لبنان
20 كانون الأول 2018, 06:00

نشاط البطريرك الرّاعي لأمس الأربعاء- بكركي

إلتقى البطريرك المارونيّ الكاردينال مار بشارة بطرس الرّاعي قبل ظهر الأربعاء، في الصّرح البطريركيّ في بكركي، وفدًا من بلدات إقليم الخروب يرافقهم راعي أبرشيّة صيدا المارونيّة المطران مارون عمّار، وضمّ الوفد النّوّاب محمّد الحّجّار وبلال عبدالله، الشّيخ الدّكتور أحمد سيف الدّين، الشّيخ مروان مراد، الوزير السّابق جوزيف الهاشم، رئيس اتّحاد بلديّات إقليم الخرّوب الشّماليّ زياد الحجّار، رؤساء بلديّات ومخاتير، ممثّلي الأحزاب والتّيّارات، وفد من الجماعة الإسلاميّة، كهنة وعلمانيّين وفعاليّات المنطقة، في زيارة لشكر البطريرك الرّاعي على الزّيارة الّتي قام بها إلى بلدات الإقليم في الخريف الماضي.

 

إستهلّ اللّقاء بكلمة للأب جوزيف القزّي شدّد فيها على أنّ "الإقليم يبقى نموذجًا لوطن الرّسالة والعيش الواحد والمحبّة والألفة،" واصفًا زيارة الرّاعي إلى المنطقة "بالزّيارة التّاريخيّة المميّزة الّتي أفرحت قلوب أبناء المنطقة الّذين يرون في غبطته السّند الوطنيّ لكلّ اللّبنانيّين في لبنان وبلاد الانتشار."

وألقى المطران عمّار كلمة عبّر فيها عن أهمّيّة هذه الزّيارة الّتي "نقطف ثمارها من خلال تعاوننا مع بعضنا البعض."

 

وقدّم عمّار التّهاني بالأعياد المجيدة باسم أبناء الإقليم، لافتًا إلى أنّه بعد انتخابه راعيًا لأبرشيّة صيدا المارونيّة "أحطت بمحبّة وتكريم كبيرين من أهالي الأبرشيّة ليس فقط من قبل المسيحيّين وإنّما أيضًا من الإخوة السّنّة والشّيعة والدّروز وكلّ أبناء المنطقة، وهذا دليل على أهمّيّة حضورنا للشّهادة في هذه المنطقة، لذلك أودّ شكر الجميع على محبّتهم الكبيرة."

 

ثمّ كانت كلمة للنّائب محمّد الحجّار اعتبر فيها "أنّ المشهد الوطنيّ الجامع الّذي تجسّد يوم الزّيارة التّاريخيّة للمنطقة كان رائعًا لذلك نطلب ونتمنّى تكرار زيارتكم يا صاحب الغبطة."

 

وأكّد حجّار على حرصه و"الإخوة الحاضرين على القدوم إلى هذا الصّرح الوطنيّ الجامع لشكركم يا صاحب الغبطة والتّعبير عن فخرنا الكبير بزيارتكم لإقليم العيش المشترك الّذي تعزّزه زيارة هامّة كبيرة ورأس الهرم البطريرك الرّاعي المرجعيّة الوطنيّة والرّوحيّة. وندعو من هذه الدّار أن يقوّيكم الله مع كلّ الجهود الّتي قمتم بها ولا تزالون للوصول إلى مؤشّرات تدلّ اليوم على أنّنا قد نخرج من النّفق وتتشكّل حكومة تقوم بمؤسّساتنا وببلدنا."

 

بدوره رأى النّائب بلال عبدالله أنّ الزّيارة كانت "استثنائيّة لما حملته من معاني وطنيّة ووجدانيّة فلقد بثّيتم فينا يا صاحب الغبطة الرّوح الوطنيّة الموحّدة وركّزتم على العيش المشترك والواحد وعلى المصالحة ومتابعة الجهود لإكمال العودة."

 

وقال عبدالله:" لقاؤنا اليوم هو استثنائيّ أيضًا لأنّه يتزامن مع ولادة متعثّرة لحكومة ينتظرها الجميع. وإقليم الخرّوب كان وسيبقى رمز الوحدة والعيش المشترك والتّكاتف والتّلاحم وهذا الصّرح العريق سيبقى ضمانة لحرّيّة لبنان وسيادته واستقلاله."

 

كما شكر الشّيخ أحمد سيف الدّين للبطريرك الرّاعي قيامه بالزّيارة الّتي"أكّدت المؤكّد وهو الحفاظ على السّلم الأهليّ والعيش المشترك،" مقدّمًا التّهاني بالأعياد المجيدة.

 

هذا وباسم اتّحاد بلديّات إقليم الخرّوب الشّماليّ والجنوبيّ أكّد رئيس الاتّحاد الشّماليّ زياد الحجّار على "الدّور الوطنيّ للصّرح البطريركيّ الوطنيّ الجامع،" وعلى "تصميم أهالي الإقليم على وحدة العيش"، مشيرًا إلى أنّ "المنطقة تعاني من تهميش كبير من قبل الدّولة على كافّة الأصعدة."

وتمنّى رئيس تجمّع مخاتير إقليم الخرّوب محمّد شعبان "أعيادًا مجيدة للجميع"، شاكرًا باسم المخاتير البطريرك الرّاعي على تلبيته دعوة زيارة المنطقة"، آملاً "أن يحلّ السّلام والازدهار في هذا البلد الحبيب."

