لبنان
26 تموز 2019, 05:00

نشاط البطريرك الرّاعي لأمس الخميس- الدّيمان

عرض البطريرك المارونيّ الكاردينال مار بشارة بطرس الرّاعي، أمس الخميس، نظرة المجتمع الدّوليّ للوضع الاقتصاديّ والاجتماعيّ في لبنان، مع مندوب صندوق النّقد الدّوليّ الخبير الاقتصاديّ إميل مغبغب الّذي وضع البطريرك أيضًا بصفته مديرًا للمبادرة الاستثماريّة (cedars seeds) في أجواء ما تقوم به الجاليات اللّبنانيّة في أميركا الشّماليّة، وبشكل خاصّ كندا لجهة تقديم المنح الجامعيّة للطّلّاب اللّبنانيّين المتفوّقين، والمشروع الاستثماريّ الحاليّ الهادف إلى تمويل المشاريع الإنمائيّة الّتي يعدّها الشّباب والّتي تأتي في إطار التّنمية المستدامة. ونعمل جاهدًا لدعمهم وترسيخهم في وطنهم لبنان وليشكّلوا فرقًا على المستوى الاقتصاديّ والاجتماعيّ .

 

بعدها استقبل الرّاعي رئيسة الحزب الحاكم في كوبك- كندا أليس أبوخليل ترافقها ساميا عطية. وأشارت أبو خليل إلى أنّ الحديث مع البطريرك تناول كيفيّة العمل على دعم اللّبنانيّين للبقاء في أرضهم وحثّ المغتربين على مساعدة أهلهم المقيمين ودعمهم والتّواصل الدّائم معهم. وأشارت إلى أنّ "لبنان بات يفتقد للطّبقة الوسطى وأسفت للحالة الاقتصاديّة الّتي تعيشها شرائح واسعة من المجتمع وبالكاد تؤمن قوتها اليوميّ. ودعانا البطريرك إلى التّضامن الدّائم فيما بيننا والتّواصل المستمرّ من اجل مساعدة أهلنا في لبنان".

وظهرًا استقبل رئيس فرع معلومات الأمن العامّ في الشّمال العقيد خطّار ناصر الدّين وعرض معه الأوضاع الأمنيّة في الشّمال إضافة إلى مراحل العودة الطّوعيّة لللنّازحين السّوريّين من الشّمال إلى الدّاخل السّوريّ بإشراف الأمن العامّ اللّبنانيّ. وقد أثنى البطريرك على عمل الأمن العامّ والمساعي الّتي يقوم بها مدير عامّ الأمن العامّ اللّواء عبّاس ابراهيم. وإستبقى البطريرك الرّاعي العقيد ناصر الدّين إلى مأدبة الغداء.

وكان البطريرك الرّاعي قد ترأّس صباحًا ورشة العمل الّتي نظّمتها رابطة قنّوبين للرّسالة والتّراث حول "تجديد الحياة الرّوحيّة في وادي قنّوبين" في المقرّ البطريركيّ في الدّيمان، بحضور المطارنة مطانيوس الخوري، إدغار ماضي، جوزيف نفّاع ويوحنّا رفيق الورشا، وأعضاء مجلس أمناء رابطة قنّوبين الأباتي أنطوان ضو، المحاميين جوزيف فرح وجو رحمة والآباء خليل عرب وطوني الآغا وجورج يرق. كما شارك الأبوان بنيامين عبّود ودانيال شمعون من بطريركيّة السّريان الأرثوذكس إلى عدد من الخبراء المعنيّين بدراسات ترميم وتأهيل عدد من الكنائس والأديار والمواقع القائمة ضمن أملاك البطريركيّة المارونيّة في وادي قنّوبين. وبعد صلاة الافتتاح عرض أمين سرّ رابطة قنّوبين الزّميل جورج عرب ورقة مسار المشروع الّتي تناولت ترميم وتأهيل دير مار آبون ومحبسة مار سركيس المتّصلة به وبيت الأنشطة الرّوحيّة والثّقافيّة بين ديري سيّدة قنّوبين والقدّيسة مارينا، وتأهيل بعض طرق المشاة لتسهيل التّواصل  بين الجماعات المكرّسة الّتي ستقيم في هذه المواقع. وتحدّثت الدّكتورة جوان شحّود المشرفة على أعمال دير مار آبون من قبل المديريّة العامّة للآثار عن الحفريّات الأركيولوجيّة والمراحل الّتي قطعتها تمهيدًا للمراحل اللّاحقة. وشدّدت على أهمّيّة العناية بالموقع وحمايته والمحافظة على خصائصه العمرانيّة والأركيولوجيّة وإعادته محجّة روحيّة للمؤمنين. وقدّمت عرضًا وثائقيًّا حول المشروع. وكان عرض وثائقيّ قدّمته المهندسة تانيا مرعب حول أشغال بيت الأنشطة الرّوحيّة والثّقافيّة والمراحل الّتي قطعتها وحول مبنى كنيسة سيّدة الكرم ومبنى المدرسة المتّصل بها .

وإعتبر البطريرك الرّاعي المشروع إنجازًا روحيًّا كبيرًا يلبّي تعطّش المؤمنين إلى العودة لينابيعهم الرّوحيّة الأصيلة، ويجسّد دعوة الكنيسة إلى هذه العودة. وقال: "إنّنا نتطلّع إلى تجديد الحياة الرّوحيّة في وادي قنّوبين في سياق صحوة مطلوبة لمواجهة التّحدّيات المعاصرة الّتي تهدّد الهويّة والجذور والانتماء. وعلينا جميعًا مضاعفة الجهود وتوحيدها لجعل قنّوبين محجّة المؤمنين من كلّ أنحاء العالم. ونعتبر لقاء اليوم الّذي حضّرته مشكورة رابطة قنّوبين للرّسالة والتّراث بما تخلّله من عروض مصوّرة ومداخلات، نقطة الانطلاق العمليّة لمشروع تجديد الحياة الرّوحيّة في وادي قنّوبين والّتي ستأخذ مداها التّطبيقيّ فور إنجاز أمكنة إقامة الأفراد والجماعات المكرّسة لاحقًا".

بعدها كان نقاش اتّفق في نهايته على أن يقوم المطارنة المشاركون في ورشة العمل بجولة على أرض الوادي لمتابعة أعمال دير مار آبون وبيت الأنشطة الرّوحيّة والثّقافيّة، والمباشرة بإعداد الأشخاص المكرّسين للإقامة فيهما، على أن يرفع تقرير كامل إلى البطريرك الرّاعي ومجمع الأساقفة الموارنة حول المشروع.