لبنان
25 تشرين الثاني 2015, 22:00

ندوة حول "سينودس العائلة الذي انعقد في شهر تشرين الأول 2015 في روما"

عقدت ظهر اليوم ندوة صحفية في المركز الكاثوليكي للإعلام، بدعوة من اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام حول "سينودس العائلة الذي انعقد في شهر تشرين الأول (من 4 حتى 25 منه) 2015 في روما"، تحت عنوان "دعوة العائلة ورسالتها في الكنيسة والعالم المعاصر" ، شارك فيها: النائب البطريركي العام على منطقة جونيه المارونيّة، ورئيس اللجنة الأسقفية للعائلة والحياة في لبنان المطران انطوان نبيل العنداري، مدير المركز الكاثوليكي للإعلام الخوري عبده أبو كسم، رئيس لجنة العائلة في أبرشية جونية، وعضو في اللجنة الأسقفية للعائلة والحياة في لبنان الخوري عزيز بو مارون ، وحضرها المسؤول عن الفرع البصري والسمعي في المركز الأب سامي بو شلهوب، الأب انطوان عطالله، وعدد من الإعلاميين والمهتمين.

أبو كسم
بداية رحب الخوري عبده أبو كسم بالحضور باسم رئيس اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام المطران بولس مطر وقال:
"نلتقي اليوم معكم في هذه الندوة لنستعرض كل النشاطات العالميّة والمحليّة للعائلة، ونحن نعيش اليوم في زمن سنة العائلة الذي كل الكنيسة اجتمعت برئاسة قداسة البابا فرنسيس في روما وتباحثت في كل المواضيع التي تتعلق بالعائلة، ولإصدار إرشاد رسولي لتفعيل دور العائلة في الحياة والمجتمع والكنيسة."
تابع "نحن نعرف أن العائلة هي الأساس، أساس المجتمع، وهي أساس الكنيسة لأن العائلة الصعيرة هي جزء من عائلة يسوع المسيح. من هذا المنطلق نرى أن كل الباباوات الذين تعاقبوا على الكرسي الرسولي خاصة بعد المجمع الفاتيكاني الثاني كان لديهم اهتمام كبير بالعائلة."
ورأى "أن واجب الكنيسة أن تنشىء الأهل على تربية أولادهم تربية مسيحية حقيقية، ومن واجب الأهل تنشئة اولادهم أمام الله وامام ضميرهم تنشية مسيحية على تعاليم الكنيسة وتعاليم سيدنا يسوع المسيح، والرعية ايضاً ملزمة بتنشئة الأهل والأولاد ولدينا في كل الرعايا والأبرشيات لجنة لمتابعة قضايا العائلات."
أضاف "والمدارس عليها مسؤولية متابعة الأولاد ومساعدة الأهل بتنشئتهم وخصوصا متابعة الأولاد الذين لديهم مشاكل في عائلاتهم، وفي الجامعات نحن نعلم كيف تهتم بهم، ولدينا العمل الرعوي الأجتماعي الذي يعمل من أجل تنشئة الشبيبة ليكونوا مستقبل الكنيسة الواعد، ووسائل الإعلام معنية أيضاً فبعض وسائل الإعلام تقدم برامج تساهم في خراب العائلة، فبدل البرامج الهدامة يجب عليها تقديم برامج توجيهية تساعد الإنسان على بناء ثقافة السلام والمحبة."
وختم بالقول "نحن مسوؤلون أمام أولادنا وعائلاتنا وشبيتنا وعلينا أن نكون المثل الصالح لنشر ثقافة السلام والمحبة وبناء عائلة مسيحية تليق بسيدنا يسوع المسيح وبكنيستنا.."

بو مارون
ثم تحدث الخوري عزيز بو مارون عن اللقاء العالمي الثامن للعائلات الذي دعى إليه البابا فرنسيس في فيلادلفيا – الولايات المتحدة الأمريكية (22 – 27 أيلول 2015) فقال:
"اللقاء انعقد في مركز بنسلفانيا للمؤتمرات في مدينة فيلادلفيا، مساحة البناء حوالي 70,000 متر مربع، شارك فيه حوالي 15,000 مشترك بين إكليروس وعلمانيين وبينهم العديد من العائلات. وكانت كلمات لرئيس اساقفة أبرشية فيلادلفيا المطران شارل شابوت الذي شدّد على الحاضرين إلتزامهم بالعائلة كأساس لحياة مثمرة، فهي المكان الذي نتعلّم فيه الحب، المشاركة وأن نكون صانعي الرحمة والعدالة في العالم." وقال "مع أن هذا المؤتمر هو أوّلاً تعبيراً عن إيماننا الكاثوليكي، لكن العائلة تحضن الإنسانية أجمع. وإن المحاضرين نموذج من الأديان المختلفة في العالم، إذ أنهم يضموّن كاثوليك ومسيحيين من غير كنائس، يهود ومسلمين."
