لبنان
04 أيلول 2025, 12:30

نشاط البطريرك الرّاعي لليوم الخميس 4 أيلول/ سبتمبر- الدّيمان

تيلي لوميار/ نورسات
إستقبل البطريرك المارونيّ الكاردينال مار بشارة بطرس الرّاعي في المقرّ البطريركيّ الصّيفيّ في الدّيمان، النّائب وليد البعريني على رأس وفد كبير ضمّ رؤساء بلديّات ومخاتير وفعاليّات اجتماعيّة ونقابيّة وشعبيّة، غصّ بهم صالون الصّرح الكبير.

وألقى النّائب البعريني كلمة أكّد فيها على دور البطريرك المارونيّ الوطنيّ والمصيريّ في الحفاظ على لبنان، متمنّيًا أن يجتمع كلّ اللّبنانيّين حول مشروع الدّولة الّذي يشكّل ضمانة للجميع. ولفت إلى أنّ الزّيارة تتزامن مع عيد المولد النّبويّ الشّريف وهذا يؤكّد على أنّ رسالة العيش المشترك ركيزة لهذا الوطن.وأشار إلى أنّ عكّار تبقى النّموذج الأفضل لهذا العيش رغم حرمانها من أبسط المقوّمات الّتي تساعد أهلها على الصّمود في وجه الصّعوبات.

كما طرح على الرّاعي موضوع الضّبّاط الّذين ألغيت دورتهم بعد أن مارسوا مهامهم على مدى أكثر من سنة وكان توافق معه على الظّلم اللّاحق بهم وعدم أحقّيّة تجريدهم من رتبهم الّتي استحقّوها عن جدارة.

وبعد الاستماع إلى عدد من رؤساء البلديّات الّذين نقلوا للبطريرك الرّاعي تقديرهم للمواقفه الوطنيّة الحكيمة، شارحين معاناتهم في إتمام مهامهم وتأمين العمل البلديّ بشكل يليق بالنّاس الّذين أولوهم ثقتهم. 

رحّب البطريرك الرّاعي بالنّائب البعريني والوفد المرافق وأعرب عن محبّته لعكّار وأبنائه الّذين يجسّدون نموذجًا للعيش المشترك رغم الإهمال الإنمائيّ من قبل الدّولة. وقال: "شكرًا لمحبّتكم الّتي عبّرتم عنها بزيارتكم هذا الصّرح والّذي كما قال سعادة النّائب هو بيت كلّ لبنانيّ وتابع الوضع حسّاس جدًّا ونحن اليوم بأمسّ الحاجة إلى أناس يحبّون لبنان كأبناء عكّار، أناس ينبض قلبهم وقلب لبنان سويًّا وهذا أمر معروف لذلك عكّار بحاجة أن تلتفت الدّولة إليها وعدم إهمالها بحجّة إعادة إعمار الجنوب، يجب أن تكون لعكّار موازنتها الخاصّة خارج إطار إعادة الإعمار."

وأضاف: "كلّنا نتطلّع إلى وحدة السّلاح إلى سيادة لبنان وطبعًا عندما نتكلّم عن سيادة لبنان لا يمكننا أن نغفل أو نضع جانبًا قضيّة الوجود الإسرائيليّ في الجنوب وما معنى لوجود خمس نقاط في الجنوب وهذا بنظري يعطّل المسيرة، الجيش اللّبنانيّ الّذي تشكّل محافظة عكّار خزّانه يمكنه ضبط الأمور لكن وجود النّقاط الخمس يعكّر المسيرة بالنّسبة للاحتلال وبالنّسبة لحزب الله.

الوضع دقيق جدًّا آمل أن يصلوا غدًا إلى تفاهم وأن لا يكون هناك نقطة خلاف لأنّه ما من مجال للخلافات في لبنان وآن الأوان أن نتفاهم جميعًا على حقيقة واحدة. لسنا فريقين في لبنان كلّنا لبنانيّين لا يجب أن يكون هناك غالب ومغلوب. أشكركم على الزّيارة العزيزة على قلبي لأنّكم مع سعادة النّائب تشكلّون وجوهًا نحبّها رغم عدم زياراتنا المتكرّرة وتبقى عكّار دائمًا في قلبنا في فكرنا وضميرنا وتبقى مطلبنا الدّائم لعدم تركها لأنّها الخزّان الوطنيّ المميّز عن كلّ المناطق ونتطلّع إلى أن تلتفت الدّولة إليها بعين أفضل وعزيزة على كلّ شخص يدرك قيمة لبنان وعكّار."

