نشاط البطريرك الرّاعي لأمس الثّلاثاء- بكركي
بعد اللّقاء قال الوزير أبيض: "زرنا غبطة البطريرك الرّاعي للبحث في الوضع الصّحّيّ والوبائيّ، والكلّ يعلم أنّ المقدّرات الموجودة قليلة نسبة للحاجة الّتي يواجهها النّاس، إنّ على صعيد الاستشفاء أو الدّواء، ولكن الجهود الّتي تبذلها وزارة الصّحّة، الّتي هي بقدر الإمكان، تساعد النّاس على مواجهة الأعباء والمشاكل الصّحّيّة الّتي يعانون منها".
وأضاف أبيض: "أطلعت غبطته على وضع كورونا حيث اليوم نشهد أعدادًا مرتفعة، وعلى الرّغم من أنّها استقرّت، ولكن الرّقم اليوميّ ما زال مرتفعًا، ومن المتوقّع انحسار الأعداد قريبًا. كذلك تطرّقنا إلى موضوع الاستشفاء وإلى الحاجة الماسّة لأن تبقى المستشفيات في جهوزيّة تامّة وأن يتمّ تحضير أقسام إذا استدعى الأمر ذلك".
وإختتم: "تناولت مع غبطة البطريرك موضوع اللّقاح وأهمّيّته لأنّه يشكّل السّلاح الفعّال، فغالبيّة النّاس الملقّحين عوارضهم خفيفة، أمّا غير الملقّحين فهم يشكّلون الجزء الأكبر من الّذين يدخلون إلى المستشفى أو إلى العناية الفائقة، وقد تلقّينا الدّعم من صاحب الغبطة لمتابعة الجهود".
وردًّا على سؤال عن ضرورة فتح المستشفيات لاستقبال مرضى كورونا، قال أبيض: "هناك حاجة لفتح أقسام المستشفيات الخاصّة، وسيكون لنا لقاء مع القائمين عليها للاطّلاع على مشاكلهم، فوزارة الصّحّة فتحت مركز الطّوارىء في البيال وهو يستقبل عددًا كبيرًا من مرضى جبل لبنان وبيروت".
ثمّ استقبل البطريرك الرّاعي النّائب المستقيل ميشال معوّض، الّذي قال بعد اللّقاء: "لقائي اليوم مع غبطة البطريرك هو في الأساس للمعايدة ولو أتت متأخّرة بعض الشّيء بسبب الإصابة بكورونا، واللّقاء كان فرصة لمناقشة الأوضاع الرّاهنة وخطورتها على المستويات كافّة، السّياسيّة، السّياديّة والاقتصاديّة، ولقمة عيش اللّبنانيّين الّذين يعانون من الذّلّ والفقر، فقد أصبح واضحًا للجميع، أنّ المعركة الّتي نعيشها اليوم ليست معركة سياسيّة تقليديّة وأحجام وأحزاب، وليست مجرّد صراع تقليديّ إنّما معركة استعادة سيادة ومعركة هويّة وكيان ومعركة كرامة إنسان".
وتابع معوّض: "أنا مقتنع أنّ اللّبنانيّ لم يعد مغشوشًا، إنّما يدرك أنّ كلّ الرّهانات على الخارج والمعادلات الكبرى لن تعيد له لقمة عيشه، ويدرك أنّ الصّراعات بين القوى السّياسيّة الّتي تكبر قبل الانتخابات من أجل شدّ العصبيّات لن تعيد له لقمة العيش، فكلّنا ندرك أنّهم بعد الانتخابات سيدخلون إلى التّسويات الّتي أوصلتنا إلى ما نحن عليه اليوم".
وأضاف: "اللّبنانيّون جميعًا يدركون أنّ كلّ ما يحصل، من تعطيل الحكومة إلى عودتها، عمليّة ترقيع لن تعيد لهم لقمة عيشهم وأموالهم ولا مستقبلهم ولا أولادهم. وليحصل ذلك، علينا خوض معركتين، معركة استعادة سيادة بوجه سلاح "حزب الله" الّذي يمنع قيام دولة في الدّاخل، ويعزل لبنان عن الخارج ويربطه بمحور يواجه هويّته ومصالحه وعلاقته مع كلّ دول العالم، ومعركة تغيير جذريّ في وجه طبقة سياسيّة وصلت بفسادها ومصالحها إلى ما وصلنا إليه اليوم من ذلذ وتدمير وإفقار وقتل".
