نشاط البطريرك الرّاعي لليوم الخميس- بكركي
وتحدّث السّيّد بعد اللّقاء إلى الإعلاميّين وقال:" لقدتشرّفنا بزيارة صاحب الغبطة لتقديم واجب التّهنئة بالأعياد، ودائمًا في هكذا لقاءات يكون هناك جولة أفق حول الأوضاع السّياسيّة العامّة لاسيّما الأوضاع الّتي نعيشها في لبنان. ولكن الحديث تناول في معظمه موضوع الحكومة وضرورة الإسراع في تشكيلها لأنّ الوضع اللّبنانيّ والأزمة الدّاخليّة لاسيّما الاقتصاديّة والمعيشيّة تتطلّب المبادرات والتّسهيلات اللّازمة وتتطلّب من المسؤولين في لبنان تقديم كلّ ما يمكنهم من أجل تشكيل الحكومة، كذلك ما يدور في المنطقة يشكّل حافزًا آخر يدفع الجميع لتقديم ما يمكن من أجل عمليّة التّشكيل."
وعن جرأة تسمية من يعرقل عمليّة تشكيل الحكومة، أوضح السّيّد: إنّ من يملك الجرأة لقول من هو المُعرقل، ليس بالضّرورة أن لا يملك الحكمة أيضًا، وهذا ما نقوم به. ما نعرفه أنّ كلّ الأطراف بدءًا من الرّئيس المكلّف وصولاً إلى باقي الأطراف والقوى السّياسيّة يحرصون على تشكيل الحكومة في أقرب وقت ممكن، والكلّ يبذل الجهد على هذا الصّعيد وهو مخلص لإيجاد الظّروف المناسبة لتشكيل الحكومة بأسرع وقت ممكن. ولكن بالتّالي هذه حكومة، ونحن نحاول مع باقي الأطراف أن تتشكّل بشكل أسرع ممّا تشكّلت به الحكومات السّابقة بسبب الظّروف لأنّه إذا كان مقبولاً في مرحلة سابقة أن يطول زمن تشكيل الحكومات ففي هذا الزّمن الظّروف مختلفة."
وعن نعي الحكومة والشّكل الّذي يؤيّده حزب الله لها، أكّد السّيّد: "نحن مع أيّة حكومة تُشكّل بسرعة ويتوافق عليها الجميع. فإذا اتّفق الجميع على حكومة تكنوقراط واختصاصيّين نحن نقدّم كلّ التّسهيلات على هذا الصّعيد. المهمّ عندنا هو تشكيل حكومة تقوم بواجباتها وتطرح برنامجها الإنقاذيّ في لبنان، وليس عندنا عرقلة. أمّا وجهات النّظر في اتّجاهات مختلفة فهو أمر طبيعيّ ولكنّني لا أستطيع أن أعبّر باستعمال تعابير النّعي أو غيرها حتّى أنّنا لم نتلقّ أيّة ورقة نعي في هذا الخصوص, الظّروف والفرص الموجودة الآن ما زالت قائمة من أجل تشكيل حكومة متّفق عليها بإمكانها النّهوض بمسؤوليّاتها."
وعن تأثير التّغييرات في المنطقة على رأي حزب الله في شكل الحكومة والأسماء المطروحة، قال السّيّد: "أرغب من جميع الإعلاميّين أن ينتبهوا لهذا الموضوع. نحن حتّى هذه اللّحظة نقوم بكلّ ما يُسهّل تشكيل الحكومة، وموضوع تغيير الأسماء بأسماء أخرى لاعتبارات سياسيّة لم يُطرح علينا مطلقًا، ولم يحصل عندنا أيّ تغيير. لا زلنا في نفس الموقف وهو السّعي الجدّيّ مع كلّ الأطراف للوصول إلى توافق الجميع على تشكيل حكومة في أسرع وقت ممكن."
