ندوة عن الرحمة الإلهية في المركز الكاثوليكي والإعلان عن المؤتمر الرسولي الأول في الشرق الأوسط في القاهرة في 23 نيسان
شارك في الندوة، مدير المركز الخوري عبده أبو كسم، وعن جماعات "الرحمة الإلهية في لبنان" المرشد الروحي الأب ميلاد السقيم، أمينة السر روزي شعنين، المسؤولة عن العلاقات العامة منسقة الإعلام مايا شاكر نبوت، في حضور الاب سامر حداد من الأردن وعدد من الإعلاميين والمهتمين.
ورحب بالحضور الخوري أبو كسم بإسم رئيس اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام المطران بولس مطر، وقال: "لقد زرنا معا دير القديسة فوستينا في بولندا ورأينا كيف عاشت حياتها، وكل يوم عند الساعة الثالثة بعد الظهر تتلى مسبحة الرحمة الإلهية. نلتقي اليوم حول ندوة عنوانها "الرحمة الإلهية"، مع مجموعة من الأصدقاء والأحباء الذين كرسوا حياتهم لنشر سر الرحمة الإلهية المتجسدة في صورة المسيح المتألم والقائم من الموت لأجل خلاصنا. إن سيدنا يسوع المسيح عاش الرحمة طيلة حياته على هذه الأرض، وعلمنا أن الرحمة هي أساس الحياة المسيحية. فمن منا لا يتذكر يوم الدينونة الذي ظهره لنا السيد المسيح في إنجيل الأبرار والصديقين. كنت جائعا فأطعمتوني، وعطشانا فسيقيتموني ومريضا فزرتموني وعريانا فكسوتموني. فكل ما فعلتمون لإخوتي هؤلاء الصغار فلي فعلتموه".
اضاف: "وبالمناسبة ونحن في أيام الصوم، نسأل أنفسنا عن عيش الرحمة في حياتنا. فأنت لا يمكن أن تكون مسيحيا إن لم تكن رحوم، وأنت لا تستطيع أن تكون مكرسا لخدمة الناس وتفتقر إلى عيش الرحمة معهم، في أدق الظروف، والأوقات الصعبة التي يحتاجونك أن تكون إلى جانبهم، في الرعايا والمدارس والمستشفيات والجامعات لنتذكر السامري الصالح ووالد الأبن الضال والأم القديسة تريزا دي كلكوتا. ولنفحص ضمائرنا عن عمل الرحمة في حياتنا قبل أن يحين الفحص الأخير، أمام الديان العادل الذي طالبنا أن نكون رحماء لنستحق معه الملكوت السماوي".
ثم عرفت نبوت عن بداية الرحمة في لبنان وعن الجماعات ونشاطها في لبنان، فقالت: "بدأ نشر عبادة الرحمة الإلهية في لبنان على مستوى عائلي في قرية بيت مري تحت رعاية الخوري فرنسيس الخوري سنة 1996، وذلك من خلال صلاة مسبحة الرحمة والتساعية وتكريم ايقونة الرحمة، خصوصا من خلال ترجمة وطباعة وتوزيع كتيب الرحمة في لبنان اولا، ثم في كل دول العالم حيث يتكلمون العربية. وبالتالي بدأت تتأسس جماعات صلاة للرحمة في لبنان أولا، ومن ثم في الدول العربية المجاورة. وعلى سبيل المثال لا الحصر، في مصر والأردن وسوريا".
اضافت: "منذ سنة 2004، وبمبادرة ابوية من مطران زحلة والبقاع سابقا رئيس المجلس الرسولي العلماني وقتها المطران جورج اسكندر، بدأت الجماعات تلتقي للتعارف والتعاون وبهذا تكونت جماعات الرحمة الإلهية في لبنان. ومن نشاطات جماعات الرحمة، الرياضات واللقاءات الروحية الشهرية والزيارات بين الجماعات، بهدف التعارف والمشاركة بالصلاة، الإحتفال بعيد الرحمة الإلهية الموحد في الأحد الأول بعد الفصح وطبعا الإجتماعات الدورية مع المرشد وراعي الجماعات. بالإضافة الى المحطة السنوية مع غبطة ابينا البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي من خلال التنشئة المسيحية التي يخص بها جماعتنا، كما وأننا على مدى سنتين كان الإحتفال بعيد الرحمة الإلهية في كنيسة القيامة في الصرح البطريركي. وفي سنة 2014 كانت محاولة لمؤتمر مصغر للرحمة الإلهية في لبنان بحضور ومشاركة السكرتير العام لمؤتمرات الرحمة العالمية الأب باتريس شوشولسكي".
