نشاط البطريرك الرّاعي لأمس الثّلاثاء- بكركي
ثمّ التقى السّفير التّركيّ في لبنان علي بارش أولوسوي الّذي أشار في زيارته البروتوكوليّة إلى "ضرورة وأهمّيّة توطيد العلاقات الثّنائيّة بين البلدين،" معربًا عن "استعداد تركيا الدّائم للتّعاون ومساعدة لبنان وشعبه."
بعدها استقبل وفد تكتّل الجمهوريّة القويّة برئاسة النّائبة ستريدا جعجع الّتي قالت بعد اللّقاء: "نعود اليوم إلى بكركي، ونحن لم نغادرها ولو للحظة واحدة قلبًا وروحًا وعقلاً. لقد جئنا لزيارة غبطة أبينا البطريرك الكاردينال مار بشارة بطرس الرّاعي الكلّيّ الطّوبى هنا في هذا الصّرح الوطنيّ التّاريخيّ لأنّنا ما اعتدنا سوى الوقوف دائمًا وأبدًا خلف اقتناعاتنا. هذا الصّرح أدّى، على مرّ الزّمان، أدوارًا وطنيّة أساسيّة حفرت في عمق التّاريخ اللّبنانيّ. لا بل أكثر من ذلك، لقد حدّدت مسار تاريخ هذا الوطن، وكان من شأنها ليس الحفاظ عليه فحسب، إنّما بلورة لبنان الكيان وطن الرّسالة بحسب البابا القدّيس يوحنّا بولس الثّاني. وهل ننسى تمسّك هذا الصّرح الوطنيّ في تسعينيّات القرن الماضي باتّفاق الطّائف بعد انتهاء الحرب الأهليّة؟ لقد التقينا، زملائي النّوّاب وأنا، صاحب الغبطة اليوم وعبّرنا له عن تأييدنا الكامل لكلّ ما يقوم به من مساع، وبشكل مستمرّ، من أجل محاولة إنقاذ لبنان ممّا يتخبّط فيه، وخصوصًا لناحية الصّرخة الّتي أطلقها من أجل رفع اليد عن الدّولة وتحريرها، ودعوته إلى الحياد. هذا الحياد الّذي لا إنقاذ للبنان إلّا عبره، فوطننا بلد صغير يقع وسط منطقة ملتهبة، وكان من غير الحكمة أبدًا زجّه في أتون نار هذه المنطقة وصراعاتها، الأمر الّذي أدّى إلى عزله تمامًا عن محيطه العربيّ وأصدقائه الدّوليّين. وساهم زجّ لبنان في الأتون الإقليميّ، إلى جانب الفساد المستشري وسوء إدارة الدّولة، في الوصول إلى الأزمة الاقتصاديّة المعيشيّة المستفْحلة في البلاد منذ عامين والّتي ينوء تحت ثقلها جميع المواطنين اللّبنانيّين أيًّا تكن انتماءاتهم ومن دون استثناء".
وأضافت: "أودّ أن أغتنم هذه الفرصة لأذكّر بأن 8 أشهر مرّت على جريمة انفجار مرفأ بيروت فهل يعقل ألّا تتوصّل بعد التّحقيقات المحلّيّة إلى أيّ نتيجة؟ لذا نجدّد التأّكيد أنّنا كحزب "القوّات اللّبنانيّة" لن نقبل أبدًا بأن تطوى صفحة هذا الانفجار بالتّمييع ومع مرور الزّمن، ونحن لا ثقة لدينا بهذه التّحقيقات المحلّيّة الجارية وهذا ما عبّرنا عنه منذ اللّحظة الأولى لوقوع تلك الجريمة النّكراء لأنّنا ندرك أنّها لن تصل إلى أيّ نتيجة في ظلّ تركيبة السّلطة القائمة. ولهذا السّبب حاولنا جاهدين وبكلّ ما أوتينا من قوّة، وقمنا بكلّ ما هو ممكن، من أجل الدّفع في اتّجاه لجنة تقصّي حقائق دوليّة في هذه الجريمة، ولن تكون آخر محاولاتنا العريضة النّيابيّة الّتي وقّعناها في تكتّل "الجمهوريّة القويّة" والّتي سلّمناها إلى مكتب الأمين العامّ للأمم المتّحدة لأنّنا مستمرّون في النّضال حتّى الوصول إلى الحقيقة".
وقالت: "أمّا بالنّسبة إلى ترسيم الحدود البحريّة، فموقفنا كحزب سياسيّ هو خلف موقف اللّجنة الفنّيّة التّقنيّة الرّسميّة في المؤسّسة العسكريّة المولجة بهذا الملفّ، وفي هذا المجال من الواجب تحصين مؤسّسة الجيش وتحييدها عن كلّ الصّراعات السّياسيّة والدّاخليّة ودعمها مادّيًّا ومعنويًّا".
