لبنان
15 كانون الثاني 2016, 15:59

نشاط البطريرك الراعي في بكركي - الجمعة 15 كانون الثاني 2016

إستقبل غبطة البطريرك الكردينال مار بشارة بطرس الراعي، قبل ظهر اليوم في الصّرح البطريركي في بكركي، وفداً من الكنيسة القبطيّة الأرثوذكسيّة برئاسة الأب لويس الأورشليمي رئيس الطّائفة القبطيّة في لبنان وسوريا، يرافقه المحامي عبدالله مسلّم ومساعد قداسة البابا في العلاقة مع كنيسة الشّرق الأوسط الدّكتور جرجس ابراهيم صالح، في "زيارة شكر للبطريرك الراعي على زيارته التّاريخيّة إلى مصر، حاملين لغبطته تحيّة البابا تواضرس، وللإعداد للجمعية العامة لمجلس كنائس الشرق الأوسط" وأوضح الدّكتور صالح باسم الوفد، "انّ هناك علاقة محبّة كبيرة تربط الكنيسة القبطيّة الأرثوذكسيّة بالكنيسة المارونيّة.

وقد تميزت زيارة غبطته لمصر بلقاء الرّئيس المصريّ عبد الفتّاح السّيسي والإمام الدكتور أحمد الطيب وقداسة البابا تواضروس الثاني. وأشار صالح، الى "أنّ ما يقوم به البطريرك الراعي مع البطاركة الآخرين يشكّل جزءاً ممّا يقومون به في المجمع المسكوني من تقارب بين الكنائس، وطبعاً أكبر كنيستَيْن في الشّرق هما الكنيسة القبطيّة الأرثوذكسيّة في مصر والكنيسة المارونيّة، والبطريرك الراعي وهو رئيس مجلس البطاركة والمطارنة الكاثوليك. وعندما تكون العلاقة قويّة بين هاتين الكنيستَيْن، ينعكس إيجابا على وضع المسيحيّين في الشّرق، إيماناً بصوت مسيحيّ واحد يعبّر عن القضايا ويُظهر للشّريك الآخر في الوطن، أي للمسلم الوحدة بين المسيحيين."
وختم صالح: "إلتمسنا من صاحب الغبطة كلّ محبّة ودعم، ونهنّئ الكنيسة المارونيّة وعلى رأسها البطريرك الراعي، لما يتمتّع من روح مسكونيّة، والحقيقة أنّ العمل المسكوني يكمن في حوار المحبة، وفي التّقارب ما بين الكنائس. والبابا تواضرس يعبّر عن المحبّة بين كنائس الشّرق الأوسط، وهي رسالة إيجابيّة بالنّسبة للغرب. ونحن نسعى في الأشهر القليلة المقبلة أن يكون هناك اجتماع لرؤساء الكنائس الشرّقيّة للنّظر في شؤون مسيحيي الشّرق."
واستقبل غبطته امين عام مجلس كنائس الشرق الاوسط الاب ميشال الجلخ، الأب حنون أندراوس المرسل اللبناني الماروني، الذي يقوم حاليّاً بخدمة كنسية وراعوية في أسونسيون عاصمة البراغواي في أميركا الجنوبيّة، وقد زوّد غبطته بمعلومات جديدة عن الجالية المارونية هناك، وعن الأوضاع المعيشية للسكان والفيضان المائي الحاصل بسبب إرتفاع مستوى مياه النّهر إلى ما فوق ال8 أمتار، ما تسبّب بنزوح الآلف ومنهم من يعيش في الشّوارع والخيم والأكواخ، والذي غطى حوالي 20% من معالم المدينة، وذلك بسبب التغيّرات المناخيّة."
وأوضح الأب حنون أنّه تمّ إنشاء كنيسة للقدّيس شربل ومركزاً للرّسالة في البراغواي، فضلاً عن النّشاطات الإجتماعيّة والرّاعويّة مع الجاليّة اللّبنانيّة هناك ومع السكان الأصليين للبراغواي ومع الكنائس الأخرى. إضافةً إلى التّعاون مع مقاطعة بوليفيا وتشيلي لعدم وجود كنيسة لبنانيّة ومارونيّة لديهم. واشار إلى أنّ النّشاطات التي يقومون بها هناك، هي "نشاطات روحيّة على صعيد الأسرار وزيارة المرضى وغيره. والنّشاط الثاني هو النّشاط الإغترابي، فمنذ العام 1994، يجري العمل على جمع العائلات اللّبنانيّة المنتشرة في العالم، وليست على تواصل مع بعضها البعض، بالتّعاون مع المؤسّسة المارونية للإنتشار. وقد يكون بنك المعلومات المتوفّر حتّى الآن، هو الفريد من نوعه على مستوى المعلومات في جمع العائلات المنتشرة. وما يهمّ من هذا العمل أن يعرف المغتربون من هم، ومن هم أقرباؤهم في لبنان لتوحيد العائلة اللّبنانيّة، موضحًا أنّ البلدان التي عمِل فيها على هذا الصّعيد هي: "جنوب أفريقيا وجمهورية الدّومينيكان والبراغواي والأرجنتين والأورغواي وتشيلي وبوليفيا وقسم من بولونيا وقسم ومن كوستاريكا والإكوادور."
