لبنان
24 كانون الثاني 2018, 06:00

نشاط البطريرك الرّاعي أمس الثّلاثاء 23 ك2/ يناير- بكركي

إستقبل البطريرك الكاردينال مار بشارة بطرس الرّاعي قبل ظهر أمس، في الصّرح البطريركيّ في بكركي، وفدًا من مجلس نقابة الصّحافة في لبنان برئاسة النّقيب عوني الكعكي، وكان حوار تمّ فيه التّطرّق إلى عدد من المواضيع على الصّعيدين الدّاخليّ والإقليميّ.

 

وأعلن الكعكي بعد اللّقاء: "لقد تشرّفنا اليوم بلقاء صاحب الغبطة البطريرك الرّاعي، ونحن حرصاء كمجلس جديد انتخب مؤخّرًا على أن تكون الزّيارة هي زيارة مباركة لأنّنا نتفاءل ببركة غبطته. لقد كان عرض لعدد من المواضيع على السّاحتين الدّاخليّة والخارجيّة، أكّدنا بعدها أنّ الصّحافة هي عمل وطنيّ ورسالة، لذلك يجب على الدّولة دعمها لكي تبقى المرآة الّتي تعكس صورة المجتمع اللّبنانيّ بكافّة جوانبه".

 وتابع الكعكي: "شدّدنا على أهمّيّة مواقف صاحب الغبطة الّتي تسلّط الضّوء على مكامن الفساد والخلل في الوطن ونحن ننتظرها ونستمع إليها لنبني عليها. كما تطرّقنا إلى موضوع الانتخابات المقبلة وأشرنا إلى أنّ السّجالات الحاليّة بدأت تنهك المواطن، وهناك خوف من تأجيلها".

وتابع الكعكي: "أمّا بشأن قرار الرّئيس الأميركيّ دونالد ترامب نقل السّفارة الأميركيّة إلى القدس، كان تأكيد، أنّ القدس هي كيان مستقلّ بحسب قرار الأمم المتّحدة الصّادر في العام 1947 وهي للدّيانات الثّلاث، وعلى مرّ التّاريخ لم يتمكّن أحد من الاستيلاء عليها، لذلك فإنّ هذا القرار مرفوض وهو يوقظ الحرب والانتفاضة. ونحن في هذا الصّدد أثنينا على ما صدر عن مؤتمر الأزهر من نقاط حول القدس".

وقال الكعكي: "وعن قضيّة النّازحين السّوريّين، كان توافق مع صاحب الغبطة على أنّ لبنان لم يعد في استطاعته تحمّل المزيد، إذ أكّد غبطته على "ضرورة عودتهم إلى بلادهم بكرامة ووجوب استعمال كلّ الوسائل الّتي تسهّل هذه العودة سواء من قبل الأسرة الدّوليّة أو من قبل الحكومتين اللّبنانيّة والسّوريّة، ذلك إنّ وضعهم الإنسانيّ لم يعد يتحمل المزيد من الذّلّ والمأساة وسط صمت المجتمع الدّوليّ".

وعن قضيّة المدارس الكاثوليكيّة الخاصّة، قال الكعكي: "لقد ركّزنا على ضرورة أن تتحمّل الدّولة مسؤوليّتها في هذا الشّأن وأن تدعم هذه المدارس المشهود لتعليمها، لأنّ الخطر يهدّد بإقفال عدد كبير منها في القرى وقسم من المدارس النّصف مجانيّة وهذا له آثاره السّلبيّة على أجيالنا الطّالعة".

ولفت الكعكي إلى تشديد غبطته على "دور الصّحافة اللّبنانيّة في نقل الحقيقة والصّورة الإيجابيّة عن لبنان لما لهذا الأمر من تأثير إيجابيّ على سير حركته الاقتصاديّة والسّياحيّة ولاسيّما أنّ الجميع يتأثّر بما تقوله الصّحافة لذلك عليها الكفّ عن نقل الأخبار السّيّئة الّتي تشوّه صورة بلدنا لبنان."

واعتبر الكعكي في ما يتعلّق بموضوع الفساد، أنّه "لمجرّد استحداث وزارة جديدة لمحاربة الفساد فهذا اعتراف صريح وواضح أنّ هناك فساد، وهناك أمل في أن تنجح هذه الوزارة ولأوّل مرّة في مكافحته."

وختم الكعكي: بالنّسبة للزّيارات الّتي يقوم بها فخامة رئيس الجمهوريّة العماد ميشال عون إلى الدّول العربيّة، فلقد أثنى صاحب الغبطة عليها معتبرًا "أنّها تعود على لبنان وعلى اللّبنانيّين بالخير وهي توطّد العلاقات بين لبنان والدّول وتفتح آفاقًا جديدة"".

بعدها التقى البطريرك الرّاعي سفير تركيا في لبنان  تشاغاطاي ارجييس، في زيارة وداعية لمناسبة انتهاء مهامه الدّيبلوماسيّة، أعرب في خلالها ارجييس عن امتنانه للضّيافة الّتي لاقاها في لبنان، مركّزًا على "ضرورة تطوير التّعاون والعلاقات الثّنائيّة بين البلدين لما فيه مصلحة الشّعبين اللّبنانيّ والتّركيّ".  

