لبنان
17 تشرين الثاني 2023, 06:00

نشاط البطريرك الرّاعي لأمس الخميس في الصّرح البطريركيّ- بكركي

تيلي لوميار/ نورسات
إستقبل البطريرك المارونيّ الكاردينال مار بشارة بطرس الرّاعي ظهر الخميس، في الصّرح البطريركيّ في بكركي، النّائب ابراهيم كنعان ورئيس تجمّع موارنة من أجل لبنان بول كنعان وكان عرض لآخر التّطوّرات على السّاحة المحلّيّة.

تحدّث النّائب كنعان بعد اللّقاء، وقال: "زيارتي اليوم إلى غبطة البطريرك هي زيارة تقليديّة تمنّيت له في خلالها السّلامة بعد عودته من روما. لقد عرضنا للملفّات الدّاهمة على الصّعيد الوطنيّ، ولم يغب عن ذهننا ما يدور في غزّة والوضع اللّاإنسانيّ الّذي يرقى إلى مستوى إبادة شعب والتّعدّيات الّتي تحصل في الجنوب وعلى المدنيّين ومن بينهم استشهاد عائلة منذ فترة وجيزة، كلّ هذه الأمور تستدعي الشّجب وسؤال الرّأي العامّ أين هو المجتمع الدّوليّ من كلّ ما يحدث؟ لا يكفي ما يطلق من مواقف وتصاريح بل يجب أن يكون هناك إصرار وحزم لإيقاف مسلسل الدّمار والاحتكام إلى القانون الدّوليّ والمعايير الإنسانيّة. لا أحد منّا في لبنان يرغب بدخول دوّامة هذه الحرب المدمّرة ولكنّنا في الوقت عينه ننظر إلى ما يدور ونعتبر أنّ هناك حقوقًا لهذا الشّعب الفلسطينيّ وحقوقه معروفة ومذكورة في كلّ الاتّفاقيّات من قيام دولتين، ولكن ما يدور والتّمدّد الّذي يتمّ هو أمر خطير جدًّا وهذا يستدعي وحدة وطنيّة في لبنان وانتخاب رئيس للجمهوريّة فورًا."

وتابع: "نحن في بلد مشلول. لا حكومة، فراغ يتمدّد من موقع لآخر، ومجلس نيابيّ مشلول. هناك حلّ واحد وهو ما قاله البطريرك الرّاعي منذ ما قبل انتهاء ولاية الرّئيس عون وكان يطالب بالتّحضير لانتخاب رئيس للجمهوريّة. لماذا لا تتمّ عمليّة الانتخاب؟ وأنا كنائب أطرح هذا السّؤال وأؤكّد على ضرورة الحضور إلى المجلس النّيابيّ وانتخاب رئيس فورًا. هذا الأمر يطرح سؤالاً عمّا إذا كنّا ندرك ما يحصل، ونسأل من الّذي أوصلنا إلى هذا الفراغ القاتل في كلّ المؤسّسات هل يعلم ما هي نتيجته وتداعياته، وأنّ هذا الفراغ هو إلغاء لمقوّمات الدّولة في لبنان؟ إنّ غيابنا اليوم في أخطر مرحلة من تاريخ المنطقة يغيّبنا عن طاولة القرار وعن أن يكون لنا كلمة أو دور في تقرير مصيرنا في هذه المرحلة الخطيرة."

وقال كنعان: "كذلك تطرّقنا إلى الملفّ الماليّ وبالطّبع كرئيس للجنة المال والموازنة في المجلس النّيابيّ وضعت سيّدنا اليوم في أجواء ما يدور في المجلس حول الموازنة ولفتت إلى ضرورة أن يكون هناك موقف حازمًا بهذه المسألة ونحن نقاتل في المجلس كي لا تصدر هذه الموازنة بما تحمله من كوارث بمرسوم حكوميّ. علينا النّظر في مصلحة النّاس والشّعب والاقتصاد فهذه الموازنة تطال الجميع بضرائبها. تطال الفقير من وثيقة الوفاة إلى الدّكّان وصولاً إلى الشّركات السّياحيّة والتّجاريّة وغيرها والجميع في وضع اقتصاديّ تحت الصّفر. هذا ما يتمّ عليه العمل اليوم وأنا وضعت غبطته في الجوّ وأتمنّى أن تصل هذه الرّسالة إلى الجميع وأن تتحمّل الكتل النّيابيّة في المجلس النّيابيّ مسؤوليّتها."

وردًّا على سؤال حول الحملة الّتي تشنّ على مساعدة البطريرك المارونيّ للنّازحين اللّبنانيّين من الجنوب أشار كنعان: "الرّدّ على هكذا حملات يعطيها أهمّيّة. وبالتّالي موقف البطريرك بموضوع المساعدات ينسجم مع موقفه الأساسيّ في الحفاظ على اللّبنانيّين جميعًا من دون تمييز في أرضهم وكرامتهم وعزّتهم وعنفوانهم وحقوقهم. هذا هو موقف بكركي الّتي لا تحتاج إلى الدّفاع عنها بل تاريخها هو الّذي يدافع عنها."

وبعد الظّهر استقبل الرّاعي وفدًا من رؤساء بلديّات وفعاليّات عدد من القرى الجنوبيّة منها رميش وعين إبل وعلما الشّعب وكانت كلمة باسم أهالي البلدات الواقعة على الخطّ الأزرق شدّدوا فيها على وجوب "تأمين الحماية اللّازمة لهم لإبعادهم عن ويلات الحرب الدّائرة في غزّة، سيّما وأنّ معظم هذه القرى نزح أهلها وسط ظروف اجتماعيّة واقتصاديّة قاسية تاركين أرضهم وبيوتهم وهم لا يعلمون متى تكون العودة."

ولفت أعضاء الوفد إلى أنّهم يقفون إلى جانب الكنيسة ويدعمونها في أيّ "موقف تتّخذه"، شاكرين "للبطريركيّة لفتتها وعملها وفق ما ورد في الإنجيل عن فلس الأرملة."

واذ رأى أعضاء الوفد أنّ "لا أفق لما تشهده بلداتهم من عدم استقرار أمنيّ وخوف وقصف ونزوح، أكّدوا أنّهم متمسّكون بأرضهم ويطالبون بمساندتهم من خلال دعم مقوّمات الحياة في بلداتهم لمواجهة مخاطر الظّروف الصّعبة الّتي يعيشونها ولاسيّما على الصّعيدين التّربويّ والزّراعيّ إذ أنّ مدارسهم مهدّدة بالإقفال لأسباب مادّيّة ولوجستيّة كذلك موسم الزّيتون الّذي يشكّل ركيزة أساسيّة لعيشهم كانت له الحصّة الأكبر من تداعيات القصف الإسرائيليّ الّذي يطالهم كلّ يوم."