الفاتيكان
17 شباط 2022, 12:50

نحن بحاجة إلى أن نصغي إلى حكمة المسنّين!

تيلي لوميار/ نورسات
بعد أن أعلنت الدّائرة الفاتيكانيّة للعلمانيّين والعائلة والحياة عن الموضوع الّذي اختاره البابا فرنسيس لليوم العالميّ الثّاني للأجداد والمسنّين: "ما زالوا في الشّيب يثمرون"، أكّد فيتوريو شيلزو من الدّائرة على ضروروة الإصغاء إلى المسنّين لأنّهم يمثّلون حكمة السّنين، وعلى ضرورة وجود "لاهوت للشّيخوخة" وتحمّل مسؤوليّة وحدة المسنّين من أجل إعادة التّفكير في عالم أكثر إنسانيّة.

كلام شيلزو جاء في مقابلة مع "فاتيكان نيوز"، أعرب فيها عن امتنان الدّائرة الفاتيكانيّة للأب الأقدس "لأنّه أراد هذا اليوم العالميّ للأجداد والمسنّين والّذي بدأ يتحوّل إلى تقليد"، وأمل "أن يساعد الاحتفال باليوم العالميّ للأجداد والمسنّين كلّ عام على وضع الأجداد والمسنّين في محور عملنا الرّاعويّ واهتمامنا وأفكارنا"، قائلاً: "إنّه أمر ضروريّ. ويصرّ البابا كثيرًا على الحكمة وهو على حقّ، أفكّر كثيرًا عندما نتحدّث عن الحوار بين الأجيال، ويبدو أنّها نيّة حسنة، شيء جميل، بعض اللّقاءات الّتي نقوم بها في الرّعيّة والّتي تشكّل أمرًا عميقًا، وقد وصف البابا هذا الأمر كتحدٍّ لثقافتنا. نحن بحاجة إلى أن نُصغي إلى حكمة المسنّين، وأفكّر في أمر ملموس جدًّا: نسمع في هذه الأيّام الكثير عن حرب في أوروبا، وبالتّالي لو كان لدينا اهتمام للإصغاء إلى درس الحكمة الّذي يأتي من المسنّين، فسوف نفهم الرّعب وما تعنيه الحرب في أوروبا. إنَّ الحوار بين الأجيال يعني أيضًا فهم الدّرس الّذي نتعلّمه من خبرة المسنّين".

وأضاف: "بإمكان خبرة المسنّين في الحياة والإيمان أن تساهم في بناء مجتمعات تعي جذورها وقادرة على أن تحلم بمستقبل أكثر تضامنًا. لقد كان الحلم العظيم لأجدادنا هو السّلام في أوروبا وهذا ما نحن مدعوّون لتحقيقه. وعندما نتحدّث عن الأحلام وعن الحوار، نعتقد أحيانًا أنّها أشياء حميمة، بينما تمثّل الأحلام شيئًا عظيمًا والمستقبل الأكثر تضامنًا هو الحلم العظيم للسّلام الّذي طبع الأجيال الّتي سبقتنا. ولذلك من الأهمّيّة بمكان ألّا نرمي هذا الحلم، لأنّه يعني بالنّسبة للشباب التقاط عصا التّتابع."

ولفت إلى أنّ اليوم العالمي الثّاني للأجداد والمسنّين يندرج في المسيرة السّينودسيّة، موضحًا أنّ الأخيرة "تتكوّن من الإصغاء، ويمكنها أن تكون فرصة لبدء التّفكير في الشيّخوخة. يتحدّث البابا عن الشّيخوخة، وهذا مصطلح نميل إلى عدم استخدامه كما لو كان يشير إلى مرض معد. نحن بحاجة لأن نخلق فكرًا مسيحيًّا حول الشّيخوخة، نجد اليوم أنفسنا أمام حالة طوارئ وهذا الأمر نراه في الكثير من أنحاء العالم، هناك عدد كبير من المسنّين لم يسبق له مثيل، ولكن لا يوجد لاهوت للشّيخوخة. من المهمّ أن نفهم ما يعنيه التّقدّم في السّنّ، وماذا يعني المسنّون في مجتمعنا، وما هو المكان الّذي يجب أن نمنحهم إيّاه، وما هو مكانهم في الكنيسة. وبالتّالي يشكّل السّينودس فرصة لكي ننضّج هذا الفكر."

وعن المبادرات الّتي تُعدّها دائرة العلمانيّين والعائلة والحياة بمناسبة هذا اليوم العالميّ قال: "نحن في مرحلة التّحضير والحوار لأنّنا لاحظنا أنّه في العام الماضي، بمناسبة اليوم العالميّ الأوّل للأجداد والمسنّين، كان هناك تحرّك كبير للكنائس المحلّيّة والرّعايا والأبرشيّات. نحن الآن في مرحلة الإصغاء لكي نفهم ما تمّ إنجازه، وما هي الأفكار الّتي يمكن اقتراحها مرّة أخرى. نودّ أيضًا إعداد أدوات راعويّة ولكن ليس انطلاقًا من مكاتبنا وإنّما بدءًا من عمل الّذين عاشوا واختبروا هذا اليوم. بالتّأكيد سيكون المحور هو لقاء بين الشّباب والمسنّين، في العام الماضي دعونا للقيام بزيارات للمسنّين الّذي يعيشون بمفردهم، وربّما إحضار زهرة لهم. هناك حالة طارئة تتمثّل في الشّعور بالوحدة، أفكّر في القصّة الرّهيبة لمارينيلا، تلك المرأة من كومو الّتي وجدت ميتة في المنزل بعد أكثر من عامين. إنَّ وحدة المسنّين هي حالة طارئة والطّريقة الأولى لعيش اليوم العالميّ للأجداد والمسنّين هي زيارة مُسنٍّ وحيد وسؤاله عن حاله. بالنّسبة لمارينيلا، لم يزعج أحد نفسه بالسّؤال عن حالها لمدّة عامين. هذا شيء لا يطاق ويجعلنا نتساءل أيضًا كيف يمكن أن يوجد في الجماعة المسيحيّة أناس منسيّون تمامًا. لذلك فإنّ عيش اليوم العالميّ للأجداد والمسنّين يعني الذّهاب للقاء الجميع وعدم ترك أحد في الخلف وعدم نسيان اسم أحد."