نشاط البطريرك الرّاعي لأمس الأربعاء في بكركي
أشار الحوّاط بعد اللّقاء إلى وجود "اهتمام دوليّ كبير بلبنان، وعلى الدّولة والحكومة اللّبنانيّة مواكبته، لكي يبقى لبنان على سلّم أولويّات العالم، فنضعه على السّكّة الصّحيحة مع وجود فرصة كبيرة جدًّا يجب عدم إضاعتها"، لافتًا إلى "موضوع سلاح حزب الله الأساسيّ على طاولة المفاوضات الجارية، وعلى الحزب أن يعي أنّ المرحلة الجديدة يجب أن تكون مرحلة تواصل وإعادة وضع خريطة حقيقيّة وواضحة لتسليم هذا السّلاح، الّذي لم يخدم الأرض والشّعب وقيادات الحزب وعناصره ولم يحمهم وأيضًا. لم يحم الجنوب، لا بل أتى باحتلال جديد للجنوب، وبالتّالي على الحزب أن يسلّم سلاحه إلى الجيش وأن نقف جميعًا وراء الجيش من أجل حماية لبنان".
وتابع: "نسأل ما هي مهمّة ودور هذا السّلاح في شمال اللّيطاني، وإذا كان دوره في جنوب اللّيطاني حماية الحدود الّتي لم يتمكّن من حمايتها، وكان أن احتلّ الإسرائيليّ جنوب اللّيطاني. هذا السّلاح هو لتقويض وترهيب اللّبنانيّين بهدف إتمام الانتخابات في المناطق وإخضاع باقي المكوّنات اللّبنانيّة. على حزب الله أن يعرف أنّ هذا السّلاح يجب أن يسلّم إلى الدّولة اللّبنانيّة في أسرع وقت ممكن وأن يصبح الحزب حزبًا سياسيًّا كما باقي المكوّنات اللّبنانيّة ويعتمد سياسة "لبنان أوّلًا" وألّا يكون مرتبطًا بأجندة إيرانيّة لم تقدّم للبنان ولحزب الله تحديدًا إلا الويلات، وبالتّالي يصبح مثل باقي الأحزاب ونتواصل معه كونه حزبًا لبنانيًّا ".
وعن الانتخابات المرتقبة، قال: "لم يعد باستطاعة الرّئيس برّي التّعاطي بمزاجيّة وبالمصالح الشّخصيّة، إنّه رئيس لمجلس النّوّاب وليس رئيسًا لحزب سياسيّ أو لفريق أو لمحور ممانعة معيّن. اليوم طريقة تعاطيه تعتبر تخطّ فاضح للدّستور وللنّظام الدّاخليّ للمجلس النّيابيّ الّذي يلزمه، أوّلًا إدراج اقتراح القانون الموقّع من قبل أكثريّة أعضاء المجلس من أجل تعديل قانون الانتخابات وكان اقتراحًا معجّلًا مكرّرًا ولم يدرجه على أوّل جلسة من تاريخ تقديمه. ثانيًا الحكومة، قدّمت مشروعًا معجّلًا إلى المجلس النّيابيّ ولم يدرجه أيضًا لا بل أرسله إلى اللّجان وحتّى لو أرسله إلى اللّجان هناك مهلة الـ15 يومًا من تاريخ ورود هذا المشروع القانونيّ المعجّل إلى مجلس النّوّاب حيث وصل بتاريخ ٢٨/١١، وبالتّالي انتهت مهلة الـ١٥ يومًا والرّئيس برّي لم يدرجه على جلسة الهيئة العامّة، وبالتّالي فإنّه يتعاطى بمزاجيّة وبمصلحة شخصيّة تجاه المحور السّياسيّ الّذي ينتمي إليه. وانطلاقًا من هذا قرّرنا مقاطعة جلسة يوم غد، لأنّها تتضمّن مخالفة قانونيّة كبيرة ودستوريّة واستخفافًا بقرار أكثريّة النّوّاب والحكومة".