 

وفي الختام ألقى البطريرك الرّاعي كلمة قال فيها: "فرحنا كبير اليوم بهذه المبادرة الّتي تفضّلتم بها. المحبّة الكبيرة الّتي حملتكم من إقليم الخروب لتصلوا إلى هنا نثمّنها عاليًا جدًّا. إنّ زيارة الإقليم تميّزت بالمحبّة الّتي رافقتها وبالعاطفة الّتي تجلّت في كلّ البلدات الّتي زرناها سواء كانت تضمّ أهلنا من موارنة أو روم كاثوليك أو أرثوذكس أو سنّة أو موحّدين دروز أو شيعة. لقد لمست هذه المحبّة العارمة في القلوب الّتي أكّدت أنّ لبنان لا يمكنه أن يقع مهما كانت الصّعوبات السّياسيّة والاقتصاديّة والماليّة والاجتماعيّة والمعيشيّة الّتي يواجهها، فمحبّة الشّعب وطيبته وتماسكه هي ضمانة لبنان."

 

وقال: "لقد لمسنا الحبّ في قلوب أبناء المنطقة، هم الّذين اختبروا الألم والوجع في الحروب العبثيّة الّتي عصفت بلبنان، فبمقدار ما يختبر الإنسان الوجع بمقدار ما يطيب قلبه للحبّ والعطاء. في كلّ مرّة زرت بلدة من بلداتكم لمست محبّة هذا الشّعب الطّيّب الّذي اهتمّ بهذه الزّيارة بكلّ حبّ وهذا يعني أنّ الشّعب ينتظر من البطريرك دورًا وخدمة أكبر وأوسع لذلك نسأل الله أن يقدّرنا على التّعبير باسمكم وتطلّعاتكم وقلقكم. أعلم تمامًا كم أنّ شعبنا متألّم على كافّة المستويات سياسيًّا واقتصاديًّا ومعيشيًّا واجتماعيًّا. وهنا أجدّد شكري للبلديّات بنوع خاصّ على العمل الّذي تقوم به لمساعدة شعبنا. النّاس تنظر إليكم مع غياب الحكومة فالدّولة تخسر الملايين من الدّولارات يوميًّا وهذا أمر كبير جدًّا وهو يقع على عاتق الشّعب اللّبنانيّ ويتراكم عليه. نعرف تمامًا أنّ الدّيون تتراكم والعجز يكبر والفقر يزداد والبطالة تتّسع والخسارات كثيرة لذلك يؤسفنا أنّه من أجل مصالح شخصيّة أو فئويّة يتعطّل البلد. لقد مرّت سبعة أشهر من دون حكومة ونأمل أن تكون العقدة اليوم باتت في مرحلة الحلّ وأن لا يكون هناك عقد جديدة تعيدنا إلى الوراء. لا أحد يمكنه القبول بهذا الأمر ليس فقط على المستوى المبدأيّ، فنحن لا نقبل بأن يصبح  شعبنا أكثر فقرًا، فلشعبنا كرامة. الشّعب اللّبنانيّ يخبّئ وجعه وفقره ونحن لا نريده أن يتحوّل إلى شعب مستعطي، جائع يمدّ يده فهذا ضدّ الكرامة اللّبنانيّة. نتأمّل بنعمة هذا العيد أن يحلحل السّياسيّون والمسؤولون عن كلّ عرقلة الأمور باتّقاء الله والخروج من الحسابات الصّغيرة الشّخصيّة والتّطلّع إلى الوطن ودوره ورسالته."

 

وأضاف: "كلّ الشّعوب تنظر إلى لبنان بعين كبيرة وكلّ الدّول تريد للبنان أن يقف وينمو ويستقرّ والدّليل أنّ الأسرة الدّوليّة عقدت ثلاثة مؤتمرات لمساعدة لبنان في روما وباريس وبروكسل وفي المقابل نحن من دون حكومة منذ  سبعة أشهر. ما من مبرّر لهذا الأمر فلنكون أكثر اتّحادًا وتضامنًا وحفاظًا على بعضنا البعض روحيًّا ومعنويًّا وماديًّا، ولنساعد شعبنا كي تمرّ هذه العاصفة ويعود إلى لبنان استقراره ودوره. سنة 1997 قال البابا القدّيس يوحنّا بولس الثّاني في الإرشاد الرّسوليّ رجاء جديد للبنان في الصّفحة الأولى "جميع الأنظار تتّجه إلى لبنان" إنّها كلمة نبويّة لأنّ لبنان على صغره هو قيمة حضاريّة في هذا الشّرق والعالم."

 

وختم الرّاعي موجّهًا كلمة إلى الأحزاب الحاضرة داعيًا فيها إيّاهم على الاهتمام بدورهم الكبير في مساعدة الشّعب على محبّة لبنان أكثر من كلّ شيء والتّربية على المواطنة الحقيقيّة والولاء للبنان الوطن الّذي لا يثمّن."

 

وبعد الظّهر، استقبل البطريرك الرّاعي في الصّرح البطريركيّ في بكركي النّائب فريد البستاني، السّيّد كميل شمعون ووفدًا من المدراء العامّين الموارنة.