ثمّ قال معوّض: "هذه المعركة هي في الأساس سياسيّة وليست انتخابيّة، ولكن الأكيد أنّ الانتخابات فرصة للّبنانيّين ليترجموا في صندوق الاقتراع، خياراتهم ورغبتهم في التّغيير والانتفاضة واسترجاع كرامتهم ولقمة عيشهم وأموالهم، وهذه الفرصّة لا يجب إضاعتها، لأنّ إضاعتها ستكلّف كياننا ووجودنا في هذا البلد وعيشنا بكرامة على هذه الأرض. مسؤوليّة اللّبنانيّين أن يضعوا في الصّندوق ورقة تغيير وعلينا جميعًا تحمّلها كقوى سياديّة تغييريّة، سياسيّة، ثوريّة، عائلات، أحزاب، لأنّ الجمهوريّة الجديدة تضمّ الجميع وإذا توحّدنا وخضنا معركتنا يدًا بيد ننتصر على المنظومة، وإذا لم نتوحّد ستبقى الأمور على ما هي عليه اليوم".
وأنهى معوّض قائلاً: "ندائي اليوم هو لتوحيد قوى السّيادة والتّغيير تحت شعار واحد هو استعادة السّيادة وتغيير جذريّ وجوهريّ في وجه هذه المنظومة المكوّنة من ميليشيا مسلّحة ومن مافيا تسرق وتقتل الأمل عند اللّبنانيّين، وأيّ شعار آخر على أهمّيّته لا يفيد إلّا المنظومة الحاكمة".
وكان البطريرك الرّاعي قد استقبل الأباتي نعمة الله الهاشم، الدّكتور فادي أحمر، المحامي إبراهيم طرابلسي، روي عيسى الخوري ومارون أبو شرف، ووفد من بلدة حملايا.
ومساء التقى البطريرك الرّاعي وفدًا من معهد القدّيس يوسف- عينطورة برئاسة رئيس المعهد الأب عبدو عيد اللّعازاريّ الّذي ألقى كلمة باسم الوفد عرض فيها للواقع التّربويّ المرير الّذي نتج بفعل جائحة كورونا والأزمة الاقتصاديّة الخانقة، وأضاف متوجّها إلى غبطته: "نحن نؤيّدكم في جميع مواقفكم، ونتابع باهتمام تصريحاتكم، وندعمها مقتنعين بوعيكم ورجاحة منطقكم، وثقابة نظرتكم، وشعوركم العارم بالمسؤوليّة الدّينيّة والوطنيّة والإنسانيّة. ونحن نتوجّه إلى غبطتكم حاملين رسالة معهدنا العريق بتاريخه ومتطلّعين بقلق وخوف إلى مستقبل مؤسّسات التّربية والتّعليم في وطننا بعد أن هجره من خيرة شبابه الكثيرون، وهم مع من بقي في الوطن منهم، يتوقون إلى أدنى مقوّمات العيش الكريم، والعمل والعلم واحترام حقوقهم وكرامتهم."
وتابع الأب عيد: "نجدّد ثقتنا بكم، ونتطلّع اليوم إليكم ولنا ملء الثّقة والإيمان والرّجاء أنّه آن الأوان لتتابعوا صرختكم بصوت عظيم وتنتهروا رياح الهدم والتّهجير الّتي تعصف بلبناننا الحبيب... كلّ هذا والدّولة غائبة والخطر وجوديّ يهدّد مجتمعنا وقطاع التّربية في مدارسه الّتي خرّجت أدمغة لكلّ أقطار الأرض."
وإختتم: "معكم يتوجّه معهدنا إلى جميع المسؤولين عندنا لنقول: كفى تدميرًا، كفى تهجيرًا، كفى سرقة، كفى كذبًا... ونقول متّحدين معكم: نعم لاستعادة مجد لبنان من هذا الصّرح".