تابع "وقال رئيس المجلس الحبري للعائلة Vincenzo Paglia "إن الحاضرين أتوا من جميع أقطار العالم الى هذه المدينة الجميلة لكي يحييوا هدية الله لشعبه آلا وهي العائلة. "الحب رسالتنا – العائلة حيّة بملئها" (Love is our mission – the family fully alive) هو شعار هذا التجمّع الرائع. وبلّغ المطران باغليا الحاضرين أن البابا فرنسيس قد أعطى غفراناً كاملاً لجميع المشاركين في هذا المؤتمر." وشكر رئيس اللقاء الثامن للعائلات، فيلادلفيا 2015 روبيرت سياروفولي كل الذين أعدّوا لهذا اللقاء على جهودهم الجبّارة لمّدة تفوق السنة، كما وأنه أثنى على أهمية العائلة كخليّة أولى في المجتمع وكيف علينا المحافظة عليها وعلى قيمتها. و رئيس بلدية فيلادلفيا مايكل ناطير "شكر كل الذين أعدّوا وراء الكواليس لجميع الأعمال اللوجستية للمؤتمر، من شرطة وقوى أمن وإطفاء الخ... كما وأنه قدّم لقداسة البابا فرنسيس هديّتين: "جاط" من البورسلين الفاخر صنع "Lenox" في فيلادلفيا، ودرّاجة هوائية صُنعت خصّيصاً للبابا في فيلادلفيا."
أضاف" برنامج اللقاء يبدأ كل يوم صباحاً بالقداس الإلهي عند الساعة الثامنة والنصف حيث يحتفل ويشارك نحو 150 أسقف وما بين 700 الى 800 كاهن من مختلف أنحاء العالم، ومعظم المشاركين في اللقاء والمداخلات أُعطيت بالإنكليزية والفرنسية والإيطالية والإسبانية.
تابع "ترأس قداسة البابا الذبيحة الإلهية مع الأساقفة والكهنة في أبرشية فيلادلفيا في كاتيدرال القديسين بطرس وبولس، نهار السبت 26 ايلول، وشددّ في عظته على دور أكبر للعلمانيين من أجل ضمان مستقبل الكنيسة في مجتمع يتغيّر سريعاً. وطلب من الكنيسة في الولايات المتحدة الأمريكية أن تبني على أساسات الثقافة والتعليم المسيحي في روح مشاركة مع العلمانيين."
تابع " ثم كان للبابا لقاء مع العائلات والشبيبة في المساء، وأكدّ للمشاركين "أن أجمل ما صنعه الله، حسب الكتاب المقدس، كانت العائلة"، وأعطى قداسته نصيحته الدائمة للأزواج: " لا تتركوا النهار يمضي دون أن تسالموا بعضكم بعضاً. في العائلة لا يمكن أن ينتهي نهار بالحرب". كما وأكّد على ضرورة الإعتناء بالأولاد وكبار السنّ."
أردف "نهار الأحد 27 ايلول التقى قداسة البابا الأساقفة صباحاً، وقال لهم "...كرعاة، نحن الأساقفة مدعوون لجمع قوانا وإعادة بناء الفرح والحماس لكي تتناغم أكثر العائلات مع نعمة الله! علينا توظيف قوانا، لا في تعداد مشاكل العالم ومزايا المسيحية، بل بدعوة الشبيبة بكل جديّة، ليتشجعّوا ويختاروا الزواج والعائلة".
وختم بو مارون بالقول"أعطى قداسة البابا فرنسيس في ختام المؤتمر العالمي الثامن للعائلات، وخلال القداس الإلهي في عظته نصائح بسيطة لديمومة الحب. قال أن القداسة والسعادة هما في الأشياء الصغيرة." "... إن الإيمان ينمو حين يكون معاشاً ومجسّداً بالحب. لذلك فإن عائلاتنا ومساكننا هي كنائس بيتية حقيقية".