وختم الأب حنون اندراوس: "من بين أهدافي خلال زياراتي للبنان، هي زيارة أكبر عدد ممكن من البلدات التي تهجّر منها العديد من اللّبنانيّين وعلاقتهم مقطوعة بينهم وبين أهلهم. وعمَلُنا كمُرسَلِين ليس محصوراً فقط بالموارنة بل يطال كلّ إنسان بحاجة لحضور معيّن من قِبل الكنيسة خصوصا لأنّنا نتعاون مع الكنيسة العالميّة."
وكما التقى غبطته وفداً من مصدّري ومزارعي التّفاح في لبنان برئاسة المهندس لويس لحود مدير عام وزارة الزّراعة، ويتألّف الوفد من مدير الثروة الزّراعيّة المهندس محمد أبو زيد ومدير الثروة الحيوانية الدكتور الياس ابراهيم ورئيسة مصلحة الصّناعات الزّراعية المهندسة ميريم عيد ورئيسة مصلحة وقاية النّباتات المهندسة سيلفانا جريس ورئيس المركز الزّراعي في زحلة المهندس سليم معلوف ورئيس نقابة مستوردي الخضار والفاكهة في لبنان نعيم خليل وعدداً من المزارعين والتجار. والزّيارة هي لعرض أزمة تسويق موسم التفّاح بسبب إقفال طريق سوريا وإقفال الأسواق في وجه عمليّة التّصدير وفي ظلّ الأزمات الحاصلة في الدّول العربيّة، وبسبب تدني العملة المصريّة الذي أربك القطاع الزّراعي كلّه في لبنان، مع غياب الخطوط البريّة. وبالتّالي تخفيض الجمرك على التفاح الأوروبي الذي يدخل إلى لبنان ومزاحمة التفاح السوري للإنتاج الوطني، لتقع الخسارة الأكبر على التاجر، وطالب الوفد الدّولة اللّبنانيّة اتّخاذ التّدابير اللاّزمة لمنع تهريب التفّاح السوري والمنتجات الأخرى  بصورة غير شرعيّة.
وعرض المهندس لويس لحود، مدير عام وزارة الزّراعة حَلَّيْن: "الحل الأوّل للمدى الطّويل وهو الإستراتجيّة الزّراعيّة التي أطلقتها وزارة الزّراعة وقدّمها وزير الزّراعة الأستاذ أكرم شهيّب وأُطلقت برعاية دولة الرّئيس سلام في بداية العام 2015، وهي استراتجيّة لمدّة خمس سنوات للبنان، تدرس كيفيّة تحسين نوعيّة الإنتاج والمواصفات وتساعد على ابتكار أصناف جديدة لتأمين أسواق تصريف.
والحلّ الثّاني هو للمدى القصير، حيث تمّ تشكيل لجنة مُتابعة للمشاكل اليومية النّاتجة عن التّصدير ولمتابعة أمور تصريف الإنتاج." مشيراً إلى أنّ "غبطته هو راعٍ للقطاع الزّراعي وساعد كثيراً وخصوصاً في فترات سابقة في موضوع دعم النّقل البحري وحاليّاً سيساعد في دعم هذه المطالب، وهو حريص على دعم صغار المزارعين والمناطق الزّراعيّة."
ومن زوّار الصّرح، رئيس اللّجنة الدوليّة للعدالة والسّلام المطران أوسكار كانتو Oscar Cantu يرافقه الدكتور إسطفان كوليكهي Dr. Stphen Colecchi والممثل الدّولي لخدمات الإغاثة الكاثوليكية دافيد برنوشي Davide Bernocchi. واستقبل غبطته الوزير السابق جان- لوي قرداحي، الوزير السابق ابراهيم الضاهر، الدكتور حبيب ضاهر، الرّئيسة العامة لراهبات دير مار يوحنا المعمدان-عين الريحانة، الأم ماري إيلين مغامس والأخت إليان نصّار .

المصدر: الصرح البطريركي