لبنان
16 آب 2017, 13:42

نشاط البطريرك الرّاعي الأربعاء 16 آب 2017

استقبل البطريرك المارونيّ الكردينال مار بشارة بطرس الراعي في الديمان وفد طلاب الأكاديميّة المارونيّة للانتشار والبالغ عددهم ستون طالبًا من عشرين دولة في العالم يتقدّمهم نائب رئيس المؤسّسة شارل الحاج والمديرة العامّة للأكاديميّة هيام البستاني والأب فادي كميد.

 

 وبعد أن صافح البطريرك الطّلاب فردًا فردًا، ألقى الحاج كلمة شكر فيها البطريرك على استقباله الوفد القادم من بلاد الإنتشار من القارات الخمس، ووضعه في برنامج زيارة الوفد إلى لبنان وتعلّق الشباب في بلاد الإغتراب بوطنهم الأمّ، وأضاف قائلًا: "لقد أعربوا لنا عن فرحهم بلقائك خلال الزّيارات الّتي قمت بها إلى بلدان الإنتشار".

 ونقل الحاج إلى غبطته تحيّات أبناء الجاليات المارونيّة المنتشرة وتعلّقهم بكنيستهم مؤكّدين على ثوابتهم الإيمانيّة، وأضاف أنّهم "يفتخرون بمواقفك الوطنيّة الحكيمة".

وألقت السّيّدة البستاني كلمة عرضت فيها تفاصيل زيارة الوفد من لحظة وصوله إلى لبنان، وزيارة الأماكن الأثريّة والمقدّسة،  وأشارت إلى أهميّة الزّيارة التي قام بها الطّلاب الى قصر بعبدا ولقاء الرّئيس ميشال عون الّذي رحب بهم في وطن آبائهم وأجدادهم ودعاهم للحفاظ على هويتهم وجذورهم اللّبنانية والافتخار بها.

هذا وقالت إنّ الوفد سيقوم بزيارة متحف جبران، وبلدة إهدن، ودير مار مطانيوس قزحيا، وغابة الأرز حيث سيزرعون أرزة باسم دورة 2017، مضيفةً أنّهم سيتوجهون غدا  فجراً إلى وادي قنوبين سيراً على الأقدام، وستختتم زيارتهم إلى لبنان بحفل تخرّج وعشاء في حرم جامعة الرّوح القدس- الكسليك ليعودوا بعدها إلى بلادهم حاملين لبنان في قلوبهم ووجدانهم، وكسفراء للمؤسّسة للتّرويج لمشروعها وأهدافها ولاستعادة الجنسيّة اللّبنانيّة.

 ورد البطريرك بكلمة رحّب فيها بالوفد وهنأ القيّمين على المؤسّسة وشكرهم على المبادرة السّنوية الّتي تعرّف الطّلاب على وطنهم، وقال:" أنا أتمنى لكم وللمؤسّسة المارونيّة للانتشار كلّ النجاح، ونحيّي من خلالكم السّيّدة روز أنطوان الشّويري رئيسة الأكاديميّة التي سلّمها البابا فرنسيس وساماً باسمنا جميعاً.

أشكركم وأهنئكم، أشكركم لأنكم ضحيّتم وحضرتم إلى لبنان، وأهنئكم على المحاضرات والمعرفة الّتي اكتسبتموها منها والّتي زودتكم بصورة مختلفة كلياً عن ما كنتم تقرأونه وترونه وتسمعونه عن لبنان. البلدان والأوطان ليست فقط أراض ومواطنين، إنما هي ثقافة، وكذلك نحن نحب لبنان وندعوكم إلى  محبّته لأنكم تحملون في قلبكم ثقافته الّتي تتناقلها الأجيال".

وأضاف غبطته: "لبنان من موقعه الجغرافيّ في واجهة المنطقة الشّرقيّة يطلّ على البحر ويلعب دوراً مهمًّا في الحياة السّياسيّة والاقتصادية وخصوصاً الثّقافيّة مع كل البلدان، ولهذا فإنّ شعب لبنان منفتح ومحبّ ومضياف. هو مزيج حضارة بين الشّرق والغرب، وهذا يترجم في نظامه السّياسيّ التّعدّديّ والانفتاحيّ على القيم العالميّة. صحيح أن لبنان صغير بمساحته وتوازي مساحته مدينة عندكم ولكنه هو جسر تواصل بين العالم الشّرقي والغربيّ وكذلك نظامه تعايشيّ وانفتاحيّ وديمقراطيّ ولا يمكن أن يكون يوماً ديكتاتورياً، وكل الشّعوب الّتي سكنت هذه القطعة الصّغيرة بمساحتها لم تشن يوماً الحرب على أحد وشعبنا مسالم وكل الجيوش الّتي مرت عليه ذهبت وبقي شعب هذا البلد مسالماً ومنفتحاً. وهذا ما قاله الأب يعقوب الكبوشيّ الّذي أقام تمثال يسوع الملك دلالة على أن كل السّلاطين والملوك ذهبوا وبقي ملك واحد هو المسيح".

وتابع الرّاعي: "نتيجة هذا الاعتقاد وعندما نال لبنان استقلاله تحقّق الفصل بين الدّين والدّولة بعكس كلّ الدّول المحيطة الّتي تعيش نظاما دينيا. ونتميز في لبنان بالتّعايش الإسلاميّ المسيحيّ والّدولة هي الفاصل ولبنان الوحيد يعيش فيه المسلمون والمسيحيّون بالتّساوي أمام القانون وبهذا لا يمكن أن يكون الحكم في لبنان ديكتاتورياً".

وختم قائلاً: "الأكاديميّة المارونيّة تخرّجكم اليوم سفراء للبنان في الخارج ونأمل أن تكونوا سفراءً حقيقيين لوطنكم لبنان".

بعد ذلك قدّم الطلاب هدايا للبطريرك حملوها من بلدانهم الثّانية.

 

ومن زوار الدّيمان وفد من مؤسسة "اميريكان تاسك فور ليبانون"، فأشارت المديرة التنفيذيّة للمؤسّسة لسلي توما بعد اللّقاء الى أنّه تم عرض الاوضاع في لبنان والمنطقة مع غبطته منوهة بموقع لبنان الجغرافيّ الذي يجعل منه قوة بتفاعله مع محيطه والعالم.