نشاط البطريرك الراعي - بكركي الثلاثاء 19 كانون الاول 2017
بعد اللقاء قال الرئيس سلام: "الزيارة اليوم للصرح البطريركي برفقة اخواني الوزراء السابقين هي للتعبير عن مدى تأييدنا لغبطته وتأثرنا بما يقوم به في مواقع ومراحل حساسة في خدمة لبنان واللبنانيين والقضايا الوطنية عموما، وآخر ما كان من لقاء في هذا الصرح برعاية غبطته لكل القيادات الروحية اللبنانية متضامنة ومتكاتفة في مواجهة حدث كبير وتحول كبير في المنطقة يتعلق بأعز ما عندنا كمسيحيين وكمسلمين، القدس العزيزة التي، مع الاسف، تتعرض اليوم للكثير من الانتهاكات والتحدي، وبالتالي علينا جميعا مواجهة ذلك متضامنين. من هنا فان اللقاء الروحي الذي عقد في بكركي اذا كان له ان يعالج وينبه في هذا المجال على صعيد التحول الذي يتعلق بالقدس وبقدسيتها لنا جميعا، فانه ايضا له من البعد الذي نحرص عليه على المستوى الداخلي في لبنان امام كل اللبنانيين، امامنا كلنا، طوائف وافرادا ومواطنين. نعم نسترشد ونعتز ونقوى بهذه القمة الروحية، ونشكر كل القادة الروحيين وفي مقدمهم غبطة البطريرك على ذلك".
وردًا على سؤال: "هناك قضية يتعرض لها الاعلام وتحديدا مع الزميل مرسال غانم فكيف تنظرون الى ذلك؟" اجاب: "نحن في بلد ديمقراطي ومن ابرز عوامل وعناصر استمرار هذا البلد الديمقراطي هو الحريات العامة، والاعلام له حصة كبيرة في هذا المجال، وطبعا لبنان معروف انه منبر اعلامي كبير وله تأثير في كل المنطقة، وبالتالي هو ناشط ومتقدم كثيرا، ولا بد ان يكون لهذا الاعلام دور ومواقف نتمنى دائما ان تصب لما يخدم الوطن، ونتمنى للاعلام وللرأي الحر ان يبقى قدر الامكان فوق الانزلاق في الوحول السياسية الداخلية لان الناس في حاجة الى رأي وتوجيه يكون منه فائدة لا مناكفة ومماحكة وتصفية حسابات. ونتمنى على الجميع ان يبتعدوا عن هذه العقلية وان يعطوا الاعلام مداه ومكانته. نحن اليوم امام هذه القضية التي لها علاقة بإعلامي كبير هو الاستاذ مرسال غانم الذي يشهد له الجميع مدى سنوات طويلة لان مساهمته في تكريس الاعلام والمنبر الاعلامي لخدمة الوطن ولبنان كبيرة جدا. ونحن نأمل الا تدخل الحسابات الشخصية ونتمنى ونتطلع الى القضاء الذي نعتز به دائما وباستقلاليته وبوطنيته ان يكون مواكبا لهذا الوضع. نعم ايضا ببعد وطني وبعيدا من مآرب او غايات لبعض الجهات او القوى او المرجعيات، وإن شاء الله في هذا الموضوع نكون في ما يعيد الثقة بلبنان واللبنانيين ويعيد العلاقة الوثيقة مع الاعلام والاعلاميين بما يخدم هذا الامر".
سئل: نحن على ابواب الانتخابات النيابية، فهل العملية سائرة نحو المسار او الشاطئ الامين؟
اجاب الرئيس سلام: "نحن مقبلون في الاشهر الخمس المقبلة على مواجهة هذا الاستحقاق الدستوري الديموقراطي الكبير جدا، وانا كنت دائما من المتمسكين بهذه الفرصة والمهمة وبهذا الدور الوطني الكبير الذي يتيح المجال امام كل اللبنانيين، بأن يعبروا عما يجول في خاطرهم. وصحيح اننا في ظل قانون جديد وهو النسبية ويتطلب عناية كبيرة في مقاربته وجهدا في تطبيقه لجهة تعريف المواطن على فصوله وحيثياته وتعريف الناخب ليقوم بدوره على افضل وجه. نحن من جهتنا سنقوم بما علينا في هذا الاتجاه، والجميع يعلم أن المقاربة هذه المرة قد تختلف عن المقاربة في ظل القانون الاكثري، وبالتالي يجب ان يؤخذ في الاعتبار العديد من الحسابات والمعطيات، من جهتي سأتواصل مع القيادات، وفي ما يخص بيروت بالذات التي نحرص عليها وعلى ابنائها ودورها الريادي والقيادي في البلد، نعم سيكون لي مواقف وتوجهات. ومن الطبيعي في اطار هذا التواصل والبحث، وان شاء الله سيكون في ذلك خير، والاكيد انه سيكون لي تواصل مع مرجعياتها وقياداتها وفي مقدمهم الرئيس سعد الحريري الذي يحمل اليوم امانة كبيرة ويقوم بدور ريادي ووطني كبير. علينا ان نتواصل جميعا ونرى كيف يمكننا ان نعبر بهذا القانون الجديد بشكل يحقق تقدما للبنان لا عبئا جديدا، لا سمح الله".