المطران العنداري
ثم كانت مداخلة المطران انطوان- نبيل العنداري فقال: "في الرابع من تشرين الأول 2015 ، عَلَّقَ قداسة البابا فرنسيس، في عظة القدّاس الإفتتاحي لسينودس الأساقفة حول " دعوة العائلة ورسالتها في الكنيسة والعالم المعاصر"، على مَحاورَ ثلاثَة: العزلة، الحُبُّ بينَ الرجل والمرأة، والعائلة."
تابع "شارَكَ في السينودس مائتان وسبعونَ أَباً يَحُقُّ لَهُم التَصويت، وسبعَةَ عَشَر ثُنائيّاً بِصِفَةِ مُستَمِع ( من بينِهِم ثُنائي لُبناني وثُنائي عراقي)، وأربعة عشر مَندوباً عن الكنائس الشَقيقَة، وثلاثة وعشرون خَبيراً، وخمسٌ وثلاثونَ كاهناً بمثابَةِ مُعاونين. يُضافُ إلَيهِم بعض المَدعوين الخاصّين من قِبَل قَداسَةِ البابا، والعاملون في أمانة سر سينودس الأساقفة والصحافة والترجمة الفوريّة. واتّبعَ المُجتَمعونَ في وثيقة العَمَل المنَهجِيَّةَ التي وضعَتها أَمانَةُ سِرِّ السينودس: ثَلاثَة أَقسام في ثَلاثَة أَسابيع. تَمَّت مُناقَشَة ومُعالَجَة كلَّ قِسمٍ في أَسبوع. وفي كُلِّ أَسبوعٍ مِنَ الأَسابيعِ الثَلاثَة تًوَزَّعَ العَمَلُ بَينَ الجَلساتِ العامَّة وحَلَقاتِ العَمَل بِحَسَب اللغات(13 حلقة: 3 إيطالية، 3 إسبانيّة، 3 إنكليزية، 3 فرنسيّة، وواحدة المانيّة)."
تابع "في الأُسبوعِ الأَوَّل سَبعُ جَلَساتٍ عامَّة وخَمسُ حَلَقاتِ عَمَل مِنَ الإثنينِ صَباحاً إلى السَبتِ مساءً. في الأُسبوعِ الثاني ثَماني جَلساتٍ عامَّة وخَمسُ حلقات عمَل وجلسَةٌ عامّة خُصَّصَت لِلإحتفالِ بالذكرى الخَمسين لتأسيس سينودس الأساقفة 1965 – 2015. وفي الأُسبوعِ الثالِث خَمسُ جلساتٍ عامَّة وثلاثُ حلقات عمل. وانتَهى العَمَلُ مساءَ يَومِ السَبت 24 تشرين الأَول بالتصويت على النَصّ النهائي بَنداً بَنداً والذي وَضِعَ بِتَصَرُّفِ قَداسَةِ البابا لِلعَمَلِ عَليه وإصدارِ إرشادٍ رَسولي. وما بين الأَحد الأول وفيه قدّاس الافتتاح والأَحد الثالث وفيه قداس الختام، توسَّطَهُما في الأَحد الثاني قدّاس الاحتفال بِتَقديس والِدَي القدّيسَة تريزيا الطفل يسوع- لوي وزيلي مرتان- مع تَقديس راهِبَة إسبانِيَّة وكاهنٍ إيطالي."
أضاف "كانَت في المَجمَعِ لَفتَةٌ وصَلاةٌ مِن قَداسَةِ البابا إلى أَحداث ومَآسي الشَرقِ الأَوسَط، ومعَ البيان النِهائي لآباء السينودُس صَدَرَ نِداءٌ بهذا الخُصوص باسم المُجتَمِعين."
وقال "ظَهَرت في وثيقة العمل، بوضوح، الإضافات والتَعديلات التي أَدخَلَتها أَمانَة سِرِّ السينودس بَعد أَسئلة الخُطوطِ العَريضة التي استَمزَجَت فيها الآراء والأَجوبَة التي أَتَت مِن كنائس العالم.. وحضَرَ قداسَة البابا كُلَّ الجلسات العامَّة مُصغياً إلى مُداخلات الآباء. وفي فَترة الاستراحة الصباحِيَّة كان يُخالطُ الحضور ويشارك في الأحاديث الخاصَّة."
