لبنان
22 شباط 2018, 13:28

ندوة في المركز الكاثوليكيّ للإعلام لمناسبة مرور 10 سنوات على تأسيس "جمعيّة سعادة السّماء"

عقدت قبل ظهر اليوم ندوة صحفيّة في المركز الكاثوليكيّ للإعلام، بدعوة من اللّجنة الأسقفيّة لوسائل الإعلام، بمناسبة مرور 10 سنوات على تأسيس جمعيّة "سعادة السّماء". شارك فيها مدير المركز الكاثوليكيّ للإعلام الخوري عبده أبو كسم، مؤسّس جمعية سعادة السّماء الأب مجدي العلّاوي، الاختصاصيّة في التّدريب الحياتيّ والبرمجة العصبيّة اللّغوية الإعلامية دارين داود مفرجن الفنّان والمناضل الاجتماعيّ الإنسانيّ وسام صليبا، والاختصاصيّ في الطّبّ النّفسيّ الدكتور أنطوان سعد، وحضور لفيف من الإعلاميّين والمهتمّين.

 

بداية رحّب الخوري عبده أبو كسم بالحضور باسم رئيس اللّجنة الأسقفيّة لوسائل الإعلام المطران بولس مطر وقال:

"نلتقي اليوم مع جمعيّة "سعادة السّماء" لنعيّد السّنة العاشرة على انطلاقتها، وهي جمعية تعنى بمعالجة المدمنين على المخدّرات من خلال مرافقتهم وتأهيلهم ليصبحوا أعضاء فاعلين في المجتمع".

تابع "وفي هذا الإطار نحيّي أعضاء هذه الجمعيّة والعاملين فيها، ونتمنّى لهم دوام النّشاط والتّقدّم في خدمة الإنسان والمجتمع".

أضاف "وننتهزها مناسبة، ولبنان يتحضّر لإجراء انتخابات نيابيّة في الرّبيع، لنسأل المسؤولين في الدّولة، والمرشّحين إلى المقاعد النّيابيّة، ماذا أنجزتم خلال ولايتكم القانونيّة وبعدها الممدّدة لكم من مشاريع للمهمّشين وللمدمنين على المخدّرات؟ غير سوقهم إلى السّجن ليدخلوه مدمنين ويخرجوا منه تجّار مخدّرات؟ أين تشريعاتكم وإنجازاتكم في بناء المصحّات ومراكز المعالجة؟ ألا يستحقّ أن يدخل المدمن من ضمن صفقاتكم؟".

وقال "بالأمس سمعنا أحد نوّاب الأمّة اللّبنانيّة يقول إذا ما فتحنا ملفّات لعديد من الصّفقات فإنّه ستدخل رؤوس كبيرة إلى السّجن بسبب سرقات عشرات المليارات من الدّولارات، ولم يتحرّك أحد أمام هذا الكلام الخطير؟"

وختم بالقول "نحن أمام واقع خطير، وفي الوقت عينه نحن أمام استحقاقات مفصليّة، لهذا من الملّح اليوم مزيد من الوعي والإرادة في التّغيير من خلال صندوق الاقتراع، في المقابل المطلوب من المجلس النّيابيّ الجديد تشريعات تحمي الطّبقة الفقيرة والضّعيفة في مجتمعنا اللّبنانيّ، ومنهم المدمنين والمهمّشين والفقراء، مطلوب سياسة اجتماعيّة واضحة تعنى بالطّبقة الفقيرة الّتي أنتجها بعض من الطّبقة السّياسيّة الفاسدة ومن له إذنان سامعتان فليسمع".

الإعلامية دارين داود مفرّج قالت:  

"الإنسان كائن اجتماعيّ لا يقوى على العيش بمعزل عن الآخرين، هو يحتاج إلى مجموعة من المهارات الحياتيّة الّتي تمكِّنه من التّواصل والتّفاعل مع الآخرين، تكفل له حياة اجتماعيّة سعيدة. و بقدر ما يتقن المتعلّم المهارات الحياتيّة الّتي يكتسبها من الأهل، من المدرسة، من الجامعة، من العمل والأصدقاء، أو من اختصاصيّين في التّدريب الحياتيّ، يكون التّميّز في حياته أعظم."