وأضافت: "نحن ندرك أنّ ما من أمل مرجوّ من أيّ حكومة تشكّل في ظلّ هذه الأكثريّة الحاكمة اليوم، ولهذا السّبب نحن كـ"قوّات لبنانيّة" غير مهتمّين أبدًا بالتّأليف، لأنّه حتّى لو تشكّلت الحكومة فهي ستكون نسخة طبق الأصل عن الّتي سبقتها ما يعني أنّ أوضاع البلاد لن تتحسّن لأنّ الإصلاح الحقيقيّ ليس متاحًا مع هذه الأكثريّة الحاكمة".
وتابعت: "الحلّ هو بإعادة إنتاج السّلطة، من أجل رفع يد هذه الأكثريّة النّيابيّة عن البلاد بعد النّتائج الكارثيّة الّتي أوصلتنا إليها، الأمر الّذي سيفسح المجال أمام الأكثريّة الجديدة لتحقيق الإصلاح المطلوب، وبالتّالي الإنقاذ، ولا مجال لتحقيق كلّ ذلك سوى عبر الخطوة العمليّة الوحيدة المتاحة وهي الانتخابات النّيابيّة المبكرة. وسأغتنم هذه الفرصة اليوم، من هذا الصّرح لأوجّه نداء إلى تكتّل "لبنان القويّ" بأن يبادر إلى التّنسيق معنا في تكتّل "الجمهوريّة القويّة" من أجل أن نستقيل جميعًا من مجلس النّوّاب، الأمر الّذي من شأنه أن يفقد هذا المجلس ميثاقيّته وبالتّالي الذّهاب نحو انتخابات نيابيّة مبكرة".
وإختتمت جعجع: "على رغم كلّ هذه المصاعب الّتي نعيشها اليوم ونحاول مواجهتها في الوقت الرّاهن، أريد أن أوجّه نداء إلى جميع اللّبنانيّين لأطلب منهم ألّا يدعوا شيئًا يزعزع إيمانهم بوطنهم، ففي أوقات الصّعاب والمحن والأزمات علينا جميعًا أن نتجذّر أكثر في أرضنا ونتمسّك بها، وألّا نفقد الأمل. تاريخنا شاهد على أنّ لا شدّة تدوم وأنّ بعد كلّ ظلام نور. أقول هذا الكلام عن تجربة ومن باب شهادة حياة، لأنّنا كحزب سياسيّ مررنا بمواجهات صعبة وشاقّة. إضطهدنا واعتقلنا ونكّل بنا، لكنّنا حافظنا على إيماننا وانتصرنا. وهذا ما يجب علينا كلبنانيّين القيام به اليوم، لأنّه لا يمكننا الخروج ممّا نحن فيه من دون أن نتحلّى بالإيمان العميق والثّابت بوطننا".
وحول تجاوب تكتّل "لبنان القويّ" مع مبادرة الاستقالة من مجلس النّواب؟
أجابت جعجع: "نأمل أن يتجاوبوا مع هذه المبادرة، وكنّا أطلقنا مبادرة بعد انفجار المرفأ في اتّجاه "تيّار المستقبل" والحزب التّقدّميّ الاشتراكيّ للمبادرة إلى الاستقالة لتقصير ولاية المجلس وفرز سلطة سياسيّة جديدة في لبنان. ولسوء الحظ، لم تثمر جهودنا. واليوم تأتي هذه المبادرة في ظلّ الوضع الاقتصاديّ والماليّ المزري الّذي نعيشه. وأتمنّى أن يأخذ "التّيّار الوطنيّ الحرّ هذا الوضع في الاعتبار".
والتّطوّرات الّتي شهدتها بلدة حدشيت مؤخّرًا، قالت: "إنّ حدشيت بلدة عريقة واهلها شرفاء أوفياء مناضلون وقفوا دائمًا إلى جانب القضية الّتي يناضل من أجلها الدّكتور سمير جعجع، وقد سقط لهم شهداء: طوني وردان، طوني إيليّا، الياس صابات، وباخوس فرنسيس. الأصوات الّتي سمعناها أخيرًا لا تعبّر عن صوت الأكثريّة السّاحقة من أهلنا في حدشيت. وأعدهم بأنّنا سنحوّل حدشيت إلى معلم سياحيّ دينيّ عالميّ نحن وهذه الأكثريّة الصّامتة لتجذير أهلنا في هذه البلدة فنساهم بمردود اقتصاديّ لهم عبر تطبيق القانون في جبّة بشرّي. وسنفتتح المشاريع السّتّة في حدشيت كما افتتحنا العام الماضي المشاريع في بشرّي وبرقاشا وبزعون وحدث الجبّة. ليس بالصّدفة اليوم ما يقال عن وزراء "القوّات (اللّبنانيّة)" ونوّابها إنّهم نظيفو الكفّ ويطبّقون القانون، كيف إذا في بشرّي مسقط رأس الحكيم؟".