نشاط البطريرك الرّاعي لأمس الاثنين- بكركي
ورأى أبي راشد: "أنّ إنشاء السّدّ سيدمّر الغابات والمواقع الأثريّة الواقعة بين الشّوف وجزّين كما أنّه سيقضي على الزّراعة في هذه المنطقة،" لافتًا إلى أنّ "حفر الأرض على عمق 122م وتعرية المنطقة من الأشجار ستؤدّي إلى انزلاق عدد من القرى المحيطة بالسّدّ."
وعبّر أعضاء الوفد عن خوفهم من إنشاء السّدّ لافتين إلى "أنّ رفض المشروع بدأ منذ العام 2011 وهناك طعن لمرسوم الاستملاك منذ العام 2015 "، مستنكرين عمليّة "استحداث بوّابة في المرج لمنع الأهالي من الدّخول إلى أراضيهم."
وتمنّى الوفد على الرّاعي الوقوف الى "جانب أبناء المنطقة الّذين يتمسّكون بأرضهم على الرّغم من الظّروف القاسية الّتي عانوا منها منذ انطلاقة الحرب في لبنان حتّى التسعينيّات"، لافتين إلى أنّ "المنطقة معروفة بدرب المسيح وهي تحتوي على آثار ومواقع تاريخيّة ودينيّة يمكن للدّولة أن تستثمرها في السّياحة الدّينيّة ويكون مردودها أكثر بكثير على الدّولة وأبناء المنطقة، وقد أثبتت خرائط ."
ورأى أعضاء الوفد أنّ "هذا المشروع الّذي لن يغذّي بيروت الكبرى إلّا بمياه غير صحّيّة لا بل ملوّثة وذلك بحسب تقارير علميّة يمكن استبداله بمشاريع تنمويّة وبيئيّة في المنطقة واستخدام المرج لتوليد الطّاقة على سبيل المثال. فالمنطقة ليس لديها بنى تحتيّة للصّرف الصّحّيّ لأنّ مجلس الإنماء والإعمار لم يفِ بوعده بتحقيقها وهذا يعني أنّ المياه المبتذلة تصبّ في نهر بسري وبالتّالي فالمياه تحتضن البكتيريا. وقد أكّد الخبراء أنّ هذه المياه لا يمكن تكريرها كي تصبح صالحة للشّرب لذلك ما من جدوى وراء المشروع."
وشدّد الوفد على أنّ "أهالي مزرعة الضّهر والمطلّة وغيرها يخافون من إعادة تهجيرهم فجبل مباركة الّذي من المقرّر اقتلاع كمّيّات كبيرة من صخوره لاستعمالها في السّدّ ستؤدّي عمليّة قضمه إلى القضاء على هذا السّور الطّبيعيّ المنيع للبلدة وتصبح المنطقة أكثر عرضة للزّلازل والهزّات، أضف إلى ذلك وجود دير القدّيسة صوفيا الّذي بناه الملك قسطنطين مع المسيحيّين الأوائل في المنطقة، إضافة إلى كنيسة مار موسى الحبشيّ التّاريخيّة العريقة وهي مواقع أثريّة دينيّة نرفض نقلها إلى منطقة لا يمكن الوصول إليها".
ولفت أعضاء الوفد إلى أنّ "خوف الأهالي دفعهم إلى المجيء اليوم إلى هذا الصّرح العريق لتسليم غبطة البطريرك الرّاعي التّقارير العلميّة الّتي تظهر أنّ المياه الّتي يعدون بها أهالي بيروت هي مياه ملوّثة لا يمكن استعمالها للشّرب في حين أنّ البدائل موجودة وقد أوردتها دراسات ألمانيّة أكّدت أنّ تجديد شبكة مياه جعيتا-ضبيّه- بيروت بإمكانها وحدها تأمين المياه الكافية لبيروت. في حين أنّ الآثار البيئيّة والأركيولوجيّة والخطر الزّلزاليّ وتدمير المقامات الدّينيّة وأهمّها درب المسيح الّذي تؤكّد عليه الخرائط كلّها في خطر، لذلك طلبنا من غبطته تأليف لجنة متابعة مع بكركي وإجراء دراسات وتبنّي المقرّرات الّتي اتّخذتها لجنة الأشغال في البرلمان والّتي تدعو إلى فرض دراسة مستقبليّة حياديّة لموضوع الزّلازل ودراسة جدّيّة للبدائل ودراسة ماليّة لأنّ المشروع يخسر البلد مادّيًّا وإعلان المرج محميّة طبيعيّة يدرّ أرباحًا مضاعفة للدّولة."
بعد الظّهر استقبل الرّاعي رئيس الوزراء الفرنسيّ السّابق فرنسوا فيون في زيارة التماس بركة، أطلع خلالها فيون البطريرك المارونيّ على مبادرته لإطلاق مؤسّسة تهتمّ بدعم المسيحيّين وتثبيتهم في أرضهم في الشّرق. بعد اللّقاء تحدّث فيون وقال: "لقد تشرّفت مرّة جديدة بلقاء صاحب الغبطة حيث عرضت لمشروع إنشاء مؤسّسة"Agir pour les chretiens du moyen orient” هدفها الضّغط على الحكومات الأوروبّيّة للأخذ بعين الاعتبار وبطريقة استراتيجيّة الوجود المسيحيّ في الشّرق كعنصر استقرار وسلام."
وتابع فيون: "أقدّر كثيرًا الدّعم القويّ الّذي لقيته لدى البطريرك الرّاعي بالنّسبة لهذا المشروع"، معربًا عن إعجابه "بمواقف وشخصيّة صاحب الغبطة الدّاعية إلى عدم ترك المسيحيّين لأرضهم في الشّرق لأنّها أرضهم الأصيلة وبحفاظهم عليها يحافظون على تاريخهم وحضارتهم وثقافتهم العريقة والمتجذّرة في المنطقة."
وختم فيون مثنيًا على وجود "لبنان في هذا الشّرق كبئر ماء وسط الصّحراء على الرّغم من همومه ومشاكله وتقلّباته."