وكان البطريرك الراعي استقبل ايضًا النائب غازي العريضي الذي قال بعد اللقاء :"اللقاء مع صاحب الغبطة اليوم كان لتقديم نسخة من كتابي الاخير "من بلفور الى ترامب"، والذي كان قد صدر قبل ان يتخذ الرئيس الاميركي هذا القرار. كان نقاش مع غبطته في مضمون الكتاب بالتزامن مع القرار الذي صدر وكانت اشارة متواضعة مني بتأكيد اهمية القمة المسيحية - الاسلامية التي عقدت هنا واكدت اهمية القدس وموقعها والتفاهم الكامل حولها بين جميع المكونات اللبنانية والاسلامية والمسيحية عموما، اضافة الى تأكيد اهمية المواقف التي صدرت قبل القمة وبعدها والمستمرة من قبل الصرح البطريركي وعلى رأسه غبطة البطريرك الراعي". واضاف:" ايضا كانت وقفة عند الدور الكبير الذي قام به غبطته، وهو دور وطني جامع في مرحلة استقالة وتداعيات استقالة الرئيس الحريري، وذلك بالتنسيق مع كل المرجعيات السياسية. وهذا امر مهم جدا يؤكد دور بكركي والصورة الجامعة في موضوع القدس وهي ليست الصورة الاولى، وهي تؤكد اهمية التنوع في لبنان. وعندما نتحدث عن التنوع نتكلم على الحريات في لبنان والتلازم بين التنوع وبين الحريات اساسا من اسس وجود لبنان ومبررا من مبررات وجوده الاساسية، وهذا الامر بالحقيقة ينبغي احاطته بالكثير من الدقة والعناية والرعاية لكي تستمر هذه النكهة اللبنانية الفريدة في منطقتنا، اليوم نشهد بعض التعاطي الذي لا يخدم حماية الحريات في لبنان سواء مع شخصيات سياسية او اعلامية واليوم مع زميلنا الاعلامي مرسال غانم وبالامس مع النائب سامي الجميل. نحن بالتأكيد مع تطبيق القانون ولكن بدون استنساب، من جهة، وضمن المؤسسات والاطر المعنية بهذا الامر، من جهة اخرى، وان يكون التعاطي شاملا والنظرة شاملة على مستوى كل المؤسسات الاعلامية. ما ادى وما اوصل البلد الى هذا النوع هو الاستنساب في التعاطي الاعلامي والابتعاد عن تطبيق القوانين التي هي في حاجة الى تعديل، بهذا المعنى محن متضامنون مع الزميل مرسال غانم تحت سقف الحرية في لبنان والقانون ايضا".
كذلك استقبل الكردينال الراعي وفد اتحاد "أورا" الذي ضمّ الهيئة المنظمة لمعرض "فوروم الفرص والطاقات" التي تضم الهيئات الإدارية لجمعيات الاتحاد وعلى رأسها رئيس الاتحاد الأب طوني خضره، وبحضور النائب البطريركي العام المطران بولس صيّاح.
