نشاط البطريرك الرّاعي لأمس الثّلاثاء- الدّيمان
وبعد اللّقاء تحدّث النّائب أبي اللّمع بإسم الوفد وقال: "جئنا اليوم موفدين من الدّكتور سمير جعجع لتأكيد دعمنا للبطريركيّة ولأبينا البطريرك الرّاعي، ولنجدّد له وقوفنا إلى جانبه وبطروحاته الّتي تثبت الأيّام صوابيّتها إن لجهة الحياد الإيجابيّ للبنان أو لجهة إصراره على التّمسّك بالدّستور والميثاق ووثيقة الوفاق الوطنيّ والعودة إليهم نصًّا وروحًا في مختلف الأزمات والخلافات السّياسيّة الّتي تطرأ، لأنّ عمليّة خلق أعراف غير موجودة أساسًا كالتّمسّك بحقائب وزاريّة غير منصوص عنها في الدّستور أصلاً لا يمكن التّفرّد بها من دون اعتراف الآخرين. ونشدّ على أيادي غبطته في ما يقوله عن ضرورة أن تلتفّ المكوّنات اللّبنانيّة حول بعضها من دون أن يتغلّب فريق على آخر لأنّ قدرنا أن نعيش مع بعضنا في الأفراح والأتراح، فلبنان وطننا وطن الحرّيّة ولا قيمة للإنسان من دونها. ولن نرضى نحن الّذين دفعنا أثمانًا كبيرة في سبيلها أن نخسرها وسنقوم بكلّ التّضحيات اللّازمة للحفاظ عليها."
البطريرك الرّاعي استقبل نقيب المحامين في الشّمال محمّد المراد مع وفد من النّقباء السّابقين ضمّ الوزير السّابق رشيد درباس، أنطوان عيروت، بسّام الدّاية، ميشال خوري وعضوي النّقابة ريمون خطّار ونشأت فتّال.
وقد أكّد النّقيب مراد للبطريرك على تأييد طرحه للحياد النّاشط وكافّة مواقفه الوطنيّة، وقال بعد اللّقاء: "الزّيارة لهذا الصّرح تقليديّة، خلال وجود البطريرك في الدّيمان، مع وفد من النّقباء وأعضاء مجلس النّقابة في الشّمال، والحديث مع غبطته كما العادة ودّيًّا وصريحًا، ونحن كنقابة محامين، نؤمن بالدّستور، ليس من باب الإيمان والاعتقاد فقط، بل من باب الدّفاع. ومطالبة البطريرك وتمسّكه بالدّستور ووثيقة الوفاق الوطنيّ، العامود الفقريّ لكيان لبنان، لأنّه الباب للدّفاع عن لبنان وكيانه ومؤسّساته الدّستوريّة، وفي هذا السّياق نحن نعلم أنّ هناك صراعات تناحريّة في المنطقة، من شأنها أن ترتدّ سلبًا على لبنان والوضع فيه، ونرى اليوم ما يحصل بصورة واضحة لذا فإنّ فكرة الحياد هي فكرة جوهريّة للحياد عن هذه الصّراعات كي لا تعود بالشّرّ والخراب على لبنان. ومن هنا رفع غبطته الصّوت عاليًا من باب حرصه على لبنان وهو الّذي ينادي بالكلمة الجامعة ووحدة اللّبنانيّين. وبهذا يجب علينا جميعًا كلبنانيّين أن نتحمّل المسؤوليّة في هذا الاتّجاه. وقد عرضنا مع غبطته موضوع المبادرة الفرنسيّة الّتي أطلقها الرّئيس ماكرون والّتي أجمع اللّبنانيّون على أنّها الفرصة الأخيرة لإنقاذ لبنان وعدم الالتزام بهذه المبادرة يعني الدّخول إلى المجهول. ونشكر الرّئيس ماكرون لأنّه عاد والتقط من جديد المبادرة لعلّها تنقذ لبنان. وبالتّالي نحن ذاهبون إلى مرحلة صعبة أكّد عليها البطريرك كما أكّد أنّ خلاص لبنان هو بوحدته والتّمسّك بدستوره والذّهاب إلى الحياة على قاعدة منع الضّرر عن لبنان."
وعن موضوع الحياد في ظلّ العداء مع إسرائيل أكّد النّقيب مراد: "إنّ ما من نقاش حول هذا الموضوع فالعداء لإسرائيل أمر نهائيّ بالنّسبة لكلّ اللّبنانيّين وهي الّتي تشكّل الضّرر على لبنان وعندما لا تذكر في كلّ خطاب العداوة معها فهذا لا يعني الخروج عن الإيمان والقناعات بنهائيّة العداء مع إسرائيل بالنّسبة للمسيحيّين كما جميع اللّبنانيّين."
البطريرك الرّاعي التقى أيضًا رئيس بلديّة أميون السّابق غسّان كرم الّذي عرض للبطريرك موضوع حادثة كفتون وضرورة تعزيز الأمن بعد الحوادث الأمنيّة الأخيرة، وأكّد على دعم مواقف البطريرك الوطنيّة لاسيّما لجهة حياد لبنان متمنّيًا أن يكون عاملاً لجمع اللّبنانيّين وليس لتفرقتهم.