الأردنّ
07 كانون الأول 2022, 06:00

نشاط البطريرك الرّاعي خلال زيارته إلى الأردنّ

تيلي لوميار/ نورسات
وجّه البطريرك المارونيّ الكاردينال مار بشارة بطرس الرّاعي من الأردنّ رسالة إلى المسؤولين اللّبنانيّين قال فيها: "لا يمكنكم مواصلة ما تفعلونه بلبنان، لا يحقّ لكم هدم وطن حضاريّ وثقافيّ، ولا يحقّ لكم أن لا تنتخبوا رئيسًا للجمهوريّة، وأن تفقّروا الشّعب وتهجّروه. لا يحقّ لكم ان تناموا مرتاحين وقد تخطّى الدّولار الـ٤١٠٠٠ ليرة، إنّما عليكم أن تدركوا أنّ السّياسة فنّ شريف لخدمة الخير العامّ."

كلام الرّاعي جاء في حديث إلى صحيفة الراي الأردنيّة حيث اعتبر أنّ لبنان يمرّ بسلسلة مآزق من الفراغ في رئاسة الجمهوريّة إلى الأزمة الماليّة الاقتصاديّة الّتي هجّرت شبابه وصولاً إلى عزلته عن العالم .

وقال: "هذا ما سأبحثه في لقائي مع ملك الأردنّ عبدالله الثّاني، كما سأشكره على وقوف المملكة الأردنيّة إلى جانب لبنان في محنته، خصوصًا بعد تفجير المرفأ في ٤ آب لجهة إرسال المساعدات والأدوية."

وأكّد الرّاعي مطالبته الدّائمة بقيام دولة فلسطينيّة من أجل عودة الشّعب الفلسطينيّ اللّاجئ إلى أرضه مبديًا أسفه لأنّ السّياسة الدّوليّة تعمل عكس ذلك، والمجتمع الدّوليّ ليس مع القضيّة الفلسطينيّة والظّاهر أنّه يبدّد الحلم، وقال البطريرك الرّاعي: "إذا كان الحلّ ليس بإنشاء الدّولة الفلسطينيّة، فمن الضّروريّ إيجاد حلّ آخر ليعيش الفلسطينيّون بكرامة."

وأبدى البطريرك المارونيّ أسفه لأنّ السّياسة تمنع المسيحيّ اللّبنانيّ من زيارة الأراضي المقدّسة معتبرًا أنّ هذه الأرض عزيزة علينا جميعًا لأنّ كلّ تاريخ الخلاص تمّ عليها، ولأنّ هويّتنا انطلقت منها.

كما استقبل الرّاعي في دار الرّعيًة وفودًا من كاريتاس الأردنّ، البعثة البابويّة، الهيئة الخيريّة الهاشميّة، المستشفى الإيطاليّ والهيئة اليسوعيّة لمساعدة اللّاجئين وشكرهم على ما يقومون به من أجل لبنان.

هذا وزار مدينة مدابا يرافقه نائب المدينة مجدي اليعقوب ورئيس البلديّة ومدير عامّ وزارة السّياحة، حيث صعد البطريرك إلى جبل نيبو وانتقل بعدها إلى كنيسة القدّيس جاورجيوس حيث خريطة مادبا الفسيفسائيّة الّتي تصف منطقة شرق المتوسّط في العصر البيزنطيّ، ثمّ قام بزيارة لدير اللّاتين وكنيسة ومزار قطع رأس يوحنّا المعمدان.

من جهة أخرى التقى البطريرك المارونيّ مار بشارة بطرس الرّاعي الأمير حسن بن طلال وبحث معه العلاقات التّاريخيّة والمميّزة الّتي تربط لبنان والأردنّ والبطريركيّة بالمملكة، وأهمّيّة تعزيز الحوار بين الأديان خصوصًا في هذه المرحلة .

كما دعا من مدينة السّلط إلى تحويل تراث الفسيفساء الأردنيّة إلى نمط عيش بين الأديان والشّعوب محيّيًا الأردنّ ومذكّرًا بأنّ الدّستور اللّبنانيّ هو دستور العيش المشترك، ودستور التّعدّديّة الثّقافيّة والدّينيّة والتّعاون مسلمين ومسيحيّين في الشّأن السّياسيّ والإداريّ في البلاد، وهذا أمر موجود لدى شعبنا وعند مجتمعنا ولكن مفقود بين السّياسيّين الّذي يعملون دائمًا على التّفرّق. كما عرض البطريرك أُسس التّعاون في مجال السّياحة الدّينيّة مع وزير السّياحة الأردنيّ نايف الفايز الّذي أطلعه على بدء العمل بدرب الحجّ المسيحيّ من جبل نيبو باتّجاه موقع المغطس.