ثم تحدث الأب ميلاد السقيم عن عيد الرحمة الإلهية والاحتفالات في لبنان وعن قديسي الرحمة، فقال: "الرحمة الإلهية وبداياتها مع القديسة فوستينا كوفالسكا، وهي راهبة من راهبات سيدة الرحمة في بولندا، دخلت الدير في سنة 1924 وابرزت نذورها المؤبدة سنة 1933، وبعد 3 سنوات، اي في سنة 1936، مرضت الأخت فوستين بمرض السل الرئوي والأمعائي وقد عانت منه آلاما مريرة تحملتها بصمت وقداسة الى أن فارقت الحياة في 5 تشرين الأول 1938 عن عمر 33 سنة. قدمت دعوى تطويبها سنة 1966، وفي سنة 1993 طوبها البابا يوحنا بولس الثاني وفي سنة اليوبيل أعلنها قديسة يوم عيد الرحمة الإلهية في 30 نيسان 2000. وكانت حياتها الديرية بسيطة جدا، لكن كانت لقاء يوميا حميما مع الرب يسوع الذي اطلق عليها لقب أمينة سره، وقد سلمها عبادة الرحمة الإلهية التي تلخصها هي بحسب ما كتب الأنجيلي يوحنا الله محبة".
أضاف: "في 22 شباط 1931، ظهر يسوع لأول مرة للأخت فوستين وقد رأته يرتدي رداء أبيض، يده اليمنى مرفوعة تبارك ويده اليسرى تلامس رداءه على صدره من جهة القلب ومن الفسحة يسطع شعاعان، الأول أحمر والثاني أبيض. وقال لها الرب يسوع: "أرسمي لوحة بما ترين وضعي عليها الكتابة الآتية: "يا يسوع، أنا أثق بك"، إني أرغب في أن تكرم هذه الصورة في كنيستك أولا ومن ثم في العالم أجمع". طلب الرب من القديسة فوستينا: "إني أرغب في أن يقام احتفال كبير في الأحد الذي يلي عيد الفصح، إن عيد الرحمة فاض من قلبي لتعزية العالم أجمع، في هذا اليوم تكون أبواب رحمتي مفتوحة وأسكب فيضا من النعم على النفوس التي تقترب من نبع رحمتي، وكل نفس تتقدم من سر الاعتراف وتتناول جسدي تنال غفرانا كاملا لخطاياها وعفوا عن عقابها".
ولفت الى انه "في بداية الألفية الثالثة، أي في سنة 2000، أعلن البابا يوحنا بولس الثاني ماريا فوستينا قديسة، وأسس عيد الرحمة في الكنيسة الكاثوليكية في الأحد الأول بعد الفصح كما طلب الرب يسوع منها. لقد عرف البابا يوحنا بولس الثاني ب "بابا الرحمة"، ونعلم بأنه انتقل من هذه الحياة ليلة عيد الرحمة سنة 2005، وسنة 2011 ولحظة تطويبه كانت تدشن أول كابيلا في العالم على إسمه في بزمار، رعية الصليب - كسروان. وبعناية وأرادة الهية حصلنا عام 2015 في لبنان على ذخائر قديسو الرحمة وهي عبارة عن جزء من عظام القديسة ماريا فوستينا، نقطة من دم القديس البابا يوحنا بولس الثاني، وعظمة من عظام الطوباوي الأب مايكل سوبوتشكو المرشد الروحي للقديسة فوستينا الذي بدأ بنشر صورة الرحمة الإلهية ومسبحتها بعد موتها".
