لبنان
29 تشرين الثاني 2023, 06:00

نشاط البطريرك الرّاعي لأمس الثّلاثاء في الصّرح البطريركيّ- بكركي

تيلي لوميار/ نورسات
إستقبل البطريرك المارونيّ الكاردينال مار بشارة بطرس الرّاعي قبل ظهر الثّلاثاء، في الصّرح البطريركيّ في بكركي، نائب رئيس حزب الكتائب اللّبنانيّة النّائب سليم الصّايغ يرافقه الوزير السّابق آلان حكيم.

الصّايغ قال بعد اللّقاء: "في ظلّ المستجدّات الكثيرة على مختلف الأصعدة، نستنجد برؤية غبطته ونتشارو حول المواضيع الّتي تهمّ المواطن اللّبنانيّ، واليوم هناك مواقف كبيرة ومهمّة تتّخذها بكركي ونحن نؤيّدها بشكل كامل، ومن أهمّ هذه المواقف رفض تحميل المسيحيّين تبعات عدم انتخاب رئيس للجمهوريّة. كما هناك اليوم إعادة الأولويّة إلى موضوع رئاسة الجمهوريّة، فالاهتمام الدّوليّ بلبنان والاستحقاق الرّئاسيّ ما زال قائمًا، وه​ذا مدخل حقيقيّ كي نستطيع أن نعالج كلّ المواضيع الأخرى المتعلّقة بحسن انتظام الحياة السّياسيّة. أمّا الهمّ الثّالث فهو أمنيّ ويتعلّق بالتّطوّرات على الحدود الجنوبيّة، فلبنان لا يجب أن ينجرّ إلى توسعة في هذه الحرب الحاصلة ولا يمكن لفريق لبنانيّ أن يتفرّد بقرار الحرب، وموقف بكركي واضح بالنّسبة للقضيّة الفلسطينيّة وما يهمّنا اليوم هو المحافظة على لبنان. في موضوع الاستحقاقات أيضًا هناك موضوع قائد الجيش والمحافظة على المؤسّسة العسكريّة، وموقفنا يتماهى بشكل كبير مع موقف البطريركيّة المارونيّة ونحن لا نوفّر أيّ فرصة للحفاظ على هذه المؤسّسة العسكريّة ورفض المسّ بها، ولا يجب القبول بهالرطقات الّتي تحصل اليوم على الجيش اللّبنانيّ، ووضعت غبطته في أجواء تصوّرنا لهذا الموضوع. كما سنلتقي مساء اليوم الموفد الفرنسيّ جان إيف لودريان ومعه سنبحث في النّقاط والمواضيع الّتي ذكرتها، وهذا الاهتمام الدّوليّ يجب أن يحثّ قوى المعارضة بشكل خاصّ على أن تُقدّم وتبادر لإزالة الحواجز وانتخاب رئيس للجمهوريّة اللّبنانيّة".

بعد الظّهر استقبل البطريرك وفدًا من إقليم كسروان الكتائبيّ برئاسة ميشال حكيّم، وأسف لعدم انتخاب رئيس للجمهوريّة بعد مرور أكثر من سنة على شغور سدّة الرّئاسة وتخوّف من مشروع لهدم الوطن بعد هدم مؤسّساته الواحدة تلو الاخرى ، كما جدّد البطريرك موقفه من عدم المسّ بقيادة الجيش. بدوره أكّد رئيس إقليم كسروان الكتائبيّ ميشال حكيّم الالتقاء مع مواقف الرّاعي.

ثمّ استقبل وفد الجبهة السّياديّة من أجل لبنان الّذي ضمّ النّوّاب أشرف ريفي كميل شمعون رازي الحاج، النّائب السّابق إدي أبي اللّمع، الوزير السّابق ريشارد قيومجيان، رئيس حركة التّغيير إيلي محفوض وعدد من الأعضاء.