وضع الوفد غبطة البطريرك في أجواء تحضيرات الاتحاد لمعرض "فوروم الفرص والطاقات" 2018، وذلك بعد أن نظّم الاتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة – لبنان طوال 15 عاما على التوالي وفي مثل هذه الفترة من السنة، المعرض المسيحي الذي حقّق نجاحات كبيرة، من خلال عدد زواره (حوالي 120 الف شخص) وعارضيه (حوالي 275 عارضاً)، وبعد ان تطوّر عمله إلى جانب الجمعيات الشريكة له في اتحاد "أورا" (لابورا - نبض الشباب - أصدقاء الجامعة اللبنانية)، ومن اجل تحقيق المشروع الانساني والوطني لاتحاد "أورا" وجد هذا الأخير ان الاعلام وحده لا يكفي لتحقيق الأهداف الوطنية، ما لم يقترن بالفعل الاجتماعي والميداني. وأشار الوفد إلى أنّ "اتحاد "أورا" وسّع نطاق نشاطاته نحو حلقات متكاملة تضم كل الجمعيات المنضوية تحت لوائه، ولمس أهمية تنظيم معرض وطني جامع لا يضم المعرض المسيحي فحسب، بل أربعة معارض متنوعة في معرض واحد هي: معرض فرص العمل، معرض الابواب المفتوحة للجامعة اللبنانية، المعرض المسيحي الثقافي ومعرض الانتاج الزراعي والحرفي". وأكّد الوفد أنّه "جاء إلى الصرح البطريركي الكريم من أجل أخذ بركة غبطة البطريرك لاطلاق معرض "فوروم الفرص والطاقات" والاعلان عنه، لاسيما بعد رعاية غبطته للمعرض المسيحي ودعمه المستمر للرسالة التي يقوم بها الاتحاد". وشرح المنظمون عن المعرض وأهدافه "فهو الحدث الأول من نوعه في لبنان، سيفتح ابوابه في 20 شباط 2018 ويستمر من 21 الى 25 منه من الساعة العاشرة صباحاً وحتى الساعة العاشرة مساءً، في الفوروم دو بيروت، هو حدث وطني بامتياز، وتظاهرة وطنية تعرض فيها كل الخدمات المجانية التي تقدّمها الجمعيات الأربعة، وتعكس أهدافها الوطنية وصورتها الحيّة من خلال التوجّه الى كل فئات المجتمع اللبناني وكل الأعمار".
وشدّد الوفد على أنّ "المعرض يبرز كحاجة وطنية أكثر ممّا هو معرض متنوّع، لأنه لا يهدف إلى الربح المادي، بل إلى ربح الطاقات الشبابية من خلال جمعها مع الفرص المتاحة لها في مكان واحد، ليتحقق ما يحلم به شباب لبنان: العيش في بلدهم وأرضهم بكرامة لا تتأمّن إلا من خلال إيجاد العمل السليم والكريم، وخلق فرص جادّة وحقيقية لاستثمار طاقاتهم وقدراتهم الفكرية والعلمية والثقافية والتقنية". كما دعا كل المؤسسات المعنية إلى المشاركة في "الفوروم" وزيارته وعرض مشاريعهم سواء أكانت كبيرة أو صغيرة، لافتاَ إلى حملة إعلامية واعلانية واسعة سترافق "الفوروم"، وشاكراً وسائل الإعلام كافة على تعاونها التام معه ومع أهدافه، لخدمة الإنسان، كلّ الإنسان في لبنان.
من جهته ابدى غبطة البطريرك دعمه وتشجيعه للمعرض منوّهًا بأهميته وبأهدافه الوطنية الجامعة، التي تصبّ في خانة السعي إلى الحفاظ على لبنان كما رآه القديس البابا يوحنا بولس الثاني "وطن الرسالة". متمنيًا لاتحاد "أورا" الخدماتي والاصلاحي التوفيق والنجاح. وفي ختام اللقاء شكر الوفد غبطته على بركته واعداً إيّاه بمتابعة الطريق نحو لبنان أفضل وغدٍ أفضل لكل أبنائه".
ومن زوار الصرح البطريركي اليوم قائد القوات الدولية العاملة في جنوب لبنان اللواء الركن مايكل بيري يرافقه المستشار القانوني المحامي يوسف صفير في زيارة معايدة لغبطته. وكانت مناسبة لعرض عمل القوات الدولية في لبنان وتنفيذ القرار 1701، اضافة الى الاوضاع الراهنة خصوصا بعد قرار الرئيس ترامب. وقد نوّه غبطته بهذا العمل شاكرا للدول المشاركة مساهمتها ودعمها لكثير من المشاريع الاجتماعية والتنموية ومقدرا تضحياتها في سبيل الاستقرار والامن والسلام في لبنان.
واستقبل غبطته ايضًا السيد وائل كامل الاسعد يرافقه السيد سامي الجواد. كما التقى مدير المركز الكاثوليكي للاعلام الخوري عبدو ابو كسم يرافقه الاب عبدو بو خليل رئيس جمعية مرتا ومريم والمخرج والمنتج السينمائي انطوان فرج الله والممثلة تقلا شمعون الذين عرضوا لغبطته انجاز فيلم القديسة اللبنانية المارونية "مارينا" الذي سيطلق عرضه في اوائل شهر شباط القادم تحضيرا ومواكبة لزيارة جثمان القديسة مارينا من مدينة فنيز الايطالية الى لبنان، بناء على طلب نيافة الكردينال الراعي وتنسيقه لهذا الامر مع الجهات الكنسية المعنية في ايطاليا، ومن المرجّح ان تتم هذه الزيارة خلال شهر تموز القادم الذي يصادف فيه عيد القديسة مارينا ابنة وادي قنوبين. ومساء اليوم التقى نيافته رابطة قنوبين للرسالة والتراث التي شاركت مع اصدقائها في تساعية الميلاد في كنيسة الصرح البطريركي.