لبنان
08 شباط 2021, 13:29

نشاط البطريرك الرّاعي لليوم الإثنين- بكركي

تيلي لوميار/ نورسات
إستقبل البطريرك المارونيّ الكاردينال مار بشارة بطرس الرّاعي قبل ظهر اليوم الإثنين، وفدًا من التّيّار الوطنيّ الحرّ، ضمّ كلّاً من النّائب جورج عطالله، الوزير السّابق منصور بطيش، نائبة رئيس التّيّار الوطنيّ الحرّ للشّؤون السّياسيّة مي خريش، ومستشار رئيس التّيّار أنطوان قسطنطين.

بعد اللّقاء قال بطيش في كلمة أمام الإعلاميّين: "جئنا اليوم إلى هذا الصّرح بمناسبة عيد مار مارون لنستوحي من تاريخ هذه المسيرة الإيمانيّة والإنسانيّة والأخلاقيّة الّتي تجسّدها بكركي دروسًا وعِبَر تصلح لكلّ زمان ومكان. اليوم ليس زمن معايدات بل زمن التّلاقي والحوار للبحث عن حلول ومخارج لأزماتنا المتناسلة. في هذا الإطار، أردنا أن نستنير بحكمة سيّدنا البطريرك ونتشاور معه بأمور وطنيّة أساسيّة، وهذا واجبنا خصوصًا عند الاستحقاقات الكبرى كالّتي نعيشها.

بحثنا مع صاحب الغبطة بضرورة تشكيل حكومة إنقاذ، دون إبطاء، من وزراء أصحاب خبرة واختصاص، ذات مصداقيّة عالية، ووفق مندرجات المبادرة الفرنسيّة، مع الحرص على تفكيك الألغام والذّرائع التّعطيليّة ومع احترام الدّستور والشّراكة الوطنيّة وصلاحيّات ودور المؤسّسات لاسيّما الموقع الميثاقيّ لرئاسة الجمهوريّة. وقد تركزّ الحديث على الأولويّات الّتي يُفترض أن تعالجها الحكومة المقبلة، وتحديدًا ما يلي:

أوّلاً: في سياق الحِرص على الحرّيّات وعلى حياة النّاس وعلى حقوقهم، نُدين ونستنكر كلّ عمليّات الاغتيال وآخرها اغتيال النّاشط والمفكّر لقمان سليم. وبالنّسبة لغبطته ولنا، إنّ لبنان كان وسيبقى أرض الحرّيّات وأرض الأحرار.

ثانيًا: إنكباب الحكومة العتيدة على معالجة جذريّة للأزمة الاقتصاديّة– الماليّة– النّقديّة المصرفيّة والاجتماعيّة، والعمل فورًا على تحديث خطّة التّعافي الماليّ الّتي أقرّت منذ حوالي سنة بما يتلاءم مع التّطوّرات الّتي طرأت منذ الرّبيع الفائت وبما يُلاقي الورقة الفرنسيّة ومقتضيات التّعاطي مع صندوق النّقد الدّوليّ.

ثالثًا: الالتزام بإنجاز التّدقيق الجنائيّ في حسابات مصرف لبنان الّتي هي المدخل لكشف الحقائق الماليّة والنّقديّة وحيث الفجوة هناك تقارب الـ55 مليار دولار غير الدَّين العامّ الحكومي. واستطرادًا، إجراء التّدقيق الجنائيّ فورًا في حسابات المؤسّسات التّابعة للدّولة بدون استثناء وفقًا للقرار الحكوميّ المتّخذ في 26/3/2020،  وإنجاز قطوعات حسابات الدّولة القابعة منذ حوالي العامَين في أدراج ديوان المحاسبة.

رابعًا: متابعة العمل الدّؤوب لإقرار القوانين الإصلاحيّة كمكافحة الفساد واستعادة الأموال المنهوبة والأموال المُحَوَّلة استنسابيًّا وقانون المنافسة وقانون المشتريات العموميّة وقانون الجمارك، وإصلاح النّظام الضّريبيّ ليصبح أكثر كفاءة وعدالة مُرتكزًا على الصّحن الضّريبيّ المُوَحَّد.

