نشاط البطريرك الرّاعي لأمس الخميس- الدّيمان
كما استقبل البطريرك الرّاعي النّائب السّابق فارس سعيد الّذي قال بعد اللّقاء: "تشرّفت بزيارة صاحب الغبطة خاصّة في هذا الظّرف الّذي يحاول فيه البعض من أهل السّلطة شيطنة طائفة بكاملها وليس فقط استهداف سيّدنا البطريرك والكنيسة المارونيّة فإلصاق تهمة العمالة بطائفة يفسد الشّراكة الوطنيّة ويفسد العيش المشترك في لبنان ونحن من باب الحرص على هذا العيش المشترك، وبخاصّة إنّ هذه الكنيسة احتضنت لبنان الكبير والعيش المشترك والّتي ساهمت باستقلال لبنان عن الانتداب الفرنسيّ ودافعت عن اتّفاق الطّائف وتحمّلت مسؤوليّة الدّفاع عنه لأنّها تريد المحافظة على العيش المشترك، هذه الكنيسة الّتي لم تتكلّم يوما طائفيًّا بل لبنانيًّا ووطنيًّا، هذه الكنيسة الّتي أقحمت جدار السّجن الإسرائيليّ من خلال الإيمان وبمسبحة المطران لتقول إنّ القدس مدينة مفتوحة لجميع الأديان المسيحيّة والإسلاميّة، هذه الكنيسة المقاومة فعليًّا وليس كلاميًّا لا يمكن لأحد أن يتّهمها بالعمالة ونحن سنكون ليس فقط كنخبة مسيحيّة بل كنخبة وطنيّة إلى جانب سيّدنا البطريرك من أجل الدّفاع عن هذا الموقف". وردًّا على سؤال عن محاولات تحويل القضيّة إلى طائفيّة، أضاف سعيد: "هناك من يريد أن يصوّر الموضوع وكأنّه موضوع قضائيّ وكأنّ هنا مخالفة قانونيّة من قبل المطران الحاج ونحن نؤكّد أنّ الموضوع ليس موضوعًا قضائيًّل ولا حتّى موضوع طائفيّ، هذا موضوع وطنيّ بامتياز وهناك محاولة لوضع اليد على البلد من خلال تعطيل التّواصل ووصف طائفة بالعمالة فأنا برأيي ومن خلال موقعنا بلقاء سيّدة الجبل والمجلس الوطنيّ سنقوم بما يجب أن نقوم به من اتّصالات ليكون حول البطريرك الرّاعي التفاف وطنيّ عريض في الأيّام القادمة".
بعدها استقبل البطريرك الرّاعي الشّيخ منسّق اللّجنة التّحضيريّة في التّيّار العربيّ المقاوم عبد السّلام الحراش الّذي قال بعد اللّقاء: "إنّها الزّيارة الثّانية إلى الدّيمان بعد الزّيارة الأولى الّتي قمت بها إلى بكركي لنؤكّد على ثوابتنا الوطنيّة إلى جانب هذا الصّرح صيفًا وشتاء وللتّأكيد أنّنا لا نتغيّر رغم الأجواء الضّاغطة في البلد ونحن ندرك أنّ توجّه غبطته يطال الإنسان في لبنان فهو لم يتحدّث في عظاته عن حقوق المسيحيّين فحسب بل عن حقوق كلّ اللّبنانيّين وهو يسعى لهذا البلد وللجميع .
أمّا في ما يتعلّق بقضيّة المطران الحاج فعلينا وعلى الجميع والمهتمّين وللّذين اشرأبّت أعناقهم ليتحدّثوا عن العمالة نقول لهم على رسلكم لا يحملن أحد معه مختبرًا لتحليل الحمض الوطنيّ فكلّنا وطنيّون ومصطلح العمالة مصطلح خطير يحتاج إلى إعادة نظر بمطلقيه وقد أطلعنا صاحب الغبطة على أنّ الموجودين في فلسطين المحتلّة ليسوا موارنة فقط بل هم مختلط من النّاس من مختلف المناطق موجودون منذ ردح من الزّمن ".
