نشاط البطريرك الرّاعي لأمس الثّلاثاء- بكركي
ثمّ التقى البطريرك الرّاعي الوزير السّابق فيصل كرامة حيث جرى عرض للأوضاع في لبنان والمنطقة ولموضوع تشكيل الحكومة المتعثّر، وبعد اللّقاء اعلن كرامي: "إن زيارتي لصاحب الغبطة هي في السّياق الطّبيعيّ لما يجمعني من علاقات تاريخيّة مع غبطته ومع الصّرح، وتباحثنا في كلّ الأمور الاجتماعيّة والاقتصاديّة والإنمائيّة، وطبعًا تطرّقنا إلى الموضوع الأهمّ والأبرز وهو موضوع الحكومة، ونحن نقلنا لصاحب الغبطة صوت النّاس وهمومها ووجّهنا له تحيّة على مواقفه ومنها الإصرار على رأب الصّدع بين المتخاصمين في موضوع تأليف الحكومة في حين يجب أن يكونوا هم المنقذين، كذلك على موقفه من أوجاع النّاس والّذي نسمعه كلّ يوم أحد في العظة، كما حيّيناه على موقفه من الدّستور وصيغة العيش المشترك وعلى مبدأ التّفاهم والتّواصل بين رئيس الجمهوريّة ورئيس الحكومة المكلّف، لأنّنا جميعًا نشعر أنّ الوضع في خطر".
وأضاف كرامي: "نحن اليوم أمام مبادرة من الرّئيس برّي ونتمنّى أن لا تُعطى هذه المبادرة وقتًا طويلاً،، لأنّه وكما قلنا، أيّ حلّ في لبنان يجب أن يبدأ من حكومة تحظى بثقة النّاس والمجتمع الدّوليّ".
وعمّا إذا كان يُسوّق نفسه كبديل للرّئيس المكلّف سعد الحريري، وخصوصًا مع زياراته الملفتة لرئيس الجمهوريّة والسّفير السّعوديّ واليوم إلى بكركي، قال كرامي: "هذه نظريّة افتراضيّة، فاليوم هناك رئيس حكومة مكلّف ونتمنّى له النّجاح في تشكيل الحكومة، فأنا أعمل في السّياسة ومن الطّبيعيّ أن أزور الجميع وخاصّة من يسعى لإنقاذ البلد، فالدّولار اليوم لامس عتبة الأربعة عشرة ألف ليرة لبنانيّة وكلّ القطاعات تتداعى وتتهاوى وهذه مصيبة كبرى تستدعي الاتّصال بالجميع".
وعمّا إذا كان هناك رضى سعوديًّا قد يُمهّد طريق رئاسة الحكومة أمامه، أجاب كرامي: "أنا دُعيت ولبّيت، وهناك رضى وحبّ وودّ بيني وبين المملكة العربيّة السّعوديّة، وهناك قناعة أنّ للبنان مصلحة بالعلاقات السّليمة مع الدّول الشّقيقة وعلى رأسها المملكة العربيّة السّعوديّة".
بعدها استقبل الرّاعي العميد الرّكن النّائب شامل روكز الّذي قال بعد اللّقاء: "تشرّفت اليوم بزيارة غبطته وعرضت معه للأوضاع العامّة وللظّروف الّتي يمرّ بها المواطنون والبعيدة كلّ البعد عن بال المسؤولين. ووجّهت لغبطته دعوة للمشاركة في مؤتمر "لبنان وطني" الّذي سيُعقد يومي الجمعة والسّبت المقبلين في حريصا للبحث في حلول للمشاكل وخاصّة الثّغرات الدّستوريّة والمعاناة في تشكيل الحكومات، واللّامركزيّة الإداريّة الّتي لو وُجدت لكانت لعبت الدّور المناسب في إنماء المناطق اللّبنانيّة."
وتابع روكز: "وبالنّسبة للمؤتمر سيتمّ التّطرّق في خلاله إلى الاستراتيجيّة الدّفاعيّة الّتي يجب أن تكون نقطة قوّة للبنان، كذلك سياسة لبنان الخارجيّة الّتي تعاني من مشاكل منذ العام 1920 حتّى اليوم، والحلّ الوحيد لمعالجة هذه المشاكل هو تحييد لبنان عن التّجاذبات والصّراعات الّتي تؤثّر عليه وهذا ما طرحه ونادى به صاحب الغبطة ".
وعن مكمن العقدة الحكوميّة، قال روكز: "العقدة مشتركة وفيها شقّ شخصيّ وشقّ عامّ والطّاغي اليوم هو الشّقّ الشّخصيّ، ومن المعيب أن تتمّ عرقلة الحكومة بسبب من سيسمّي وزيرين أو من سيعيّنهم، بينما النّاس تعاني على الأصعدة كافّة، والشّباب اللّبنانيّ يهاجر، وبرأيي هناك فرق شاسع بين الشّجاعة والعناد، وأتمنّى أن يتحلّى الطّرفان بالشّجاعة وأن يتخلّوا عن العناد".
وعن دعوة صاحب الغبطة لحكومة أقطاب في ظلّ تأزّم الأوضاع، أشار روكز: "مع احترامي الكامل لرأي غبطته، ولكن الأقطاب هم من أوصلوا البلاد إلى ما هي عليه اليوم، وبالتّالي لن يتمكّنوا من إنقاذ لبنان، المطلوب نوعيّة ناس مختلفة تتحلّى بالرّؤية والشّجاعة".