وعمّا إذا حمل الوفد رسالة معيّنة إلى البطريرك الرّاعي الخائف على البلاد، لفت السّيّد: "كلّنا خائف على لبنان ومن حقّ صاحب الغبطة من موقع مسؤوليّته أن يخاف ومن حقّ كلّ المسؤولين أن يخافوا. لا أظنّ أنّ أحدًا ليس خائفًا في لبنان. نحن من الأشخاص الّذين يقومون بمسؤوليّات دينيّة وإنسانيّة وسياسيّة ونمارس دورًا مهمًّا ومتعبًّا من أجل الوصول إلى حكومة بأسرع وقت ممكن لكي نمنع هذا الانهيار ونستطيع أن نضع البلد أمام مسار إنقاذيّ معيّن، فهذه هي الأولويّة. ومن واجباتنا أن نرى إن كان هناك أيّة تعقيدات أو عقبات وأن لا نقف بعيدًا عنها وإنّما بادرنا ولا نزال من أجل تذليل كلّ العقبات والتّعقيدات للوصول إلى حكومة بأسرع وقت."
وعن إمكانيّة تشكيل حكومة مواجهة، أكّد السّيّد أنّ: "لا أحد يريد حكومة مواجهة، وإلّا فإنّ البلد في مكان آخر. التّحدّث عن حكومة إنقاذيّة يعني كما قال الرّئيس برّي منذ زمن إنّ على الجميع المشاركة. كيف تكون حكومة إنقاذيّة وتكون حكومة مواجهة. المطلوب مشاركة الكلّ فيها لأنّ مسؤوليّة إنقاذ البلد هي مسؤوليّة الجميع. ونحن ندعو أن يشارك فيها الجميع ليس من زاوية المشاركة في الحكومة وإنّما من زاوية المشاركة في إنقاذ البلد".
وردًّا على سؤال حول الإبقاء على حكومة تصريف الأعمال، إعتبر السيّد أنه" لا مانع من ان تصرّف الحكومة الأعمال وما من احد منعها عن العمل سيما وانه في بعض الفترات عملت حكومات تصريف الأعمال بشكل ملفت فلماذا لا تعمل اليوم حكومة تصريف الأعمال ونحن لم نكن في الأساس مع استقالة الحكومة."
وعن تأييد سعد الحريري لتأليف حكومة أنهى السيّد: "هذا الكلام اليوم لا يحمل أيّة فائدة سياسيّة الآن نحن أمام رئيس مكلّف بتشكيل حكومة والجهد يجب أن يبذل باتّجاه تشكيل حكومة بأسرع وقت."
وإلتقى الرّاعيرئيس حزب الحوار النّائب فؤاد مخزومي على رأس وفد قدّم تهانيه بالأعياد، وكان عرض لعدد من الأمور الرّاهنة على السّاحة الدّاخليّة.
وأعرب مخزومي بعد اللّقاء عنتأييده للمواقف "المهمّة الّتي يتّخذها غبطته لناحية وقوفه مع الشّعب ومع أهلنا الّذين يطالبون بالتّغيير". وأضاف: "نحن نرى أنّه من المهمّ جدًّا أن لا تكون مرجعيّاتنا الدّينيّة والرّوحيّة في هذه المرحلة الصّعبة طرفًا لأنّ معظم الطّروحات اليوم لا تجسّد آمال اللّبنانيّين."
وتابع مخزومي: "لقد بحثنا في موضوع تشكيل الحكومة، وما يخيفنا اليوم هو سماع كلام مفاده العودة إلى ما قبل 17 تشرين الأوّل وذلك من خلال الحديث عن حكومة سياسيّة أو تكنوسياسيّة أو ما شابه، متى ستصحو هذه الطّبقة السّياسيّة وتعي أنّ الشّعب لا يريدها. هذه الطّبقة الّتي حكمتنا منذ 1992 أوصلتنا إلى الخراب والإفلاس والوضع السّيّء الحالي. لا يمكن اليوم التّركيز على ما يدور في بغداد وسوريا لنقول لهذه الأسباب يجب العودة إلى ما كنّا عليه."
