نشاط البطريرك الرّاعي لأمس الأربعاء- بكركي
"في الحقيقة نقول إنّ الحالة مزرية. وأنا أودّ التّحدّث بلسان النّاس الّذين يقولون للمسؤولين "عيب". من العيب القول عن لبنان إنّه لبنان الرّسالة، ومركز حوار الحضارات والـ6 آلاف سنة، وقد تمّ تصنيفنا على أنّنا أفشل عالم من النّواحي كافّة."
وتابع: "عيب أن لا تتأمّن لقمة الفقير وأن لا يتأمّن القسط الدّراسيّ للتّلميذ وأن لا يتمكّن المريض من أخذ الدّواء. لا يمكننا التّغنّي بعد اليوم بشبابنا اللّبنانيّ الّذي يهاجر. من المعيب أنّ المسؤولين يتحدّثون عن الاستراتيجيّة الدّفاعيّة منذ الـ2006 والسّلاح غير الشّرعيّ لكي نصل اليوم إلى وقت نهدّد فيه بالحرب الأهليّة وبفرض القوّة. من المعيب أن لا نتمكّن من معالجة مشكلة السّلاح، فلم يعد هناك من لزوم للاستراتيجيّة الدّفاعيّة لأنّها يجب أن تكون اليوم عبارة عن جدول زمنيّ للتّخلّي عن السّلاح غير الشّرعيّ وحصر السّلاح بيد الدّولة في مدّة لا تتجاوز الـ6 أشهر أو السّنة، وإلّا ما من خلاص للبنان. من المعيب أن لا نعرف قراءة ما ورد في الدّستور بعد وصاية وحرب على مدى 20 سنة وأن لا نتمكّن من تفسير نصوصه وتطبيقها، وأن لا نعرف ما هي الشّراكة أو الشّركة والمحبّة كما يقول البطريرك الرّاعي. عيب أن نتقاسم الحصص وندافع عن حقوق طوائف وهميّة تسافر وتهاجر بعيدًا عن لبنان. وحتّى السّاعة لم تظهر أمّ الصّبيّ. من المؤكّد أنّه أمر معيب. عيب القول إنّ الحياد هو عمالة وأن نرفض المؤتمر الدّوليّ ونحن لا نقوم بأيّ عمل هذا هو العيب."
وأنهى سليمان: "العيب أن نضع لبنان ورقة غبّ الطّلب من أجل الحلول الدّوليّة والإقليميّة سواء كان الأمر يتعلّق بملفّ نوويّ أو بأيّ ملفّ آخر. كلّ الدّول تتسلّى بنا وتفرض عقوبات على الشّخصيّات اللّبنانيّة، منذ متى يحدث هذا الأمر. سواء كانت أوروبا أم أميركا أم الخليج الكلّ يمسك ملفًّا ويريد فرض العقوبات. هل هذا هو لبنان المنتشر حول العالم. عيب علينا. الشّعب "مستحي" وأنا لا أريد القول إنّ "اللّي استحوا ماتوا".
بعدها التقى البطريرك الرّاعي عضو تكتّل لبنان القويّ النّائب فريد البستاني وكان عرض للأوضاع العامّة وتركيز على موضوع تشكيل الحكومة والأزمات المعيشيّة. وأشار البستاني إلى أنّ اللّقاء تمحور حول "الأوضاع المعيشيّة المأساويّة الّتي يعيشها اللّبنانيّون، وشعرت بمدى تفهّم غبطته للأوضاع واستمعت إلى توجيهاته في هذا الصّدد وسأنقل رأيه الرّاجح دائمًا إلى المسؤولين. أنا أعتبر أنّ موضوع تشكيل الحكومة هو أولويّة وأتمنّى أن يكون هناك تغيير في المنهجيّة المُتّبعة من قِبل فخامة رئيس الجمهوريّة والرّئيس المكلّف كي نصل إلى تفاهم في المضمون وليس في الشّكل فقط".
وأعلن البستاني أنّ: "رأي صاحب الغبطة في هذا الوقت هو ضرورة الانفتاح والتّسوية إذا أمكن، وأنّه عند تعذّر هذا الأمر لا بدّ من تغيير العقليّة أو الذّهنيّة في ما يتعلّق بمسألة تركيب الحكومة مع الاحترام التّامّ لموقع رئاسة الجمهوريّة وموقع الرّئيس المكلّف".
وإستقبل البطريرك المارونيّ سفير لبنان في قبرص يوسف صدقة، ثمّ أمين عامّ حزب الكتلة الوطنيّة اللّبنانيّة بيار عيسى على رأس وفد، في زيارة تأييد ودعم لمواقف البطريرك الرّاعي. وسلّمه الوفد كتابًا يتضمّن رأي وموقف الكتلة من موضوعي الحياد والمؤتمر الدّوليّ من أجل لبنان.
وإعتبر عيسى بعد اللّقاء أنّ مواقف البطريرك المتعلّقة بالحياد والمؤتمر الدّوليّ هي مواقف تاريخيّة، وقال:
"إنّ ما نعيشه اليوم لم يعد يُحتمل، كنّا نتكلّم عن الجرائم والفساد. فأحزاب الطّوائف المتحكّمين والحاكمين منذ 45 عامًا من خلال الميليشيات والطّائفيّة والزّبائنيّة سرقوا البلد وما زالوا يقتلون المواطنين كمشهد الرّابع من آب. وبعد مشهد الأمس، بات المواطن اليوم يريد شنق نفسه من دون لجوء المسؤولين إلى ذلك لقتله".
وتابع: "هذا بالنّسبة للاحتلال الدّاخليّ. صحيح أنّ الاحتلال الخارجيّ يدمّر البنية التّحتيّة ولكن دمّروها هم. الاحتلال الخارجيّ يسرق ثروات المواطن، هم لم يتركوا شيئًا من ثرواته. يسرقون المواطنين في المصارف. يقتلون المدنيّين. فلا فرق بين الاحتلال الخارجيّ والاحتلال الدّاخليّ الّذي نشهده من السّياسيّين. وما يحصل اليوم مقاومة داخليّة وطنيّة وأبلغنا البطريرك أنّنا سنكمل والحقّ لا يضيع والكتلة كانت وستبقى تقاوم للوصول إلى برّ الأمان."