خامسًا: إخراج لبنان من دائرة الصّراعات الإقليميّة، ما عدا طبعًا موضوع الصّراع مع إسرائيل، وحلّ مشكلة اللّاجئين الفلسطينيّين على أسس العدالة بتنفيذ حقّ العودة وفق القرارات الدّوليّة، وليس على حساب لبنان.

سادسًا: العمل على إعادة النّازحين السّوريّين إلى بلادهم في أقرب وقت، بما يحفظ أمنهم وكرامتهم وبما يُخفّف الأعباء الهائلة- وهي بلميارات الدّولارات، ما بين 35 و40 مليار دولار- عن كاهل الاقتصاد الوطنيّ والماليّة العامّة.

سابعًا: المتابعة الحثيثة لمسار التّحقيق في نكبة وجريمة تفجير مرفأ بيروت الّتي مرّ عليها أكثر من سِتّة أشهر، والتّشديد على كشف كلّ الحقائق بأسرع وقت."

وعن سؤاله عن موقف التّيّار الوطني الحرّ من طرح البطريرك الدّاعي إلى مؤتمر دوليّ لإنقاذ لبنان بعد أن فقد الثّقة بالسّلطة الحاكمة، قال بطيش: "مساعدة الأشقّاء والأصدقاء والمنظّمات الدّوليّة للبنان مشكورة إنّما نحن نرى أنّ الحلول يجب أن تأتي من الدّاخل على المستوى المسيحيّ والوطنيّ، فإذا لم نستطع أن نستنبط حلولاً من الدّاخل فعبثًا نحاول، فعيشنا المشترك يتطلّب أن نجلس سويًّا لإيجاد الحلول، فكلّ الشّعوب تعرّضت لنكبات وعالجتها بحلول داخليّة. نحن سمعنا نداء صاحب الغبطة ودائمًا نأخذ بعين الاعتبار كلامه، ولكن رأينا أن نركّز على الحوار الدّاخليّ، وسنبقى نعمل على هذا الأساس للوصول لهذه الغاية."

وعمّا إذّ جرى التّطرّق لموضوع تشكيل الحكومة، خاصّة بعد عظات صاحب الغبطة العالية السّقف والعاتبة على رئيس الجمهوريّة، قال بطيش: "فخامة الرّئيس شديد الحرص على تشكيل الحكومة بأسرع وقت ممكن ويقوم بكلّ الجهد في هذا الاتّجاه ولكن هذا الأمر يتطلّب توافق بينه وبين دولة الرّئيس المكلّف، وعلى الرّئيس المكلّف أن يزور بعبدا ويتحدّث مع فخامة الرّئيس، ومن المؤكّد أنّه سيتمّ إيجاد الحلول إذا صفيت النّوايا من كلّ الجهات. فرئيس الجمهوريّة مصرّ على أن تتشكّل الحكومة وفق القواعد الوطنيّة بأسرع وقت ممكن وتباشر بالإصلاحات وتضعها موضع التّنفيذ."

وعن موضوع البيان الّذي صدر يوم أمس من التّيّار الوطنيّ الحرّ فيما يتعلّق باتّفاق مار مخايل، قال بطيش: "رئيس التّيّار الوطنيّ الحرّ تحدّث بهذا الخصوص من قرابة الشّهرين وليس يوم أمس، وبعد أن جرت محاولات كثيرة لمحاربة الفساد والإصلاحات، تبيّن أنّ هذا الاتّفاق لم يؤد دوره الوطنيّ."

وعن سؤاله عن الألغام الموضوعة أمام تشكيل الحكومة ومن يضع هذه الألغام، أجاب بطيش: "هناك عدّة أمور تتمّ معالجتها في الفترة الحاليّة ونأمل أن تتحلحل الأسبوع المقبل، ونتمنّى تشكيل حكومة في وقت قريب."

وإختتم بطيش نافيًا وجود أيّ تشنّج في العلاقات بين التّيّار الوطنيّ الحرّ وبكركي، وأكّد على التّواصل الدّائم مع صاحب الغبطة ورفض مقولة أنّ التّيّار يغرّد خارج سرب بكركي."

كذلك استقبل البطريرك الرّاعي سفير هنغاريا في لبنان جيزا ميهاليي.