لبنان
27 تموز 2020, 13:30

نشاط البطريرك الرّاعي لليوم الإثنين- الدّيمان

تيلي لوميار/ نورسات
إستقبل البطريرك المارونيّ الكاردينال مار بشارة بطرس الرّاعي صباح اليوم الإثنين، في الدّيمان رئيس حزب الوطنيّين الأحرار النّائب السّابق دوري شمعون على رأس وفد حزبيّ ضمّ نجله كميل .

وبعد اللّقاء قال شمعون: "الزّيارة كما دائمًا كانت إيجابيّة جدًّا والأجواء مع سيّدنا ممتازة خصوصًا وأننّا نتّفق معه على كلّ القضايا المتعلّقة بسيادة واستقلال وحياد لبنان وقد عرضنا معه كيفيّة إعادة استقلاليّة لبنان التّامّة وإزاحة كابوس إستعمال لبنان حلبة أو لعبة صراعات، وآمل أن يوفّق البطريرك في زياراته الّتي سيقوم بها إلى الفاتيكان ومن بعده إلى دول أخرى لأنّ موضوع الحياد ضروريّ جدًّا وهو كالأوكسيجين ويشكّل فسحة حرّيّة للتّعاون والتّواصل وبخاصّة في الأمور الإنسانيّة. والأهمّ أن نكون جميعًا متّفقون على مستقبل لبنان الّذي يليق بشعبه".

بعدها استقبل البطريرك أمين عامّ المجلس الأعلى للرّوم الكاثوليك الوزير السّابق ميشال فرعون الّذي قدّم له كتاب "تاريخ عائلة فرعون منذ 150 سنة وبيروت"، وأكّد فرعون بعد اللّقاء على ضرورة حياد وتحييد لبنان لأنّه يشكّل الجين والهويّة اللّبنانيّة وعند كلّ استحقاق نعود إليه وقال: "جئنا اليوم لتأييد مبادرة سيّدنا البطريرك الّتي تهدف إلى إعادة تثبيت وتحقيق تحييد وحياد لبنان الأمر الّذي يشكّل الجينيّة والهويّة اللّبنانيّة في ميثاق 1943 وبطلب لبنان من الجامعة العربيّة التّصويت بالإجماع على أن لا يكون هناك فرض أو هيمنة من أيّ دولة على أخرى، وتجسّدت أيضًا باللّقاء الّذي حصل على الحدود اللّبنانيّة في لقاء الرّئيس فؤاد شهاب والرّئيس عبد النّاصر، والّتي اخترقت باتّفاق القاهرة الّذي لا نزال حتّى اليوم نعيش تداعياته. ولكنّنا كنّا نعود إلى التّحييد والحياد في كلّ مشروع حلّ جديد للبنان، في وثيقة الوفاق الوطنيّ، وتسوية الدّوحة، وإعلان بعبدا وكلّ تعهّدات لبنان وصولاً إلى موضوع لبنان الرّسالة الّذي لا يمكن الكلام عنه دون تحييد وحياد لبنان ".

وأضاف "المطلوب وقف خرق هذا الحياد الّذي بدأ مع كيان لبنان ووقف الاصطفاف والتّرهيب والتّرغيب الّذين أوصلونا إلى ما نحن عليه. واليوم بعد كلّ الّذي حصل خلال 50 سنة المطلوب تحييد لبنان وأن يكون هناك استراتيجيّة خاصّة بالجنوب إنّما تحت سلطة الدّولة ومرجعيّة السّلاح تكون للجيش اللّبنانيّ، وإبقاء لبنان في ظلّ الانتماء العربيّ كما تنصّ مقدّمة الدّستور."

وتابع "هذا ما نراه والأفضل أن يكون هناك دعم دوليّ لحياد لبنان وطرح سيّدنا الطريرك يعيدنا إلى بلد يضمن مستقبل أبنائه وهو أهمّ من أيّ اتّفاقيّة مع البنك الدّوليّ لأنّه يعيد ثقة المستثمرين واللّبنانيّين ببلد الهويّة والرّسالة ".

وحول موضوع الإصلاحات أكّد فرعون على ضرورة أن تفصح الشّركات الدّوليّة عن العمولات والمبالغ الّتي تدفعها للشّركات اللّبنانيّة "كسوناتراك وهواوي والباخرة التّركيّة وغيرها" لأنّه إن لم يحصل ذلك فلا إصلاحات. وأيضًا التّرهيب والتّرغيب ومحاولة البقاء في الاصطفافات والنّهب يؤكّدون عدم الرّغبة بالإصلاح.

