نشاط البطريرك الراعي ليوم الثلاثاء ٠٨ تشرين الثاني ٢٠١٦
استهل اللقاء بكلمة ترحيبية القاها الاب نديم الحلو امام غبطته وامام الطلاب الذين رفعوا الأعلام البطريركية واللبنانية وحملوا الزهور ورنموا الأناشيد الدينية احتفاء بزيارة البطريرك الراعي، ومما جاء في كلمته:" سيّدنا تتهلل قلوبنا فرحا بزيارتكم الحبيبة الى معهد الرسل وانتم خليفة الرسل. هذه مدرستكم، وهي مسماة على اسمكم، فانتم خليفة بطرس والرسل."
وتابع الحلو:" لقد تعلمنا منكم يا صاحب الغبطة امثولتين. الأوّلى تتمثل بالاصرار الذي تسلحتم به على مدى سنتين ونصف السنة فلم تتوقفوا لحظة عن المطالبة بانتخاب رئيس للجمهورية. أصريتم على اتمام الأمر في وقت اراد فيه البعض تنفيذ مشاريع اخرى. وبإصراركم القوي تمّ الانتخاب، ونحنا سعداء اليوم بوجود رئيس للبلاد. انه الإصرار على محو اللامبالاة من حياتنا وهذا ما اوصانا به البابا فرنسيس لمواجهة مرض العصر وهي اللامبالاة."
وأضاف الحلو:"اما الدرس الثاني الذي تعلمناه منكم يا صاحب الغبطة فهو قول الحق لأن الحق يحررنا. فغبطتكم وكل اسلافنا السادة البطاركة ما كانوا يقولون الاّ الحق ونحنا نتعلم منكم الحق والحقيقة لنعيش على مثالكم احرارا وما من شيء اجمل من ان يعيش الشخص حرا من اية قيودّ."
وختم الحلو:" فرحنا اليوم كبير بحضوركم بيننا يا صاحب الغبطة. نسألكم ان تباركوننا جميعا آباء وهيئة تعليمية وادارية وطلابا ولا سيما الذين تحمسوا للقاء معكم لأنهم يرون فيكم بطلا من أبطال مجتمعنا يعطينا دروسا في الحياة."
بدوره شكر صاحب الغبطة الطلاب والقيمين على المدرسة على "حفاوة الإستقبال والمحبة الصادرة من القلب،" وسأل الله ان "يمدهم واهلهم بالخير والنعم والسلام من اجل مستقبل زاهر"، وقال:"اود تهنئة معهد الرسل لأنه يربي على قيم ثلاث نحن بحاجة اليها لتكون مرتكزا اساسيا لحياتنا، وذلك من اجل الرسالة. المرتكز الأول وهو ان التربية في المدرسة تقوم على الإصرار. اصرار التلامذة على التوجه يوميا الى المدرسة لطلب العلم، اصرار الأساتذة على التعليم،واصرار الإدارة على المساعدة لكي يصبح هؤلاء الطلاب فيما بعد اصحاب قرار."
وأضاف غبطته:" اما الركيزة الثانية فهي الإلتزام الذي يبعدنا عن عدم الإكتراث فلا نعيش على هامش الحياة ونحن جماعة ملتزمة بايمانها ووطنها وقيمها. والنقطة الثالثة تتمثل بالحقيقة التي من دونها لا وجود للحرية ولا للوحدة. ان معهد الرسل يرسلكم رسلا الى المجتمع في لبنان وخارجه لتكونوا اشخاصا مهيئين كل التهيئة لتعيشوا ابعاد الحياة وقيمها."
وتابع غبطته:" فجر جديد اطل علينا اليوم في حياتنا الوطنية. لقد رأيناه بعد انتظار سنتين ونصف السنة تقريبا. لقد كنا نعيش قبله في فراغ قاتل والناس كانت تصلي وتنتظر. افتقدنا الرب وسيدة لبنان المطلة علينا والتي تحفظ لبنان بيدها الخفية فتم مع هذا الفجر الجديد انتخاب رئيس للجمهورية. ومن هنا من معهد الرسل اوجه تحية كبيرة جدا لفخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الذي اتى وهو يحمل قرار الإصلاح والتغيير ليتمكن من خدمة هذا المجتمع اللبناني. كما احيي الرئيس المكلف الشيخ سعد الحريري ونتمنى ان يؤلف الحكومة بأسرع ما يمكن لكي تتمكن السلطة اللبنانية من مواجهة التحديات المطروحة علينا والتحدي الأول بالنسبة اليي هو اعطاء الرجاء والأمل لشبيبتنا التي تنظر الى المستقبل."
