لبنان
28 تشرين الأول 2021, 05:00

نشاط البطريرك الرّاعي لأمس الأربعاء في بكركي

تيلي لوميار/ نورسات
إستقبل البطريرك المارونيّ الكاردينال مار بشارة بطرس الرّاعي قبل ظهر أمس الأربعاء، في الصّرح البطريركيّ في بكركي، النّائب فريد هيكل الخازن وتناول معه المستجدّات السّياسيّة والاقتصاديّة والأمنيّة والمبادرة الأخيرة الّتي أطلقها والهادفة لجمع الشّمل المسيحيّ.

وبعد اللّقاء، قال الخازن: "إلتقينا صاحب الغبطة اليوم في هذا الظّرف الصّعب الّذي يمرّ به البلد، حيث وصل الشّعب برمّته إلى ما دون الحاجة الأساسيّة الّتي تؤمّن له مستلزماته، وقد ضرب القطاع المصرفيّ والبنك المركزيّ والاقتصاد، ولقمة العيش غير متوفّرة عند النّاس، وهذا الوضع المزري لم يصل إليه لبنان سابقًا".  

أضاف الخازن: "إضافة إلى كلّ هذه المشاكل الّتي مرّ بها البلد، نصل بانحدار الأزمة السّياسيّة والاقتصاديّة والمعيشيّة إلى الشّارع ليس بشكل سلميّ بحيث شهدنا دماء، وانطلاقًا من هنا، أحيّي الصّوت الصّارخ الّذي تطلقه اليوم البطريركيّة المارونيّة، والّذي يهدف إلى جمع الشّمل وإعادة اللّحمة الوطنيّة ويهدف إلى إعادة تصويب الأمور وإعادة ردّ الصّراع السّياسيّ في البلد إلى إطار المؤسّسات والعمل الدّيمقراطيّ السّليم."

وأعرب الخازن عن ارتياحه للجولة الّتي قام بها البطريرك الرّاعي على المسؤولين السّياسيّين أمس وقال: "اطّلعت من غبطة البطريرك الرّاعي على جولته بالأمس وارتحت لكونه تمكّن من التّوصّل إلى مخرج لهذه الأزمة، مخرج قانونيّ ودستوريّ، مخرج يقدر أن ينقل البلد من جحيم النّار إلى برّ الأمان ويأخذ البلد خلال الأشهر السّتّة المقبلة إلى الانتخابات النّيابيّة الّتي تحدّد الأحجام السّياسيّة في البلد والمعادلة السّياسيّة والتّوازنات السّياسيّة الّتي ستحكم البلد في المرحلة المستقبليّة."

وتابع الخازن: "أطلقت مبادرة قبل أسبوع لأنّ الجوّ المسيحيّ في لبنان الّذي هو جزء من الجوّ الوطنيّ، وصل إلى حدّ القطيعة بين القادة المسيحيّين ووصلت الخلافات السّياسيّة إلى حدّ الشّتيمة كما يقول غبطته، ففي ظلّ هذا الظّرف الصّعب الّذي نمرّ به، لا يمكن أن يبقى المسيحيّون بلا حوار أو لقاء أو تواصل أو اتّصال هاتفيّ حتّى، من هنا ستقوم البطريركيّة المارونيّة بتحرّك في المرحلة المستقبليّة لجمع الشّمل ولجمع هؤلاء القادة تحت سقف بكركي وتحت سقف غبطة البطريرك والهدف الوحيد أن يحافظ كلّ منهم على موقفه السّياسيّ وتموضعه السّياسيّ ولكن الحدود هي عدم السّماح لانفلات الوضع في لبنان باتّجاه الأمن والدّمّ والشّارع الّذي يمكن أن يوصل البلد واللّبنانيّين عمومًا مسلمين ومسيحيّين إلى مكان لا أحد يريد الوصول إليه."  