نأمل أن نتمكّن من دعم مبادرة البطريرك بكلّ ما لدينا من إمكانيّات نملكها لنعود إلى ثوابتنا وهويّتنا."

وظهرًا استقبل البطريرك النّائبين مروان حمادة وهنري حلو اللّذين نقلا له تحيّات رئيس حزب التّقدّميّ الاشتراكيّ وليد جنبلاط ورئيس اللّقاء الدّيمقراطيّ تيمور جنبلاط وسلّموه نسخة عن المذكّرة الّتي حملها تيمور إلى الحوار الوطنيّ في بعبدا.

وقال حمادة بعد اللّقاء:"لا شيء جديد تحت الشّمس أو بين أرز الرّبّ وأرز الباروك سوى المحبّة والتّقدير والتّواصل، جبل واحد، وطن واحد ومصير واحد، إنّ العلاقة بين الحزب التّقدّميّ الاشتراكيّ وجبهته النّيابيّة والبطريركيّة المارونيّة تمتدّ على مدى العصور وعبر العقود وتبقى من أهمّ ركائز الصّيغة اللّبنانيّة بجمهوريّتها البرلمانيّة وحرّيّاتها الدّيمقراطيّة وحدودها النّهائيّة وعلاقاتها العربيّة والدّوليّة كما تكرّست بوثيقة الوفاق الوطنيّ في اتّفاق الطّائف وقبله الميثاق الوطنيّ وفي كلّ وقت الدّستور، الكتاب كما كان يسمّيه الرّئيس فؤاد شهاب .

جئنا للتّأكيد على هذه العلاقة، هذا الرّابط التّاريخيّ بين المختارة وبكركي، الدّيمان اليوم، حاملين إلى غبطة البطريرك أخلص وأحرّ تحيّات رئيس الحزب الاشتراكيّ وليد جنبلاط ورئيس اللّقاء الدّيمقراطيّ تيمور جنبلاط وزملائنا في الحزب والكتلة مؤكّدين للبطريرك عبر المذكّرة الّتي حملها الأستاذ تيمور إلى الحوار الوطنيّ في بعبدا مشاطرتنا غبطته القلق على المصير في مرحلة من المصاعب والتّحدّيات الّتي تتجاوز كلّ الحقبات السّابقة في التّاريخ كما في مراحل ومفاصل تاريخنا المشترك من ابتكار وممارسة الصّيغة إلى الاستقلال إلى المصالحة، وكما مع البطاركة التّاريخيّين وآخره البطريرك صفير، أكّدنا تمسّكنا باتّفاق الطّائف الّذي ارتقى إلى مستوى التّفاهم الميثاقيّ والّذي يولّد تجاوزه مخاطر ومغامرات غير مسبوقة في الدّاخل ومع الخارج .

كذلك توافقنا مع غبطته على استعادة النّقاش حول الخطّة الدّفاعيّة وتنفيذ القرار 1701 وإعادة الاعتبار لقرارات الحوار الوطنيّ الّذي دعا إليه الرّئيس برّي في العام 2006 والّتي بقيت معظم عناوينها باستثناء المحكمة الدّوليّة، من دون تنفيذ، منها ترسيم الحدود وإثبات لبنانيّة مزارع شبعا. وإذ نرفض في المذكّرة المقدّمة إلى بعبدا والمرفوعة اليوم لغبطته إعادة إحياء مقولة تلازم المسارين، نطالب بإجراءات حاسمة لضبط الحدود ومنع كلّ أشكال التّهريب.

طبعًا أكّدنا مع غبطته على ضرورة صياغة سياسة اقتصاديّة جديدة تلجم الانهيار الحاصل وتقدّم مصلحة الشّعب اللّبنانيّ المقهور على تصفية الحسابات الفئويّة السّائدة اليوم والّتي تتفرّج على انهيار اللّيرة وإفقار لبنان دون أدنى معالجة، مع استمرار عبث الحكم في قطاع الكهرباء خاصّة وبإصرار غريب يكبّد الخزينة مزيدًا من الخسائر الطّائلة.

أمّا بالنّسبة لحياد لبنان، فكنّا دائمًا مع الحياد الإيجابيّ الّذي يعيد للدّولة صلابة وحدتها الدّاخليّة وسلامة علاقاتها الخارجيّة وحرّيّة قرارها السّياديّ المركزيّ في الحرب والسّلم مع التزامنا، كما البطريرك، القضايا الوطنيّة والعادلة وفي مقدّمتها قضيّة وحقوق شعب فلسطين."