وتابع: "لن نقبل بتأخير الانتخابات. ونحن كفريق سياسيّ وكتكتّل الجمهوريّة القويّة وكقوّات لبنانيّة سنمارس الضّغط حتّى النّهاية من أجل إجراء الانتخابات في موعدها، ونحن نقول إنّه ما من داع للتّأجيل واحترام المواعيد الدّستوريّة هي من صلب الحياة السّياسيّة الصّحيحة في البلد".
وعن تأمين نصاب الجلسة دعا حوّاط النّوّاب إلى "تحمّل مسؤوليّة ضرب الحياة الدّيمقراطيّة في البلد، وتحمّل مسؤوليّة عدم تصويت الاغتراب الّذي هو شريك أساسيّ في الحياة السّياسيّة وغير السّياسيّة اللّبنانيّة. وعلى النّوّاب المشاركين في جلسة الغد أن يتحمّلوا أمام التّاريخ مخالفات الرّئيس برّي ".
وإختتم حوّاط: "إنّ أوّل خطوة في بناء الدّولة الحقيقيّة هي تسليم سلاح حزب الله، ثانيًا البدء بالإصلاحات، وثالثًا عودة ثقة اللّبنانيّين أوّلًا بدولتهم وثانيًا عودة ثقة المجتمع الدّوليّ والعربيّ بالدّولة اللّبنانيّة، وهذه مسلّمات أساسيّة من أجل بناء الدّولة. وسيّدنا حريص على هذه المسلّمات وعلى الحياة السّياسيّة والبرلمانيّة والدّيموقراطيّة في البلد، وحريص أيضًا على إجراء الاستحقاقات الدّستوريّة في مواعيدها الحقيقيّة."
ثمّ التقى رئيس الرّابطة الخيريّة الإسلاميّة العلويّة الشّيخ علي عاصي على رأس وفد إداريّ قدّم التّهاني بالأعياد المقبلة مثنيًا على "دور البطريرك الرّاعي في نشر كلمة السّلام والوحدة" ومعبرًا عن "تقدير لهذا الصّرح البطريركيّ الوطنيّ الّذي لم يعرف إلّا المحبّة الّتي جمعت أبناء الوطن من دون استثناء."
وبعد الظّهر التقى الرّاعي وزير الإعلام المحامي د. بول مرقص الّذي قدم التّهاني بالأعياد وقال: "لقد أتينا لالتماس البركة كالعادة وبمناسبة الأعياد ولوضع غبطته في تفاصيل الجهود وراء التّغطية الإعلاميّة لزيارة قداسة البابا لاون للبنان. غبطته شكر الإعلام الرّسميّ لاسيّما تلفزيون لبنان والوكالة الوطنيّة للإعلام وإذاعة لبنان والإعلام الخاصّ على هذه التّغطية."
وتابع: "كما عرضت على صاحب الغبطة ظروف عمل وزارة الإعلام والأعمال والجهود الّتي نقوم بها. وإستطلع غبطته جديد قانون الإعلام الّذي بلغ مراحله الأخيرة وأصبح أمام الهيئة العامّة لمجلس النّوّاب وينتظر إقراره، الأمر الّذي من شأنه تعزيز الإعلام اللّبنانيّ بسبب عدم وجود قانون عصريّ حديث للإعلام في لبنان. فطلبنا بركته من أجل إقرار هذا القانون في الهيئة العامّة. كما أطلعنا غبطته على صورة النّهضة الّتي بدأت على صعيد تلفزيون لبنان بعد تعيين رئيس ومجلس إدارة جديدين، والتّطوّر الّذي لحق بالأرشيف الوطنيّ، هذا الكنز الوطنيّ والعربيّ الّذي يمكن الاستفادة منه لاسيّما بعد تنظيمه مادّيًّا ورقمنته ليتمّ استثماره بشكل آمن وسليم."
وفي ردّه على سؤال جدد مرقص القول إنّ "قانون الإعلام الجديد يرعى عمل المواقع الإلكترونيّة وأيّ أمر ممكن أن يكون مستجدًّا ويقع خارج إطار القوانين التّقليديّة المعروفة والّتي عند صدورها لم يكن الإعلام الإلكترونيّ منظّمًا آنذاك."
ومن زوّار الصّرح البطريركيّ مدير عامّ وزارة الزّراعة المهندس لويس لحّود في زيارة التماس البركة.
