دينيّة
25 أيلول 2017, 07:42

نذرت حياتها للمسيح.. فاستحقّت عرس السّماء

ميريام الزيناتي
وحيدة أهلها، تربّت على حبّ المسيح، تخلّت عن العالم من أجله، فاستحقّت عرش القداسة.

ترعرعت فروسينا في كنف عائلة غنيّة وتقيّة، نذرت العفّة رافضة الزّواج، هي الّتي أرادت أن تكرّس حياتها من أجل يسوع.

ولمّا قرّر أهلها تزويجها، هربت فروسينا من المنزل وتوجّهت إلى الدّير متنكّرة بزيّ رجلٍ، استقبلها رئيس الدّير، فاختارت المحبسة رسالة لحياتها.

غالبًا ما كان والد فروسينا يتردّد إلى الدّير حيث تنسّكت ابنته، إلّا أنّه لم يتعرّف عليها قطّ لضعف جسمها وشدّة نحوله، فكان معجبًا بعظاتها وإيمانها من دون أن يُدرك أنّ من يعظه هي ابنته الأحبّ إلى قلبه.

تنسّكت فروسينا لسنوات عدّة، وكانت مثال الطّاعة والتّواضع والخدمة، تحمّلت أسوأ الظّروف وبقيت تُصلّي مبتسمة مكتفية بكونها قريبة من الله. 

ساءت أحوال فروسينا الصّحيّة وبدأ المرض يفتك بجسدها، فكشفت عن هويّتها لوالدها، وفارقت الحياة بين يديه لتذهب للقاء أبيها السّماويّ.

والد فروسينا الّذي تأثّر بقداسة ابنته، باع ممتلكاته وتبرّع بأمواله للكنائس والفقراء، ومشى على خطى فتاته، متّخذًا من الدّير مسكنًا له، فلنصلّي اليوم ليمنحنا الله نعمة التّخلّي عن كلّ ما هو أرضيّ واختيار السّماء فوق كلّ اعتبار، علّنا نستحقّ أن نكون في عرس ملكوته.