أستراليا
27 أيلول 2024, 09:00

نداء المطران أنطوان طربيه لأبناء أبرشيّته

تيلي لوميار/ نورسات
وجّه المطران أنطوان شربل طربيه، راعي أبرشيّة مار مارون في أستراليا ونيوزلّاندا وأوقياني، رسالة إلى أبناء الأبرشيّة وبناتها "عن الأوضاع المستجدّة والخطيرة في لبنان".

 

قال المطران طربيه في رسالته: "أنت يا ربّ تحفظنا وإلى الأبد من هذا الجيل تحمينا".

 أحبّائي في المسيح، أتوجّه إليكم اليوم، على ضوء الأوضاع المأساويّة والمتسارعة التي يعيشها وطننا الأمّ لبنان، والتي تهدّد أمنه وسلامة أبنائه وهويّته الثقافيّة ورسالته التاريخيّة".

"يحمل شعب لبنان صليب الحروب المتكرّرة والأزمات الوطنيّة الصعبة منذ سنة 1975. ونحن اليوم في زمن الصليب المقدّس بحسب طقسنا الليتورجيّ المارونيّ الإنطاكيّ، نتأمّل بالمعاني الروحيّة والنهيويّة وأبعاد أسرار الخلاص والمجيء الثاني، لأنّ الصليب ينير طريق المؤمنين كونه ليس رمزًا للانتصار والخلاص وحسب بل هو مشروع حياة".

تابع المطران طربيه: "مشروع الحياة هذا يترجم إرادة اللبنانيّين في مواجهة ثقافة الحرب والموت التي تهدّد وجودهم ومستقبل وطنهم. الصليب هو قوّة وانتصار على الشرّ وبنور منه تثبت خطانا في اتّباعنا يسوع المسيح وإيماننا به حتّى نصبح وارثين معه ملكوت الآب السماويّ"  

"يعيش الشعب اللبنانيّ في خضمّ حرب غير مسبوقة لم يخترها، ويوميّاته مثقلة بالهموم المعيشيّة الاقتصاديّة والتحدّيات الأمنيّة والسياسيّة، وليس بإمكاننا إلّا أن نشعر معهم. فمن تردّي الأوضاع المعيشيّة التي طالتْ معظم اللبنانيّين بعد أزمة المصارف والانهيار الكبير لليرة، إلى تعطيل المؤسّسات الدستوريّة وعدم الدعوة إلى انتخاب رئيس جديد للجمهوريّة، الى أزمة النزوح السوريّ وتداعياتها وإلى غياب أي مبادرات جديّة للحلّ في الأفق... بالتالي، يعاني اللبنانيّون الأمرّيْن. بالإضافة إلى هذا كلّه، وجد اللبنانيّون أنفسهم اليوم أمام صليب جديد مؤلم يُفرض عليهم، وهو هذه الحرب الشرسة التي أدخلتْ الخوف والذعر والمجهول إلى قلوبهم".

تابع المطران طربيه: "لقد أدّى اشتداد الحرب وكثافة الاعتداءات الإسرائيليّة على جنوب لبنان والبقاع وبعض مناطق بيروت إلى سقوط مئات القتلى وآلاف الجرحى ونزوح مئات الآلاف من السكّان إلى مناطق آمنة في بيروت وجبل لبنان والشمال وحتّى إلى خارج لبنان. هذه المأساة الجديدة والمخيفة تضاف إلى ما تعيشه المنطقة من حروب مدمّرة بخاصة تجاه الشعب الفلسطينيّ في الأراضي المقدّسة.  

لذلك، رأيت من الضروريّ أن أتوجّه إليكم، أيّها الأحبّاء، بالشكر أوّلًا لأنّكم كنتم، وما زلتم، السبّاقين في العطاء الإنسانيّ والتضامن الأخويّ. فجاليتنا الأستراليّة – اللبنانيّة تفخر بكرمها ووقوفها إلى جانب الإنسان المظلوم والمعذّب والمحتاج أينما كان. لذلك، وتجاوبًا مع نداء أبينا البطريرك مار بشارة بطرس الراعي، الذي يدعونا إلى تضامن العائلة اللبنانيّة في مواجهة الكارثة الإنسانيّة الحاليّة، أدعو أبناءنا وبناتنا في الرعايا المارونيّة كلّها إلى الخطوات التالية:

أوّلًا: تخصيص ساعات السجود في كلّ رعايانا المارونيّة من الآن وحتّى البدء بتساعيّة عيد الميلاد المجيد، للصلاة من أجل وقف الحرب على لبنان والأراضي المقدّسة، وحلّ النزاعات بتغليب لغة المنطق والعقل والحوار على لغة العنف حتّى يعود السلام والاستقرار ويهنأ إنساننا بعيش كريم ومسْتقرّ.

ثانيًا: تخصيص نوايا القدّاسات في عيد الورديّة المبارك، أي في الأحد الأوّل من شهر تشرين الأوّل/أكتوبر للغاية عينها. كما ندعو إلى تنظيم طوافات وزيّاحات على هذه النيّة. ونشجّع أبناءنا وبناتنا على صلاة المسبحة الورديّة كأفراد أو كعائلات على مدى هذا الشهر المبارك للنوايا عينها.

ثالثًا: في عيد الوردية المقدّسة، نرجو أن تجْمع الصينيّة الثانية في القدّاسات والرعايا كلّها، أي السبت والأحد 5 و 6 تشرين الأوّل، لمساعدة النازحين اللبنانيّين من المناطق المتضرّرة للمساهمة في تأمين الحاجات الضروريّة لهم من طعام ودواء ومستلزمات متنوّعة.

أخيرًا: حفاظًا على سلامتكم أدعوكم إلى التزام توجيهات دائرة الهجرة في الحكومة الأستراليّة وعدم السفر إلى لبنان. وبالتالي، على المواطنين الأستراليين المتواجدين في لبنان المغادرة فورًا، أو الاتّصال بالسفارة الأسترالية في بيروت لهذا الغرض. وللمزيد من المعلومات الرجاء زيارة موقع Smarttraveller on www.smarttraveller.gov.au    

‏ختم: "أصلي معكم جميعا، طالبا من الله، أنْ ينتصر الحقّ وتتوقّف العمليّات العسكريّة ويخيّم السلام على الأرض وفي القلوب، بشفاعة العذراء مريم، ملكة السلام وسيّدة لبنان. حمى الله لبنان وشعبه".