ثم استقبل وزير الأشغال العامّة والنّقل يوسف فنيانوس الّذي قال بعد اللّقاء: "تمنّيت لصاحب الغبطة سنة خير وأمان لهذا البلد. لقد كان هناك بحث طويل في كافّة الأمور المطروحة داخليًّا، وعرضنا لغبطته وجهة نظرنا في هذه الأمور. إنّ صاحب الغبطة لا يتحدّث سياسة إنّما يعطي توجيهاته،  ونحن نأخذها بعين الاعتبار دومًا، لإلمام غبطته بكلّ التفاصيل. الجميع يزور الصّرح البطريركيّ في بكركي ويقول ما يشعر به ونحن كذلك نشعر هنا بأنّ هذا الصّرح هو مرجعيّتنا  كمردة أو كوزارة الأشغال."

وتابع فنيانوس: "لقد وضعت غبطته في كافّة الأجواء والقرارات الأخيرة الّتي اعتبر البعض أنّ هناك خلاف في وجهة النّظر حولها بين غبطة البطريرك ووزير الأشغال. وهنا أسمح لنفسي بالقول بعد استئذان غبطته أنّه كان هناك توافق على كافّة الأعمال الّتي أقوم بها. كذلك استمعنا إلى كلام غبطته المفيد وتوجيهاته حول الموضوع الانتخابيّ، ونحن نأمل الوصول إلى انتخابات حرّة وديمقراطيّة، ونحن ذاهبون إليها بعقل منفتح ولقد استمعنا إلى توجيهات غبطته في هذا الشّأن ونأمل كلّ الخير. ونؤكّد أنّ هناك أمور سيتمّ بحثها في كلّ اللّقاءات الّتي ستتمّ لاحقًا."

وعن الأعمال الّتي تنفذها وزارة الأشغال أوضح فنيانوس: "أرى أنّنا حقّقنا إنجازًا في هذه الفترة القصيرة، وسنلمس في مطار بيروت الصّيف المقبل أمرًا مختلفًا تمامًا. لقد أبلغني دولة الرّئيس في جلسة مجلس الوزراء الأولى أنّ المجلس وضع مشروع  توسيع أوتوستراد جونية على جدول أعمال الجلسة الأولى أيّ الخميس القادم وبالنّسبة لأوتوستراد جبيل نهر الكلب طبعًا تعلمون أنّ مجلس الوزراء قد أقرّ مبلغ 5 مليون دولار في مجلس الإنماء والإعمار لإتمام دراسة حول هذا الموضوع. ولكن لا يجب أن ننسى أنّ هناك مشروعا يقوم به مجلس الإنماء والإعمار لتوسيع الطّريق في منطقة جونية وهنالك 29 قرار استملاك صدر إضافة إلى قرارات أخرى ستصدر والتّنفيذ من المفترض أن يبدأ به مجلس الإنماء وليس وزارة الأشغال."

وأضاف فنيانوس: "هناك بعض العوائق الّتي تحول دون إتمام عملية التّوسيع وإذا سارعنا إلى اتّخاذ القرارات اللّازمة وهي إزالة بعض المخالفات الموجودة على جانبي الطّريق نكون قد أنجزنا أمرًا كبيرًا جدًّا للّبنانيّين في مهلة لا تتجاوز السّنة والنّصف. ونكون قد خفّفنا من أزمة السّير لحين الانتهاء من عمليّة تلزيم مشروع النّفق الّذي يربط نهر الكلب بالمنطقة الأخرى."

وتابع فنيانوس: "بالنّسبة للمشروع الّذي يربط منطقة نهر الكلب بنهر ابراهيم أنا أفضّل أن يكون المشروع شاملاً لأنّ الجزء الأوّل من الدّراسة يشمل فقط الطّريق  لغاية كازينو لبنان،  وأنا أفضّل أن يصل إلى جبيل. بعضهم طلب منّا إنشاء منافذ على جانبي النّفق ونحن بصدد درس هذا الأمر ووضع دراسة تلائم جميع اللّبنانيّين ونتمنّى إطلاق هذا المشروع في عهد هذه الحكومة."

وعن التّعيينات في مطار بيروت أكّد فنيانوس أنّه "وضع غبطة البطريرك في أجواء هذه التّعيينات،" وقال: "لقد عرضت لغبطته ظروف التّشكيلات والتّعيينات الّتي ستتمّ في وزارة الأشغال لأنّه ورد في الإعلام خبر مفاده أنّ البطريركيّة المارونيّة مستاءة من قرارات الوزير فنيانوس ولاسيّما في موضوع تعيينات مصلحة الأرصاد الجوّيّة. لقد شرحت ظروف هذا الأمر وغبطته يؤكّد أنّ القرارات الّتي اتّخذتها هي قرارات ملزمة لا يمكنني التّراجع عنها لأنّ ما كان يجري في مطار بيروت لم يعد يحتمل أيّ تأخير لجهة تنفيذ متطلّبات السّلامة العامّة الّتي تتطلّبها سلامة الطّيران المدنيّ،  فسقوط طائرة واحدة يجعلنا ندخل إلى قصّة غير الّتي نحن موجودون فيها اليوم.".

وختم  فنيانوس: "بالنّسبة للتّعيينات فليعلم الجميع أنّ الحصص محفوظة للجميع ولن يكون هناك أيّ شيء يتعلّق بالمدراء العامّين أو الفئة الثّانية من دون مراعاة ما نصّ عليه الدّستور اللّبنانيّ لجهة التّوازن ونأمل أن يكون الشّخص المناسب في المكان المناسب وطبعًا اطّلع غبطته على كافّة هذه التّفاصيل وأنا وضعته في أجواء كافّة التّعيينات بمن فيهم الفئة الثّالثة والرّابعة."

وبعد الظّهر، استقبل البطريرك الرّاعي مجلس إدارة التّعاونيّة اللّبنانيّة للإنماء برئاسة الشّيخ فؤاد الخازن.