تابعت "لذلك، فإنّ جمعيّة سعادة السّما تعمل على تسليح المتعلّم بحزمة من المهارات تساعد ذوي المشاكل الاجتماعيّة على التّعامل مع مواقف الحياة المختلفة، على احتمال الضّغوط، ومواجهة التّحدّيات اليوميّة، ومشكور الأب علّاوي هو يقوم بدور كثير من النّاس ومن جهات مسؤولة غائبة عن مصلحة المواطن  والإنسان بحدّ ذاته."

أضافت "كلّ ذلك لكي يستطيع الطّفل الّذي فقد أهله المرجعيّة الأولى في حياته، أو الشّابّ المراهق، لكي يتمكّن من التّصرّف بمسؤوليّة بخاصّة أنّه لا يوجد رقيب في حياته، فبفضل جمعيّة "سعادة السّما" برعاية الأب علّاوي وكلّ القيّمين من متطوعّين ومسؤولين وإداريّين واختصاصيّين، يتوصّل هؤلاء الأشخاص لحماية أنفسهم من أيّ خطر يمكن أن يتعرّضوا له".

وقالت "وبقدر ما تنجح جمعيّة "سعادة السّما" في توفير هذه التّقنيات بطريقة مباشرة أو غير مباشرة، يكون نجاحها في تأهيلهم لممارسة حياتهم بنجاح. هذا هو المطلوب و صرختنا اليوم ونشدّ على يدك أب علّاوي.

وذكرت أهمّ المهارات الحياتيّة ومنافعها ملموسة بجدّيّة: مهارات الاتّصال والتّواصل؛ مهارات التّعامل وإدارة الذّات؛ مهارات التّفاوض/الرّفض؛ الذّكاء العاطفيّ/ تفهُّم الغير والتّعاطف معه؛ العمل الجماعيّ؛ مهارات صنع القرار وحلّ المشكلات؛ مهارات التّفكير الإبداعيّ والتّفكير النّاقد؛ مهارات إدارة التّعامل مع الضّغوط؛ مهارات الحوار في المجتمع؛ مهارات التّأثير في الآخرين وكسب التّأييدات تطبّعًا".

أردفت "هذه المهارات تساعد الفرد على: حل مشاكله الشّخصيّة والاجتماعيّة والتّعامل معها بوعي وبأقلّ ضرر اجتماعيّ ممكن، تكسبه الثّقة بالنّفس ولا تدعه عرضة للابتزاز .تشعره بالرّاحة والسّعادة لأنّه ينفّذ أعماله بإتقان من دون رحمة أحد، تهبه حبّ الآخرين، واحترامهم له، وهكذا  يكبر الإنسان،  تساعده على التّقدّم في حياته الاجتماعيّة والمهنيّة لتحقيق هدفه المنشود، وتزيده دافعًا للعيش حياة محترمة كريمة وسليمة".

وفي الختام "المطلوب من كلّ المراجع المختصّة دعم وتسهيل أمور الجمعيّة ونحن لكم ممتنّون!".

ثمّ تحدّث الفنّان وسام صليبا فقال:

"أنا أشكركم على دعوتكم لعمل لديّ شغف به، لست مناضلاً والكثير سبقني لهذا العمل. جئت لأتكلّم عن المخدّرات لسببين أوّلاً اضطررت للسّفر 20 ساعة وللعيش بولاية بأوروبا وأميركا لكي ألاحظ أنّني متقوقع في لبنان، فلبنان بلد صغير من كلّ الطوائف والأجناس، وفيه كثير من النّاس تتعذّب، وتعاني من المخدّرات واليأس".

