نشاط البطريرك الراعي – بكركي
وألقى غبطته بعد قراءة الإنجيل عظة قال فيها:" تذكر الكنيسة في انجيل اليوم القديسة حنة النبية، وهي قد ذكرت البارحة سمعان الشيخ، وهما طاعنان في السن. لقد عاشا بخوف الله والصلاة وتحملا مشقات الشيخوخة التي لا احد منا يجهلها. ولكنهما لقيا العزاء الكبير من عند الله. فسمعان هو من تلقى الطفل يسوع بين يديه ليقول بعدها للرب:" الآن اطلق عبدك بسلام، لقد رأت عيناي خلاصك." لقد كان يعيش باتحاد كبير مع الله، وبانتظار تجلي الله. ولأنه تجاوز كل الصعوبات وبقي على الأمانة على الرغم من كل شيء فلقد كافأه الله واخذ بين ذراعيه الطفل يسوع."
وتابع غبطته:" اليوم تحضر حنة الى الهيكل، هي التي عاشت سبع سنوات مع زوجها ومن ثم ترملت الى ان بلغت الرابعة والثمانين من العمر. لقد عاشت حياتها وحيدة باتحاد مع الله. وكما ذكر الإنجيل فلقد امضت حياتها بالصلاة والصوم. لقد كافأها الرب بان تنبأت عن الطفل يسوع وتحدثت عنه من دون ان تعرفه. هكذا هو الرب مع كل واحد منا. لا تظنوا ان الرب يتركنا فهو رفيق دربنا في كل حالة من حياتنا في الحلوة والمرة وفي الحزن والفرح لذلك نحن مدعوين لعيش الإتحاد مع الله وهو وحده الذي يكافؤنا".
وأضاف غبطته:" اود توجيه كلمة لمن اعطاهم الرب نعمة وانعام. فالإنعام هو ان يتمكن الإنسان من العيش اكبر قدر ممكن في هذا العالم. هناك من يموتون وهم في احشاء امهاتهم او نتيجة للأمراض او الحوادث او الحروب. ونحن نتساءل احيانا لماذا لسنا نحن؟ وهنا من الجميل ان نشكر الله على كل يوم جديد في حياتنا، وان نعيش بالشكر الدائم له ولعنايته. وبمقدار انفتاحنا على الله بمقدار ما ينفتح سر الله علينا. لا احد يعلم ما هي التعزية التي يعطينا اياها الله في حياتنا. سمعان ليس آخر رجل كذلك حنة هي ليست آخر امرأة وانما هما نموذجان عن كل واحد منا. وهذه هي دعوتنا اليوم لان نعيش ونتجاوز صعوبات حياتنا ونقدر كل لحظة في حياتنا. ايانا والوصول الى لحظة نفقد فيها الأمل والرجاء."
وختم غبطته:" احيي لجنة مائدة المحبة رئيسة واعضاء واحيي مسيرتها الطويلة في هذا المجال الإنساني. اشكركم لأنكم تساعدون الكبار لكي يعيشوا فرح الحياة وفرح اللقاء مع الله. انه لقاء المحبة ولقد اعتدنا عليه كل يوم اربعاء في ابرشية جبيل. اشكركم على زيارتكم اليوم للكرسي البطريركي وهذه فرحة كبيرة نلتقي في خلالها حول مائدة المحبة. ونتمنى لكم سنة مباركة نعيشها بفرح انتظار لقاء الله."
وفي ختام القداس القت رئيسة جمعية القربان المقدس منى نعمة كلمة شكرت فيها لغبطته"حرارة وحفاوة الإستقبال، وقالت:" لقد كان لغبطته المساهمة الأكبر في تأسيس مطاعم المحبة، هو الذي استضافنا يوم كان مطرانا على أبرشية جبيل. لقد كان غبطته يستضيف المسنين كل نهار أربعاء في دار المطرانية في جبيل ويتناول معهم الغداء. ونحن نزور اليوم الصرح البطريركي في بكركي، كعربون امتنان وشوق لسيدنا البطريرك، ونتمنى له العمر الطويل ودوام الصحة والعافية. معكم يا ابينا البطريرك نشكر الله على كل الهدايا الثمينة في حياتنا. لقد منحنا اليوم نعمة ان نحتفل بالذبيحة الإلهية معكم كما في كل سنة وان نضع كالمجوس كل هدايانا بين يديه بكل صدق. نقدم للرب يسوع اليوم تضحيات السيدات اللواتي يضحين من كل قلوبهن لتقديم لقمة محبة للمسنين وهن يجاهدن لإتمام الذبيحة الأرضية لكي تتحول هذه اللقمة الى خلاص. انها مائدة مريمية قربانية نقدم من خلالها لطفل المغارة امنياتنا بان نتغير لنكون اهلا لهذه المغارة. لقد علمتنا غبطتك من الاساس ولا تزال تعلمنا حتى اليوم ان اهم دواء للانسان هو الإنسان ذاته، ونحن في كل مرة نزوركم فيها نشفى، لاننا مؤمنون انكم تمثلون طفل المغارة."
بعدها التقى البطريرك الراعي وراعي ابرشية جبيل المارونية المطران ميشال عون المشاركين في القداس على مائدة الغداء في الصرح البطريركي في بكركي.