وإختتم: "أكرّر تقديري للزّيارة وأعرب لكم عن محبّتي لأنّكم تمثّلون وحدة لبنان بتنوّعه وبكلّ طوائفه وأستفيد من المناسبة لأعبّر عن مكنونات قلبي تجاه عكّار وأهلها، عكّار العزيزة على قلبنا ونؤكّد أنّها القلب في لبنان وأشكر بنوع خاصّ نائبنا الحبيب وليد البعريني."

وبعد اللّقاء قال النّائب البعريني: "زيارتنا اليوم إلى هذا الصّرح الوطنيّ ولقائنا البطريرك الرّاعي تحمل أكثر من رسالة أوّلها رسالة العيش المشترك الّذي نتمسّك به في لبنان، ونعتبره ركيزة هذا الوطن رافضين أيّ خطاب يعزّز الفتنة أو الكراهيّة أو التّناحر، وللمفارقة يتزامن هذا اللّقاء مع ذكرى المولد النّبويّ الشّريف، فدعوتنا أن نترجم القيم الّتي أرساها النّبيّ في حياتنا اليوميّة في المحبّة والتّآخي والتّسامح ومن هذا الصّرح نتوجّه بأحرّ التّمنّيات للّبنانيّين عمومًا وللمسلمين خصوصًا آملين بمستقبل أفضل.

ثانيّا رسالة إجماع وطنيّ من المسلمين والمسيحيّين للانخراط في مشروع الدّولة الّذي انطلق والّذي شكّلت قرارات الحكومة في ٥ و٧ آب حجر الأساس له.

ثالثًا رسالة دعم للبطريرك المارونيّ والبطريركيّة الّتي لعبت عبر التّاريخ دورًا محوريًّا ومصيريًّا في الحفاظ على لبنان ورسالة تقدير لغبطته على مواقفه الوطنيّة الثّابتة .

ودعوتنا اليوم أن يكون الجميع يدًا واحدة لبناء الدّولة وأن لا يستثنى أحد ولا يستثني أحد نفسه من هذا المشروع الوطنيّ الّذي يشكّل ضمانة للجميع ولا يعتبرها أحد موجّهة ضدّه.

فالدّولة هي دولة كلّ لبنان والضّامنة لكلّ أبنائه والحامية للجميع، فلنكن صفًّا واحدًا للسّير في هذا الطّريق."

وأضاف: "في سياق الحديث مع غبطته أوصلت له صوت الـ٢٦ ضابطًا من أمن الدّولة والّذين كان غبطته قد تابع قضيّتهم المحقّة وتوجّه كما نحن إلى فخامة رئيس الجمهوريّة الطّلب للمحافظة على أبنائه وعلى كرامتهم وسمعتهم لأنّ إلغاء رتبهم تدمير لـ٢٦ منزلًا وعائلة وأنا متأكّد أنّ فخامة الرّئيس لن يرضى بذلك لأنّه ابن مؤسّسة عسكريّة واليوم رئيس الجمهوريّة وأب للجميع والاثنين المقبل سنطرح الموضوع خلال لقائنا مع رئيس الحكومة ونحمّله الأمانة كي لا نرى الدّمعة في عيونهم وعيون عائلاتهم."

بعدها استقبل البطريرك الرّاعي النّائب جميل عبّود والسّيّد أديب أسعد بحضور المطران الياس نصّار وعرض معه الأوضاع العامّة وأوضاع مدينة طرابلس والشّمال.

كما استقبل رئيس اتّحاد بلديّات الفيحاء المهندس وائل زمرلي وعرض معه أوضاع طرابلس والقلمون والبدّاوي .

ومن زوّار الدّيمان المختار ميشال جبران والأستاذ نادي صيّاح والسّيّدة ميراي بشارة كيروز.