تابع "من وراء هذا التّقوقع لم نستطع الشّعور مع الآخرين، أنّه هناك وجع، في عالم يعيش بفقر وإدمان بشكل "مش طبيعيّ"."

وقال "في مجال عملي أستطيع الدّخول إلى كلّ بيت، من هنا أستطيع المساعدة".

تابع "نحن ننظر إلى الّذي يتعاطى المخدّرات كمجرم، كشخص قاتل أو سارق وهذا غلط،  مع العلم أنّ الّذي يتعاطى المخدّارت ليس من الطّبقة الفقيرة بل من الطّبقة الميسورة ولا يوجد تواصل أو حبّ في حياته، وهناك سبب دفعه للمخدّرات".

وقال "الذّي أريد أن أقوله علينا الاهتمام ببعضنا، الدّولة عليها أن تكون معنا، علينا أن نكون متّحدين، علينا التّفهّم وما السّبب الّذي دفعه إلى المخدّرات؟ وهذا ما أحببت عندما حضرت قدّاس الأب مجدي في قرية الإنسان لم يكن يتكلّم من ناحية الدّين وكان يكرّر فقط "أحبّوا بعضكم"؟".

تابع "السّبب الثّاني ليس هناك شعور أجمل من أن تساعد الآخر، أن تساعد شخصًا مدمنًا أو فقيرًا".

وختم صليبا قائلا "إنّنا نجلّ الأب علّاوي لذلك لن نوفّر صرخة إلّا وسوف نتبنّاها من أجل حثّ المسؤولين على دعم الجمعيّة وتسهيل مهمّاتها الرّسميّة والإنسانيّة...".

ثمّ تحدّث الدكتور أنطوان سعد حول البعد الإنسانيّ النّفسيّ وأهمّيّته الأساسيّة في تكوين مجتمع واعد مركّزاً على النّقاط التّالية وقال:

"الصّحّة هي الأهمّ في الوجود من دونها لا شيء يكون، والصّحّة أنواع منها: الصّحّة الاجتماعيّة إضافة إلى الجسديّة والنّفسيّة والعاطفيّة والعقليّة والرّوحيّة."

وتساءل بدوره عن المسؤول عن صحّة المواطن في وزراتي الصّحّة والشّؤون الاجتماعيّة؟ وأبدى خوفه من الانفجار الاجتماعيّ القريب في ظلّ ضياع وألم ومعاناة وانحرافات في غياب القيم الإنسانيّة والوعي.".

يرى تشرّد الأطفال، إدمان المراهقين، جرائم الرّاشدين، وعزلة المسنّين.

وقال "مبادرة سعادة السّماء على الأرض حاجة أساسيّة لملء الفراغ على مستوى جميع شرائح المجتمع اللّبنانيّ الضّائع، على أمل أن نرى مبادرة مسؤولة كالّتي وجدت في مملكة بوتان الصّغيرة قرب النّبال حيث مؤشر الإنتاج الفرديّ (GDP) معياره السعّادة الفرديّة لكلّ مواطن قبل الإنتاج المادّيّ والاقتصاديّ."

وفي الختام "رأى أنّ الحلّ مرتبط بتطبيق برنامجه المعروف (East) أيّ الشّرق المؤلّف من نقطتين: محو الأمّيّة العاطفيّة والوعي الرّوحيّ".

بدوره الأب مجدي علاوي قال: "مشاكل كثيرة تعترضنا، قرّرت أن أكون محاميًا أدافع عن حقوق النّاس منذ 10 سنين، وحامل هذا المشعل، وقد مررنا بأحداث كثيرة،  وأهمّ وأكبر إنجاز في الشّرق الأوسط هو معالجة المدمن physiothérapie وكان أوّل مركز هو "جمعيّة سعادة السّماء". الرّبّ قادر أن يشفينا وكما قال الأبرض "إن شئت فأنت قادر".