وتابع الشّيخ الحراش: "في الدّائرة الإنسانيّة قد تعتبرونه خطأ ولا تريدون أن يقف أحد إلى جانب أحد وهل هذا تسطيح للعقل الإسرائيليّ في لجوئه إلى هذه الطّريقة لإيصال أمواله؟ هذا أمر سخيف! وأنا أقول من يكسر أحد جناحيه فلن يستطيع الطّيران ونحن نريد للمسيحيّين دائمًا أن يكونوا بخير لنكون نحن بخير والتّعرّض لبكركي هو أذيّة للمسيحيّين والمسلمين في الشّرق ولقد قلت لغبطته لقد تخطّيتم سايكس بيكو بهذه الشّموليّة الشّاملة وهذه الرّعاية الشّاملة للعرب على امتداد المساحة وإلى أنطاكية وسائر المشرق رعيّة متماسكة لن نقبل لأحد أن يؤذيها بشخص غبطة البطريرك ".
وأضاف: "في هذا السّياق بحثت مع غبطته أكثر من ملفّ وخاصّة في ما يتعلّق بملفّ النّازحين واللّجوء الفلسطينيّ وتحدّثت عن ملفّ شباب طرابلس الّذين غرّر بهم وزجّ بهم في ساحات العراق وأكّدت أنّ هناك غموض يلفّ هذا الموضوع وإن كنّا نمتلك معلومات دقيقة نقول بعدما راسلنا دار الافتاء العراقيّة لتسأل الأمن العراقيّ عن مصير هؤلاء الّذين نريدهم أحياء أو أمواتًا خصوصًا وأنّنا نملك الكثير من المعلومات عن الّذين نقلوهم بطرق غير شرعيّة وظروف غامضة وهذا الأمر موجّه لسيادة اللّواء عبّاس ابراهيم ليجيبنا عن هذا الملفّ عاجلاً كي لا نذهب به إلى الرّأيّ العامّ اللّبنانيّ، فطرابلس ليست قندهار ولا مأوى للإرهاب ومن أراد فعل ذلك فهو أراد أن يحرّف الأنظار إلى مدينة العلم والعلماء على أنّها مدينه للتّطرّف والإرهاب.
إنّني أدعو الجهتين المتفاهمتين في مار مخايل إلى البحث عن حلول للّبنانيّين في فلسطين المحتلّة وحسم هذه القضيّة بدل زجّ اللّبنانيّين واتّهامهم بالعمالة كسوق رائجة حيث تدعو الحاجة. كما وإلى حسم ملفّ الموقوفين الّذين ينتظرون على رصيف القضاء للبتّ في ملفّاتهم. وإنّنا نشجّع على المصالحة الوطنيّة الشّاملة من الخروج ممّا يتخبّط به لبنان."
البطريرك الرّاعي استقبل ظهرًا المحامي والمحلّل السّياسيّ جوزف أبو فاضل وعائلته وشقيقه المغترب البروفيسور ميشال أبو فاضل وعائلته. بعد اللّقاء قال الأستاذ جوزف أبو فاضل: "لا يوجد لدينا مطارنة عملاء. الحمدلله أنّ تاريخ الموارنة وكنيستهم معروف ولا عملاء في الكنيسة. وبالتّالي نحن جئنا لنضع أنفسنا بتصرّف سيّدنا لأنّه القلعة الوحيدة الباقية لوطن الأرز، وللّبنانيّين الشّرفاء. وغبطة البطريرك هو لكلّ الطّوائف ولكلّ لبنان. وإنّ ما قام به المطران موسى الحاج هو عمل إنسانيّ لا أكثر ولا أقلّ ولا يحمل التّأويل والتّفسير".