وتابع الخازن: "سنبدأ نحن وغبطة البطريرك في الأيّام المقبلة بالمبادرة وسنرى كيفيّة التّواصل مع القادة المسيحيّين الأساسيّين الدّكتور سمير جعجع والوزير جبران باسيل والوزير سليمان فرنجيّة والشّيخ سامي الجميّل لإيجاد قواسم مشتركة، والحدّ الأدنى لحماية لبنان من الانزلاق باتّجاهات لا أحد يريدها، على غرار ما فعله إخواننا الدّروز حيث اجتمعوا بمعزل عن تبايناتهم السّياسيّة والخصومات السّياسيّة والعدوات السّياسيّة من أجل حماية وضعهم ومجتمعهم، كما بكركي الّتي لا يمنع أن تكون الجامعة لكلّ اللّبنانيّين وتحديدًا المسيحيّين على أن يؤسّس ذلك لحوار وطنيّ عامّ يحمي البلد من الانزلاق، وما بدأه غبطة الرّاعي يصبّ في الإطار نفسه.  

وأضاف الخازن ردًّا على سؤال حول مبادرته، وإن كانت تصبّ في إطار الانتخابات النّيابيّة، قائلاً: "ليس لهذه المبادرة أيّ علاقة بالانتخابات، ولكن لا يمكن أن تبقى القيادات المسيحيّة في حالة عداوة فهذا أمر غير مقبول، يجب وضع ورقة عمل لحماية الوضع والبلد والمجتمع من الانزلاق باتّجاه أيّ محظور أمنيّ أو في الشّارع، لأنّ ما وصلنا إليه اليوم باستدعاء جعجع والّتي أنا ضدّه بكلّ حزم لأنّني عشت مرارة التّسعينيّات."

ثمّ استقبل البطريرك وفدًا من المحامين المستقلّين ضمّ المحامين روي عيسى الخوري، مارون بو شرف، ويوسف الهراوي، في زيارة روتينيّة جرى خلالها عرض للأوضاع العامّة.

وبعد الظّهر استقبل وفدًا من الجبهة السّياديّة من أجل لبنان، عرضت للأوضاع الأخيرة وجدّدت الدّعم للبطريرك ووضعته في أجواء المشاريع المستقبليّة.

وبعد اللّقاء تحدّث كميل دوري شمعون بإسم الوفد وقال: "أتينا اليوم كجبهة سياديّة من أجل لبنان للحديث عن أهمّيّة ملفّ القضاء اللّبنانيّ وأهمّيّة استمرار القاضي بيطار في عمله على الرّغم من الضّغوطات الّتي تُمارس والّتي نستنكرها، ونطالب بفصل السّلطات في لبنان وأن يبقى القانون مُحترمًا من الجميع، فنحن نعمل من أجل مصلحة كلّ الشّعب اللّبنانيّ ولسنا طرفًا بل نحن مع كلّ اللّبنانيّين".

وبدوره استنكر رئيس حزب حركة التّغيير إيلي محفوض الاعتداء الّذي حصل على أهالي عين الرّمّانة ولفت إلى السّابقة المتمثّلة برفع دعوى ضدّ السّيّد حسن نصرالله، وشدّد على ضرورة قيام دولة القانون والمؤسّسات، وبأن تُطبّق على الجميع بالتّساوي، واعتبر أنّ استدعاء الدّكتور سمير جعجع كونه رئيس حزب مسيحيّ، هو أمر مُستهجن ومُعيب.

ومن ثمّ استقبل البطريرك وفدًا من الرّابطة المارونيّة ضمّ رئيس الرّابطة نعمة الله أبي نصر، رئيس لجنة الانتشار جو خوري، ومقرّر لجنة الانتشار نبيل كرم، والمهندس أنطوان الحصري ممثّل الرّابطة المارونيّة في أميركا، وعرض الوفد مع الرّاعي لنشاطات الرّابطة في أميركا.