وتابع: "تحتفل جماعات الرحمة الإلهية في لبنان بالعيد هذه السنة بالقداس الإلهي الساعة العاشرة صباحا في بازيليك سيدة لبنان - حريصا في 23 نيسان المقبل، والدعوة عامة ومفتوحة للجميع وكذلك تحتفل كل جماعة في رعيتها"، داعيا الجميع الى "المشاركة في خلوة روحية في 26 آذار الحالي في كابيلا القديس يوحنا بولس الثاني في بزمار من التاسعة والنصف صباحا حتى الرابعة بعد الظهر".
ثم تحدثت شعنين عن العلاقات والنشاطات الدولية والمؤتمرات العالمية "WACOM"، فقالت: "بدأت العلاقات الدولية بالتحديد مع مصر والأردن وسوريا على مستوى شخصي، من خلال توزيع كتيب الرحمة ويوميات القديسة فوستينا"، ولفتت الى ان "العلاقات الرسمية ما بين جماعات الرحمة الإلهية في لبنان ومصر بدأت سنة 2014 بهدف نشر عبادة الرحمة على نطاق اوسع. فكان الإتصال المباشر مع الرهبنة الفرنسيسكانية بشخص الأب مايكل سليم الذي زار لبنان للتعرف على جماعات الرحمة ولقاء راعيها سيادة المطران جورج اسكندر. وتمت ايضا زيارة مصر للتعرف على الخادم الأقليمي للرهبنة الفرنسيسكانية الأب كمال لبيب الذي ابدى كل اهتمام ووسع الآفاق ما بين لبنان ومصر، ومنذ ذلك الحين بدأ التعاون الحثيث بين البلدين بهدف نشر عبادة الرحمة والتحضير لأول مؤتمر للرحمة اللالهية في الشرق".
واشارت الى ان "هذه الزيارة فتحت المجال لدعوة من مطران كرسي طيبة والأقصر عمانوئيل عياد لزيارة الذخائر لمنطقة الأقصر واسوان في صعيد مصر. فكانت الزيارة في شهر تشرين الأول 2016 في إطار رتبة توبة تكللت بنجاح كبير، اذ اقبل المؤمنين لسر المصالحة لغاية ساعة متقدمة من الليل. وهذا الجو من الصلاة والتعاون وببركة سماوية، حضر ارض مصر لتستقبل المؤتمر الرسولي الأول MECOM 1 للرحمة الالهية لمنطقة الشرق الأوسط".
اضافت: "لقد نشأت المؤتمرات العالمية WACOM على عقب سؤال طرحه البابا يوحنا بولس الثاني سنة 2000 في خلال تدشين بازيليك الرحمة في كراكوفيا في بولندا: هل ستتركون هذه الشعلة تنطفىء؟. وقد استند البابا القديس الى كلام الرب يسوع للقديسة فوستينا قائلا لها: من هنا (أي بولندا) ستنطلق الشرارة التي ستقود الكنيسة الى الألفية الثالثة. هذا السؤال جعل الكرادلة الموجودين وعلى رأسهم الكاردينال شونبورن يفكرون بالمؤتمرات العالمية للرحمة "World Apostolic Congress on Mercy - WACOM". فكان المؤتمر الأول في روما سنة 2008 والثاني كان في كراكوفيا سنة 2011 والثالث في بوغوتا كولومبيا سنة 2014 والمؤتمر الرابع كان مؤخرا في مانيلا الفيلبين سنة 2017، وفي ختامه أعلن عن المؤتمر العالمي للرحمة في جزيرة ساموا سنة 2020. والأهم من ذلك الإعلان عن تبني الفاتيكان لهذه المؤتمرات برعاية المجلس الحبري للأنجلة الجديدة".
واعلنت ان "المؤتمر الرسولي الأول للرحمة في الشرق الأوسط ببركة رئيس المؤتمرات العالمية للرحمة الكاردينال شونبورن وراعي جماعات الرحمة الإلهية في لبنان المطران جورج اسكندر والخادم الإقليمي لرهبنة الفرنسيسكان في مصر الأب كمال لبيب، حدد موعد المؤتمر الرسولي الأول للرحمة في الشرق الأوسط لمصر ولبنان وسوريا والعراق والأردن وفلسطين من 20 لغاية 23 نيسان المقبل في دير السيدة للفرنسيسكان في المقطم القاهرة بعنوان: الرحمة، هي دعوتنا ورسالتنا في الشرق الأوسط".