تابع "تَمَيَّزَت المُداخَلات في الجَلَسات العامَّة وفي حَلَقات العَمَل بِالصَراحَة وحُرِّيَةِ التَعبير. وبحسب إحصاءات أمانة سرّ السينودس بَلغَ عدد التعديلات التي أُدخِلَت على نصوص وثيقة العمل 1500 تعديلاً." "وأَعلَنَ قَداسَةُ البابا بِصورَةٍ رَسمِيَّة إنشاءَ مَجمَعٍ جديد مِن بَينِ مَجامَع الكوريا الرومانيّة يَضُمُّ المجلس الحَبري لِلعلمانيين والمجلس الحبري للعائلة والأكاديميّة الحَبرية لِلحَياة، طالباً من لجنة الكرادلة التسع التي تُساعِدُهُ في الإصلاح وضع التشريعات اللازمة وتَوصيف المهام وتوزيع المَسؤوليات في اجتماعها القادم."
وقال "رَسَمَ قَداسَةُ البابا في الكَلِمَةِ التي أَلقاها في الجلسَةِ الأُولى لِلسينودس الإطارَ الكَنَسي لِلعَمَلِ المَجمَعي. إنَّ السينودس، كما هو مَعلوم، طَريقُ نَسلُكُهُ مَعاً بِروحٍ مَجمَعِيَّة، مُعتَمِدينَ بِشَجاعَة الغيرة الراعوية والتَعليميَّة، الحكمة والصراحة واضعينَ أَمامَ ناظِرينا خَيرَ الكَنيسَة والعائلات وسلامَةَ النُفوس. السينودُس ليسَ مُؤتَمَراً، أو ندوة، وليسَ هو بِمَجلِسٍ نِيابي أو مَجلِسِ شُيوخ حيثُ يَتِمُّ الاتِّفاق. إنَّهُ، بالمُقابِل، تَعبيراً كَنَسِيّاً، أَي أَنَّ الكَنيسَةَ السائرَة مَعاً تَفرَأُ الواقِعَ بِعَينِ الإيمان وبِحَسَبِ قَلبِ اللّه؛ إنَّها الكَنيسَةُ التي تُسائلُ ذاتَها حَولَ أمانَتِهَا لِلإيمان. إنَّها لَيسَت مَتحَفاً يُنظَرُ إلَيه أَو يُحافَظُ عَلَيه، لكنَّها نَبعٌ حَيٌّ تَرتَوي مَنهُ لِتُروي وتُضيءُ الحَياة."
ويتابع قداسته "إنَّ السينودُس هو المَساحَة التي تَختَبِرُ فيهِ الكَنيسَة عَمَلَ الروحِ القُدُس. ولا يُمكِنُ لِسينودَسِنَا أَن يَكونَ مساحَةَ عَمَلِ الروحِ القُدُس إذا لَم نَلبَسْ الشَجاعَةَ الرَسولِيَّة والتَواضُعَ الإنجيلي والصَلاةِ الواثِقَة.
وعن المواضيع التي تَطَرَّقَ إليها السينودس قال العنداري "يمكن القول بأنَّ وثيقة العمل التي ناقشها المجتمعون في السينودس اتَّبَعَت المُعادَلَة المَعروفَة : أُنظر واحكُم واعمَل. فالقسم الأَول نَظَرَ إلى التحدّيات التي تواجهها العائلة، والقسم الثاني قام بعملية تمييز دعوة العائلة، والقسم الثالث- وهو القسم الراعوي- تناول رسالة العائلة."
تابع " في الإصغاء إلى التَحدّيات التي تواجهها العائلة في أيامنا، تناول القسم الأول في فُصولِهِ الأربَعَة: أولاً، التَغَيُّرات الأنتروبولوجيّة، والتناقضات الثقافيّة والاجتماعيّة، ومكامن القوّة والضعف في العائلة, ثانياً، في المجال الاجتماعي-الاقتصادي تَطَرَّقَ البَحثُ إلى السياسة التي تُساعِدُ العائلَة في مُواجَهَة تحدّيات العزلة والأوضاع الهشَّة والفقر والتهميش الاجتماعي والتحدّي البيئي. ثالثاً، تَطَرَّقَت وثيقة العمل إلى أوضاع المُسِنّين وحالات التَرَمُّل والأحزان العائليّة وتحدّيات الإعاقة والهجرة والإضطهادات، كما تناولت مسائل الزيجات المختلطة وتعدد الزوجات والمساكنة وأوضاع الأولاد وكرامة المرأة ودورها وحمايتها من العنف الأُسَري. ورابعاً، سلَّطت وثيقة العمل الضؤ على أهمّية الحياة العاطفيَّة وضرورة التَنشئة عليها ومواجهة تحدّيات أخلاقيات الحياة إلى ضرورة المرافقة الراعويّة بهذا الشأن، والتأكيد على جمال وقِيَم الزواج المسيحي."
