورهم في مستقبل لبنان، وأتمنّى على كلّ لبنانيّ ومسيحيّ الانتباه لمن يمنح صوته، لأنّ عليه التّفكير أنّ يوم السّادس من أيّار هو نهار وليس بعمر، أمّا المسيحيّون فهم تاريخ وحاضر ومستقبل".

 

وفي ردّه على سؤال عمّا يخيفه في هذا الشّأن، أجاب المرّ: "لا شيء يخيفني أصلاً، هناك أمر يجعلني قلقًا، وهناك قرف. القلق من التّشرذم المسيحيّ الحاصل لأنّني عندما أنظر إلى أبناء الطّوائف الأخرى أقول "برافو عليهم"، وعندما أنظر إلى الطّوائف المسيحيّة أقول "عيب علينا"، هذا هو القلق.

 

 وما يقرفني هو الغدر ببعضنا البعض وضمن اللّوائح الواحدة، والغدر بين الأخ وأخيه، والغدر في هذا القانون الّذي هو قانون الغدر والذّلّ للّبنانيّين، ويجب أن تحاسب الأحزاب المسيحيّة الّتي صوّتت عليه في المجلس النّيابيّ. النّاس طالبوا بقانون نسبيّ يتمثّل فيه الجميع، ولم يطالبوا بقانون ينتخب لهم نوّابهم قبل الانتخابات، ولم يطالبوا بقانون يعلم النّاس الخيانة، والنّاس لم يكن هدفهم أن يتفرّجوا على انتخابات، لسوء الحظّ العامل فيها هو الدّولار الأخضر، يعني أنّ هناك سعرًا لصوت النّاخب، وأصبح الأمر مزادًا علنيًّا. ولا شكّ أنّ وضع الدّولة ووضع الحكومة ووضع البلد أوصل المواطن إلى هذه الحالة. هذا القانون عنوانه "القضاء على بعضنا البعض"، وسيخرج المسيحيّون منه "مهشّمين ومهبّجين"، في حين أنّ الطّوائف الأخرى ستخرج أقوى وأقوى".

وعن مطالبته بقانون جديد للانتخابات، أجاب: "لسوء الحظ ّالمطالبة بقانون جديد الآن هو تمامًا كسفينة تغرق ولم يتبقّ منها سوى خشبة واحدة يرفعها أحدهم للمطالبة بقانون. المصيبة وقعت. أكيد أطالب بقانون آخر، وهذا القانون لم يكن يجب أن يخلق أصلاً. من وضع القانون سرق من النّاس أملهم ورغبتهم ومحبّتهم للوطن ورموهم في قانون وضعوا من خلاله لبنان والمسيحيّين تحديدًا في "كيس" لكي يرموهم جميعًا خارج المعادلة السّياسيّة. كلّ المسيحيّين في "كيس" واحد كي يكونوا خارج المعادلة السّياسيّة بعد الانتخابات، ولست أنا من يقول هذا. أنا كنت أتعامل في الفترة الماضية مع المجتمع الدّوليّ بشكل مكثّف، وأسمع ماذا يقولون في الخارج، وأفاجأ بأحد العلماء الكبار في إحدى المنظّمات الدّوليّة يقول لي إنّ هذا القانون غير موجود في العالم شكلاً ومضمونًا، فكيف استطاعوا أن يخترعوه؟ وكيف استطاعت الحكومة اختراعه وتمريره؟ هذا غريب لأنّه سيفرز طبقة سياسيّة تقضي على كلّ الطّوائف غير المحصّنة، وأوّلها الطّائفة المسيحيّة".

 

وعن تقاطع كلامه مع موقف فخامة رئيس الجمهوريّة الّذي أطلقه بالأمس عن عدم شراء الأصوات، أوضح: "بالنّسبة لما قاله بالأمس فخامة الرّئيس في كلمته أن لا تصوّتوا لمن يشتري أصواتكم. فإذا كان يستهدف بعض أعضاء اللّوائح التّابعة له ممّن يقومون بهذا العمل  فمعه حقّ 100%. أؤيّد هذا الكلام وأنا مسرور به جدًّا. أمّا إذا كان هناك شتاء وصيف تحت سقف واحد، فهناك مشكلة بالتّأكيد، وأنا إذا كنت اليوم في لوائح السّلطة أسأل من يعني هذا الكلام؟ إذا كان يعني فلانًا أو فلانًا فيجب إخراجهم من اللّائحة كي نطبّق مبادىء رئيس الجمهوريّة، لأنّ كلام رئيس الجمهوريّة في البلد يجب أن يحفر في مكانه ويسمعه اللّبنانيّون ويأخذوه على محمل الجدّ ويطبّقوه."

 

بعدها استقبل البطريرك الرّاعي الأستاذ تيمور جنبلاط والنّائب وائل أبو فاعور وعرض معهما لقضايا وطنيّة متعلّقة بالجبل. بعد اللّقاء قال جنبلاط: "إنّ زيارة غبطة البطريرك الرّاعي هي للتّأكيد على أنّ المصالحة أكبر من الانتخابات، الّتي تنتهي في السّادس من شهر أيّار ولكن المصالحة انشالله سوف تستمرّ."

 

وأضاف: "ما من داع لخطاب التّحريض الّذي يمارسه بعض الأطراف السّياسيّة وإذا أردنا أن نكون صريحين فهو طرف سياسيّ واحد فقط."

وختم جنبلاط:" تشرّفنا أيضًا بلقاء غبطة البطريرك صفير الّذي هو مؤسّس المصالحة وهو رجل مميّز وتاريخيّ في لبنان".

كما استقبل البطريرك وزير الدّفاع السّابق فايز غصن الّذي قال بعد اللّقاء:"أنا هنا للتّأكيد على محبّتي وتقديري واحترامي لسيّد بكركي ولهذا الصّرح البطريركيّ العريق، الّذي نكنّ لهما كلّ الاحترام مع ما يعنيانه لنا. وآمل أن يتمّ الاستحقاق الانتخابيّ المقبل بشكل جيّد وأن يقدّم للّبنانيّين فسحة أمل لإعادة بناء دولتهم بعد الحالة الّتي وصلنا إليها اليوم."

 

ومن زوّار الصّرح البطريركيّ رئيس اتّحاد بلديات كسروان الفتوح رئيس بلدية جونية جوان حبيش الّذي لفت إلى أنّ "لقاء غبطة البطريرك الرّاعي كان لعرض التّفاصيل وآخر المستجدّات حول ما أثير عن موضوع تقديمه الدّرع التّكريميّ بمناسبة وضع حجر أساس للمبنى البلديّ في بلدة المعيصرة".