وتابعت: "لقد اخترنا هذا العنوان انطلاقا من أننا منذ البدء شعب مختار ومدعو للشهادة بإيماننا، ولدينا رسالة مقدسة، قد أكدها لنا البابا القديس يوحنا بولس الثاني، "لبنان هو أكثر من بلد، إنه رسالة". وهدفنا بهذا المؤتمر أن نوحد الرسالة والصلوات مع اخوتنا في البلدان الأخرى لكي نحيط المنطقة بالرحمة الإلهية بمواجهة الحقد المتفشي والقتل والتهجير. لقد حان الوقت لإيقاف معانات الشعوب العربية، لكي يحاول كل واحد منا أن يعيش الرحمة فيصبح شاهدا لعظمة رحمة الله، وبالتالي نعيش كلنا بتناغم وفرح وسلام ومحبة. يشارك في المؤتمر من فرنسا الأب باتريس شوشولسكي سكرتير المؤتمرات العالمية للرحمة، ومن المجلس الحبري للأنجلة الجديدة في الفاتيكان مونسينيور سيلفا واسقفين من نيجيريا - افريقيا".
واعلنت عن برنامج المؤتمر، كالآتي:
- اليوم الأول في 20 نيسان المقبل: افتتاح المؤتمر وإضاءة شعلة المؤتمر، وكلمات لكل من، مطران اللاتين عادل ذكي، الخادم الأقليمي للفرنسيسكان الاب كمال لبيب، الأب باتريس شوشوليكي والمنسينيور سيلفا.
- اليوم الثاني في 21 نيسان المقبل: "الرحمة الإلهية ودعوة الشعب في منطقة الشرق الأوسط في العهدين القديم"، "جغرافية المنطقة في العهدين وجغرافيتها في عالم اليوم والتوزيع الديموغرافي"، "الرحمة الإلهية في المسيحية والأسلام واليهودية (ما هي الرحمة بحسب هذه الديانات وأوجه التشابه..)"، "تحديات ودور الكنيسة والرحمة في التاريخ المعاصر" - امثولة حياة ونمط عيش نتبناه - مداخلة للمرسل اللبناني الماروني الأب مارون مبارك فسهرة فولكلورية وعشاء.
- اليوم الثالث في 22 نيسان المقبل: يوم خبرة الصحراء في الأنافورا، يستضيف المؤتمر راهبتان بولونيتان سوف يغنوننا بموضوعين "ما هي الرحمة بحسب القديسة ماريا فوستينا / من هي القديسة فوستينا؟ وما هي الرحمة بحسب القديس البابا يوحنا بولس الثاني". ويستضيف المؤتمر ايضا مطران نيجيريا وله مداخلة بعنوان: "خبرتي مع الرحمة"، "كيف التقي بالمسيح وخبرة الصحراء".
- اليوم الرابع في 23 نيسان المقبل: عيد الرحمة الإلهية واختتام المؤتمر بمداخلة للخوري جوزف العنداري عن "الكنيسة بتنوع فئاتها هي خادمة وشاهدة للرحمة الإلهية"، ثم القداس الختامي يحتفل به مطران كرسي طيبة والأقصر للأقباط الكاثوليك المطران عمانوئيل عياد، وختام المؤتمر والأرسال مع الشعلة".
وختمت: "زوادة الإرسال والرسالة أن يسوع هو وجه رحمة الآب ونحن نعكس وجه يسوع الرحيم لأخوتنا: لا تخافوا، أنا غلبت العالم!. وعلى أمل أن يحمل كل واحد منا بذار الرحمة هذه الى بلاده وان ينميها لكي يكون لكل بلد مؤتمره الخاص للرحمة الإلهية، بحيث ينبض كل قلب بالحب الرحيم لمجد الله".