بعد اللّقاء تحدّث ريفي باسم الوفد وقال: "إلتقينا كجبهة سياديّة من أجل لبنان، صاحب الغبطة، في هذا الصّرح الّذي نعتبره مرجعًا لكلّ اللّبنانيّين، وضمانة للسّيادة والعيش المشترك، وكما دائمًا، فإنّ اللّقاء مع صاحب الغبطة، يعزّز القناعات المشتركة، ويؤكّد على ثوابت لبنان، الّذي نريد له أن يستعيد دوره ومكانته الّتي يستحقّ."

وأضاف: "نعيش حربًا صعبة تؤثّر مباشرة على لبنان والمنطقة، إنّها الحرب على غزّة، الّتي أدّت إلى مأساة لا مثيل لها، والّتي تكاد أن تكون تكرارًا لنكبة عام ١٩٤٨ إنّ هذه الحرب مرفوضة بالكامل، ونعلن من هذا الصّرح تضامننا كلبنانيّين بدون تفرقة مع قضيّة الشّعب الفلسطينيّ، حتّى إقامة دولته المستقلّة والسّيّدة، كما جاء في قمّة بيروت العربيّة في العام ۲۰۰۲، وبما فيها القدس عاصمة الأديان السّماويّة الثّلاث، وعودة اللّاجئين، فشعب فلسطين يستحقّ العيش بكرامة وأمن وأمل ببناء مستقبل الأجيال."

وأردف: "إنّ دعم قضيّة هذا الشّعب المناضل، يتكامل مع أهدافنا الوطنيّة، في تأكيد سيادة لبنان ومنع تحوّله إلى ساحة للنّفوذ الإقليميّ، وحمايته من خطر الحرب إنّ أكثريّة اللّبنانيّين تؤمن بقضيّة الشّعب الفلسطينيّ وتدعمها، وتناضل في الوقت نفسه، لإفهام من لم يفهم بعد، بأنّ لبنان ليس ساحة، ولا هو ورقة على طاولة المساومات، وأنّ دماء أبنائه ومستقبل شعبه، ليس وسيلة لتعزيز النّفوذ الإقليميّ. وقال: على هؤلاء أن يفهموا أنّ لبنان ليس سلعة في البازار، كما عليهم أن يدركوا بأنّ مشروع الغلبة، وفائض القوّة، وادّعاء الانتصارات الوهميّة، لا مكان له لأن يصرف، في المعادلة الدّاخليّة اللّبنانيّة، جئنا لهذا الصّرح الّذي نعتبره لكلّ لبنان، كي نؤكّد مع غبطة البطريرك الرّاعي، على حماية لبنان، وعلى أنّ لبنان جزء من العالم العربيّ والعالم ولنؤكّد مع صاحب الغبطة على استعادة دولة القانون، وتطبيق الدّستور، والقرارات الدّوليّة، وتحديدًا القرارات ۱۷۰۱ و۱۹۸۰ و۱۵۵۹، ونعتبر أنّ لبنان يجب أن يبقى دائمًا تحت سقف قرارات الشّرعيّة الدّوليّ".  

وأضاف: "كما عبّرنا للبطريرك الرّاعي عن الشّكر العميق للمواقف الّتي اتّخذتها بكركي في موضوع قيادة الجيش فالخطط الخبيثة والتّخريبيّة والنّيرونيّة الّتي تريد أن تصل بالمؤسّسة العسكريّة إلى الفراغ، هي سلوك مدمّر ومستمرّ سنواجهه، فالمؤسّسة العسكريّة هي ضمانة الاستقرار الّذي عمل قائد الجيش العماد جوزيف عون على استتبابه من خلال إدارة حكيمة للجيش في أصعب ظرف يمكن أن تمرّ به المؤسّسة العسكريّة ولبنان، لذلك ندعو إلى التّمديد لقائد الجيش على رأس المؤسّسة، وإلى الامتناع عن القيام بأيّ خطوة تنتقص من صلاحيّات المواقع الدّستوريّة، وتهدّد الانتظام العامّ للمؤسّسات."

وإختتم: "إنّ لبنان أغلى من أن يترك قراره بيد جنديّ للنّفوذ الإقليميّ، أو السّمسار، واجبنا منع وضع اليد على المؤسّسات، واستعادة الدّولة الأسيرة، وسنؤدّي هذه المهمّة إلى النّهاية".