وتابع: "نرى اليوم أنّ إيران وأميركا بدأتا التّحدّث علنًا بشيء، أمّا التّطبيق فهو شيء آخر، لذلك متى سنصحو في هذا البلد وندرك أنّه يجب الكفّ عن الضّحك على أهلنا. العودة إلى الوحدة الوطنيّة بين الطّبقة السّياسيّة من دون أن يكون هناك أيّة علاقة للشّعب، عن أيّة وحدة وطنيّة نتحدّث؟ هل من المعقول أنّه لا يمكننا سحب أموالنا من المصارف في الوقت الّذي نسمع فيه أنّ هناك مؤسّسات محميّة أمنيًّا؟ هذا سؤال برسم البنك المركزيّ والحكومة. أين هي حكومة تصريف الأعمال الّتي يجب أن تعالج هذه المواضيع؟ والأهمّ مناقصة الفيول هل يجوز أن تبقى بيروت ثلاثة أيّام من دون كهرباء في إطار عدم توفّر الفيول. حتّى الدّواء نفذ وكذلك البنج."
وإختتم مخزومي كلمته: "أتمنّى، ومن هذا الصّرح الكريم أن نشدّ يدنا على يد البطريرك الرّاعي ونقول له تابع في هذا الموضوع فنحن نريد أن تقف معنا مرجعيّاتنا الرّوحيّة لكي تتحقّق مطالب الشّعب. التّغيير حاصل ولا يمكن العودة إلى ما قبل 17 تشرين الأوّل نتمنّى أن يصحو السّياسيّون ويسيروا لمصلحة أبناء الوطن الّذي انتخبوهم وليس لمصلحتهم الخاصّة."
بعدها استقبل الرّاعي مدير عامّ الدّفاع المدنيّ العميد ريمون خطّار ثمّ النّائبان فريد الخازن ومصطفى الحسيني. ولفت الخازن بعد اللّقاء إلى اللّجوء "في مثل هذه الأوقات العصيبة إلى هذا الصّرح لنستمع إلى آراء صاحب الغبطة ونتشاور حول كافّة الأمور المتعلّقة بالمواطن اللّبنانيّ والوضع السّياسيّ العامّ، والكلّ يعلم أنّ المواطن اللّبنانيّ قد وصل اليوم إلى حالة يُرثى لها، على كلّ الأصعدة، والكلّ مُدرك لحجم الأزمة الّتي دخلت فيها البلاد".
وأضاف: "لمسنا من غبطة أبينا البطريرك استياءً كبيرًا جرّاء المماطلة في تشكيل الحكومة. وكان فخامة الرّئيس العماد ميشال عون قد وعد يوم عيد الميلاد المجيد بأن تكون الحكومة عيديّة اللّبنانيّين، ولكن الأمر لم يحصل، وعمليّة التّشكيل ما زالت متأخّرة الأمر الّذي سينعكس سلبًا على لبنان، والجميع يعلم أنّ أسباب التّأخير في التّشكيل هي الجشع والطّمع وتقاسم الحصص، وعدم وعي بعض الجهات السّياسيّة أنّه بعد 17 تشرين اختلفت المعايير، والمطلوب اليوم حكومة اختصاصيّين، ونحن ندعو إلى تجاوز الخلافات والصّراعات السّياسيّة وإلى الإسراع في تشكيل حكومة تحظى بثقة المجلس النّيابيّ".
وأنهى الخازن لافتًا إلى أنّ "التّأخير الحاصل في التّشكيل فتح الباب على احتمالات وسيناريوهات كثيرة، في حين يتوجّب على الرّئيس المكلّف إنجاز المهمّة الموكلة إليه، ومحاولة التّفاهم مع بعض القوى الّتي لم تتّفق مع الرّئيس الحريري ولا مع الرّئيس دياب، والّتي تُعيق بدورها تشكيل الحكومة، فهناك وضع معيشيّ دقيق جدًّا وخطير جدًّا، فلبنان لم يعرف ظروفًا أسوأ من الّتي نعيشها اليوم إلّا سنة 1914".