لبنان
21 تشرين الثاني 2019, 14:45

نشاط البطريرك الرّاعي – بكركي لليوم الخميس 21 تشرين الثاني/ نوفمبر 2019

تيلي لوميار/ نورسات
إستقبل البطريرك الكردينال مار بشارة بطرس الراعي قبل ظهر اليوم الخميس 21 تشرين الثاني/ نوفمبر 2019، في الصرح البطريركي في بكركي، سفير الإتحاد الأوروبي في لبنان رالف طراف في زيارة بروتوكولية بعد توليه مهامه الديبلوماسية في لبنان، تخللها عرض لعدد من المواضيع على الصعيدين المحلي والدولي.

وأعرب طراف بعد اللقاء عن سروره بلقاء الراعي، وقال:" انا مدرك تمامًا للدور الهام الذي يقوم به غبطته في البلد ولقيمة صوته ووزنه. لقد كان من المهم جدًا بالنسبة لي أن استمع إلى وجهة نظره حول الوضع في لبنان بجوانبه المختلفة، الدينية طبعا والسياسية والاقتصادية، كذلك الإستماع إلى تحليله وقراءته للوضع ومشاركته وجهات النظر في عدد من القضايا."
وتابع طراف: "لقد تطرقنا إلى الوضع الراهن في البلد وما يشهده من تظاهرات، والتحديات التي يواجهها النظام السياسي وإمكانية إيجاد حلول وأجوبة للأسئلة المطروحة. وبدوري سألت غبطته عما اذا كان متفائلا فأكد لي أن الأمل هو فضيلة دينية مهمة وهذا ما يبقيه متفائلا."
وأمل طراف أن "تتحسن الأمور في لبنان وأن تأتي الجهود المبذولة بنتائج جيدة ولاسيما مع الشباب وجهودهم للوصول إلى ما يحسن نظام الحكم والاقتصاد. فهناك مشاكل يجب طرحها للوصول إلى حلول لها."
بعدها التقى البطريرك النائب ابراهيم كنعان وكان بحث في عدد من المواضيع المحلية لاسيما مسألة تأليف الحكومة وضرورة حماية عمل المؤسسات الدستورية، وأشار كنعان بعد اللقاء إلى أنه تم "عرض للأوضاع الراهنة والإستثنائية التي نمر بها ولاسيما الموضوع المالي. فهناك موضوع الموازنة وكما يعلم الجميع فإن الجلسة لم تتم لإنتخاب رؤساء واعضاء لجان هيئة المكتب، وكان اجتهاد وقرار باعتبار التمديد واقعًا الى حين اتمام العملية الإنتخابية. وبصفتي رئيس لجنة المال والموازنة تترتب عليّ مسؤولية تجاه الدولة والناس والشعب وخصوصًا في هذا الظرف الاقتصادي بأن استشرف المواقف والحظ النوايا. وكتلتنا كما جرت العادة في السنوات الماضية لديها موقفها المبدأي من عدم تجديد الدم في المؤسسات الدستورية من خلال الإنتخابات."
وتابع كنعان: "إلا أننا نعلم اليوم أن استمرارية المرفق العام هي نظرية موجودة والأهم منها الإرادة والنوايا اذا ما توفرت. وهذه الإرادة لا يجب ان تكون متوفرة فقط عند الكتل النيابية وهذا إن توفرت وإنما يجب ان يكون الشعب اللبناني واعيًا لأهمية هذه الخطوة فالحديث عن الموازنة يجب ان يكون مستقلًا. وعندما يلتئم مجلس النواب لمناقشة الموازنة فهو يتفرغ لهذا الأمر فقط وتأتي اللجان للتحضير والبحث والنقاش. إن أهمية هذا الأمر تكمن في ان نعي جميعنا الوضع الإقتصادي ومدى الخطر الذي سنواجهه، فهل اقرار موازنة الـ2020 هو أمر مفيد؟ اقول نعم لأنه يطمئن الناس والموظفين والعسكريين واعتمادات الدولة لتشغيل عدد كبير من المؤسسات المتعلقة برعاية المواطنين إضافة إلى الثقة التي يمكن ان يساهم في إضفائها دوليًا ومحليًا لدى كل من يتعاطى معنا من مقرضين ووواهبين وغيرهم. هي لن تحقق نقلة نوعية ولكنها ستساهم باستعادة واعطاء دفعة من الثقة المطلوبة جدًا في هذه المرحلة. القرار لا يعود لي ولا إلى النواب فقط وإنما هو لنا جميعنا نحن والشعب اللبناني. وخطوة من هذا النوع لا علاقة لها لا بالعفو ولا بغيره من القوانين وموقفنا معروف مسبقًا حيال الموضوع فقانون العفو ولد ميتا."
أضاف كنعان: "كذلك تطرقنا الى موضوع الحكومة وعرضت لغبطته الوضع بما يتعلق بالتكليف والتأليف وإن ما يقوم به فخامة رئيس الجمهورية هو انضاج لعملية التأليف. فما لا نريده جميعًا هو حصول تكليف شكلي يوقعنا في المحظور. لبنان لا يحتمل والكل يعلم أن البحث لا يتناول الأسماء والحقائب وإنما من يستطيع ويريد ولديه امكانية القيام بهذه المهمة في هذه المرحلة بشكل معين ومقبول من الأطراف المعنية. ودور فخامة الرئيس يبقى دورًا توفيقيًا بمعنى امكانية احداث خرق في هذا الجدار وتأليف سريع تؤمن ظروفه هذه المشاورات والاتصالات التي تتم والتي نتمنى ان تعطي ثمارها. كلنا يتمنى هذا الأمر وصاحب الغبطة اولنا."
وقال كنعان: "تشريع الضرورة في ظل حكومة تصريف أعمال هو واجب ولكن تعطيل المؤسسات الدستورية لا يجوز وهذا ما يقودنا إلى الإنهيار. ما تحقق اليوم على مستوى الحراك هو عظيم وجيد ومنه استقالة الحكومة فلنسع بالتكامل والتضامن الى إنقاذ لبنان وعدم اخذه الى مكان لا يرغب احد في اخذه اليه. فانهيار المؤسسات يعني انهيار الدولة التي ان انهارت لا يمكن اصلاحها. لنعمل سويًا بهذه النوايا لأن هذا ما تنادي به الكنيسة وصاحب الغبطة."
وعن امكانية انهيار البلد، أكد كنعان إنه "بإمكاننا إنقاذ البلد بتعاوننا وبتشكيل حكومة تبادر فورًا الى اقرار موازنة الـ2020 من دون ضرائب وبعجز محدود ومع بعض الخطوات الأصلاحية سنكون قادرين على الصمود ماليًا واقتصاديًا ولكن استمرار هذا الطلاق الكامل سيكون له انعكاسه الكبير على المؤسسات. لا احد يطالب بإلغاء الآخر لا الحراك ولا السلطة ولكن يجب مخاطبة العقل والتواصل والحوار لإنجاح مسيرة الإصلاح في لبنان."
ولفت كنعان الى أن "غبطة البطريرك الراعي والكنيسة يدعوان دائمًا للحوار والحفاظ على الدولة التي هي رجاؤنا. لذلك يجب التنبه الى الظروف الإقليمية والدولية المحيطة بنا وتداعياتها على دول المنطقة من سوريا ومصر والعراق وليبيا واليمن واليوم ايران. نحن حافظنا على الاستقرار ولكنه اليوم بدأ يهتز قليلا. لا يمكننا اطلاقا التحول الى ساحة."
وعن بطء المشاورات أكد كنعان أن "اهميتها تكمن في نتائجها،" لافتًا الى ان "مدتها يقررها فخامة الرئيس." واعتبر كنعان في رده عن شخصية رئيس الحكومة ان "هناك الكثير من اصحاب الكفاءات لتولي منصب رئيس الحكومة ولكننا لا نود ان نغفل الظرف الإستثنائي الخطير الذي تمر به المنطقة وبمن فيها لبنان. وعلينا تحصين قرارنا الداخلي والتمتع بمناعة اقوى والإتفاق في ما بيننا على انقاذ لبنان وعندها لن يمكن لأي أحد أن يقف في وجهنا."