وعن البيان المجمعي الختامي قال "بعدما خَضَع هذا البيان للتصويت بنداً بَنداً، رفَعَ الآباء هذا البيان إلى قداسَة البابا لِيُعِدَّ وثيقَةً أَو إرشاداً رسولِيّاً حولَ العائلة إذا رأى ذلك مُناسِبَاً. ورُبَّ سائلٍ: هَل هناكَ ضَرورَة لسينودُس جَديد حول العائلة بعد السينودس الذي انعَقد في عهد القديس يوحنا بولس الثاني والإرشاد الرسولي " في وظائف العائلة المسيحيّة في عالم اليوم "؟ وما هو جديد هذا السينودس؟ "
تابع "يُمكِنُ الإجابَة بِأَنَّ العائلَة في عالَمِنَا مُهَدَّدَة في هويتها ودعوتها ورسالتها، والتَحدّيات كثيرة، والأوضاع صَعبَة، والمَفاهيم الأساسِيَّة مُلتَبِسَة، والإيديولوجيات الهدّامة فاعلة، والتَشريعات التي تنسف مفاهيم العائلة آخِذَة بالتَنامي. فكانَ لا بُدَّ مِن مُقارَبَةٍ راعَوِيَّةٍ جَديدَة وتَصويبِ بَعضِ المَفاهيم، وترسيخِ تعليم الكَنيسَة وتَأوينِه، وتَسليطِ الضَوءِ على آلِيَّةِ المُرافَقَة لِمُختَلَفِ الأَوضاعِ العائلِيَّة استناداً إلى المعايير التي فَنَّدَها الإرشاد الرسولي الذي وضَعَهُ بابا العائلة القديس يوحنا بولس الثاني."
أضاف "ويُمكِنُ القولَ أَيضاً بِأَنَّ هذا السينودس جَدَّدَ التأكيد على: التَحضير للزواج القريب والبعيد، مُرافَقَة العائلات الحديثة الزواج، إعلان الأمانة لِتَعليم الكنيسة وعقيدتها، ثقافة الحياة وأهمّية الحياة وقيمتها فهي بَرَكة من عند الله، ومرافقة المثليين والمطلقين المتزوجين."
أردف "ويبقى القول بأنَّ مناخ السينودس كان مناخاً كنسيّاً، غَنِيّاً بالمناقشات والتَعَمّق في المسائل المطروحة. لقد بَذَلَ الاباء جهوداً مُضنِيَة في حلقات العمل ليأتي البيان الختامي بياناً متوازناً يستكمل نقائص وثيقة العمل. إنَّ ورشة العمل هي أمامنا. فالعبرة هي في المتابعة والتنفيذ."
وختم بالقول "لا بُدَّ من الإشارة- في الختام- إلى خطاب قداسة البابا في الذكرى الخمسين لتأسيس سينودس الأساقفة، يوم السبت في السابع عشر من تشرين الأول، وقد ضَمَّنَهُ أَفكاراً أَساسيَّة حول المجمَعِيَّة. إنَّ كَنيسَةً مَجمَعِيَّة هي كَنيسَةٌ تُصغي إصغاءً مُتَبادَلاً بينَ شَعبِ اللّه والجسم الأسقفي وأسقف روما، وكُلُّهُم في إصغاءٍ إلى الروحِ القُدُس-روحِ الحَق- لِما يَقولُهُ للكنائس." "وقَسَّمَ قداسَتُه المُمارَسَةَ المَجمَعِيَّة إلى ثَلاثِ مُستَويات: المُستوى الأول هو تَطبيقُ المجمعيّة على صعيد الكنائس الخاصَّة. المُستوى الثاني على صعيد المناطق والأقاليم والمجالس الأسقفيّة. والمستوى الثالث على صعيد الكنيسة الجامعة. وفيما نَطلُبُ شَفاعَةَ العائلَة المُقَدَّسَة لِعائلاتِنَا، نسأَلُهُ تعالى أَن يُبارِكَنا ويُسَدِّدَ خُطانا في خدمَةِ راعويةِ العائلة في أبرشياتنا ورعايانا."