تابع "أتى لعندنا من الخارج 9 مدمنين 2 من أميركا، شفيوا في "قرية الإنسان" من مشكلة المخدّرات وعادوا لبلدهم تابعوا علمهم وأسّسوا عائلة".

أضاف "المشكلة نقص بالمعرفة نقص بالحبّ وتسليم حياتنا للرّبّ، هدفنا عيش السّماء على الأرض. ومنظّم أمورنا هو يسوع المسيح."

وقال "إذًا لنحلم بغد أفضل نعم مع يسوع، ورؤية الأمور الإيجابيّة مع أشخاص تشرّدوا، تعنّفوا، علينا عدم تركهم ومساعدتهم، فلا يعود في العالم لا فقر ولا جوع".

تابع "نحلم ببكرا أقلّ ظلمً، أقول لكلّ من ترك أبوه أو أمّه، عليه عدم لوم وترك أهله، نحنا عنّا اليوم بيت الله محبّة للمسنّين، كان كنيسة، ونحن نستقبل كلّ اللّبنانيّين من مختلف الطّوائف."

أضاف "ببكرا أكثر رحمة، القانون لا يرحم المدمن، ولتنظيف سجلّه العدليّ يلزمه 6 سنوات، وحتّى يأخذ حكم  يلزمه 10 سنوات، وليس بإمكانه العمل وأنت لن تكون إنسانًا، لا يستطيع الانتخاب لأنّ على سجلّه نقطة سوداء. أناشد فخامة رئيس الجمهوريّة ووزير العدل والوزراء لإعطائهم فرصة فهم أولادكم. إذا يسوع شفاهم من نحن لنحاكم؟"

تابع "ببكرا أقلّ قساوة TVA  11 بالمئة وبقانون إيجار جديد، كلّ الطّوائف تقول في أنت والله.  ببكرا باستطاعتي عمل عمليّة لابني،  600 ولد يومياً يناموا من دون طعام، الفقراء ما بقا يتحمّلوا ضرائب."

وقال "يوم العدالة في العالم يوم ببطّل في جوع في العالم، ببطّل في قتل في العالم، بالمساعدة في علاج السّرطان."

أردف "الكنيسة عم تعطي وتعمل، جمعيّة سعادة السّماء هي كنيسة، وكلّ المؤسسات الكنسيّة تقوم بدورها أيضًا، سائلاً الدّولة أين مال المدارس المجانيّة للكنيسة؟ تريدوا تسكير مدارسنا لماذا ولمصلحة من؟".  

تابع "لتحقيق الهدف اليوم بدنا أشخاص تتطوّع معنا،  بالصّلاة والصّوم قادرين فعل المعجزات، وأريد دعمكم المادّيّ والمعنويّ "لجمعيّة سعادة السّماء".

وعن مشاريع الجمعيّة قال "مشاريعنا لسنة 2018 -2019 أهمّها فتح مدرسة مجانيّة لأوّل مرة بلبنان كاثوليكيّة، تضم 1000 ولد قبل الظّهر و1000 طفل بعد الظّهر مهنيّة، بمؤسّياتنا أولاد كثير ليس لديها أوراق ثبوتيّة؟ ألا يستحقّون العلم؟ المثل يقول "أفتح مدرسة وسكّر سجن!".

 تابع "الجمعيّة لديها 3 أديرة في لبنان  كلّ دير فيه 40 إلى 52 طفل كان يبيع علكة على الطّرقات، تعرّضوا للعنف والأذيّة والتّحرّش تهتمّ بهم."

وناشد الأب علّاوي "وزير الّتربية بإعطائه الإذن بتعليم هؤلاء الأطفال وترخيص المدرستين الأكاديميّة والمهنيّة".

وفي الختام، شكر الأب علّاوي الجميع وعلى رأسهم الكنيسة، البطاركة والأساقفة والمطران عصام درويش والأخ نور، عائلته الصّغيرة والكبيرة "جمعيّة سعادة السّماء"، وقلّد كلّ شخص موجود شعار الجمعيّة.