بعدها التقى البطريرك الراعي طلاب الصفوف الثانوية في مسرح المدرسة، حيث عرض فيلم وثائقي نفذه الطلاب اعربوا فيه عن ايمانهم بالكنيسة وبرأسها وآمالهم وتطلعاتهم، مثمنين تلبية البطريرك دعوتهم للقائه والتحدث اليه في عدد من القضايا.
ثم القى رئيس الجمعية الأباتي بو طانوس كلمة ترحيبية قال فيها:" ان اكثر ما اتأثر به يا صاحب الغبطة هو مطالبة رؤساء الطوائف المسيحية والإسلامية في الشرق وليس فقط في لبنان، بان يكون هذا الشرق بحماية البطريرك الماروني وهذه مسؤولية كبيرة جدا لانكم تحملون اوجاع لبنان وصليبه واوجاع الشرق بأكمله."
وأشار بو طانوس الى كتاب" وسط الفوضى... مقاومة مسيحي في الشرق" للكاتبة الفرنسية ايزابيل ديلمان الذي تتحدث فيه عن البطريرك الراعي، لافتا الى ما ذكرته في هذا السياق قائلة:" لم ار وجها يشع رجاء اكثر من وجه البطريرك الماروني البطريرك مار بشارة بطرس الراعي." وتابع :" هذا ما نحبه فيكم يا صاحب الغبطة. نحن نحب ما تحملونه الينا من محبة وفرح ورجاء وامل للكبار والصغار. لبنان بحاجة الى وجه مثل وجهكم يحمل لنا الفرح والأمل والرجاء."
بعدها كان حوار طرح في خلاله عدد من الطلاب مجموعة من الأسئلة على صاحب الغبطة تنوعت بين لاهوتية وسياسية واجتماعية ودينية. وكان تركيز من غبطته على" دور الشبيبة في لبنان وضرورة تمتين علاقتها بأمها الكنيسة واتباع تعاليمها."
واذ شدد على "دور الشباب لبناء مستقبل لبنان الزاهر، دعا غبطته هؤلاء الشباب الى الإنخراط في الدولة من خلال الإنخراط في مؤسساتها العامة ولا سيما في الجيش وسائر الأجهزة الأمنية من باب المسءولية الوطنية، ولأن فيها تتوفر فرص عمل شبابنا بأمس الحاجة اليها."
كما حث غبطته اللمنتشرين اللبنانيين على تسجيل قيود نفوسهم لدى البعثات الديبلوماسية من اجل الحصول على الجنسية اللبنانية والمحافظة على حقوقهم المدنية في وطنهم الأم.وهذا خير ما يتركون لأولادهم من ارث، موجها تحية شكر وتقدير لكل من الوزير السابق ميشال اده والبطريرك مار نصرالله بطرس صفير لتأسيسهما المؤسسة المارونية للإنتشار التي تتابع هذا الأمر وتبذل جهودا جبارة في معظم دول الإنتشار. "
وفي ختام اللقاء قدم مكتب راعوية الشبيبة هدايا تذكارية للطلاب الذين قدموا بدورهم تعهد ايمان موقع باسمائهم تلوه امام البطريرك الراعي.
بعدها توجه البطريرك الراعي الى منطقة عين الريحانة وتفقد الحرج الملاصق لها حيث شب فيه مساء امس حريق هائل قضى على مساحات واسعة من الأشجار، ولا تزال طوافات الجيش اللبناني وفرق الدفاع المدني تعمل حتى الساعة على اخماده. وقد نوه غبطته "بالجهود التي يبذلها الجيش وفرق الدفاع المدني لإخماد هذا الحريق."
هذا والتقى غبطته في المكان كلا من مدير الدفاع المدني العميد ريمون خطار وقائمقام كسروان جوزيف منصور الذين عرضوا لأهم المعطيات المتوفرة في هذا السياق.
وبعد الظهر استقبل غبطته في الصرح البطريركي في بكركي راعي ابرشية قبرص المارونية المطران يوسف سويف على رأس وفد اللجنة البطريركية للشؤون الطقسية الذي ضم الخوري بولس الريفوني، الأب يوسف طنوس، والأب الياس شختورة وقدموا لغبطته المفكرة الليتورجية للعام 2017.
بعدها التقى غبطته سفير منظمة مالطا في قبرص ادوارد مايير شيدرجوفيكس والملحق الإعلامي جوزيف حاجي حنا وجورج حاجي حنا يرافقهم المطران يوسف سويف. وكان عرض لأبرز نشاطات المنظمة في قبرص ولا سيما تعاونها مع الموارنة في الجزيرة، والبحث في سبل تطوير هذا التعاون.