دينيّة
10 آذار 2017, 06:30

مَن كان يبصق على المؤمنين.. باتَ كاهنًا يرشد الملحدين

ماريلين صليبي
"الله موجود وهو يريدني أن أكون كاهنًا له".. هي كلمات تفوّه بها الأب خوان خوسي ونقلها موقع catholicnewsagency.com، كلمات أدهشت عائلته وأصدقاءه، هم الذين لم يتوقّعوا يومًا أن يعود إلى أحضان الرّبّ من عاش طفولة ومراهقة مليئتين بالحقد للكنيسة والكهنوت.

 

تربّى الأب خوان خوسي في منزل غير مؤمن معادٍ للكهنوت معتبرًا أنّ الكنيسة طائفة لا تريد إلّا المال. في مدرسته، كان الوحيد الذي اختار صفّ علم الأخلاق بدلًا من التّعليم المسيحيّ محاولًا إقناع رفاقه بالانضمام إليه والتّخلّي عن ساعات التّعليم الدّينيّ.

الإلحاد لم يقف عند هذا حدّ، بل كان الطّفل الطّائش خوان خوسي يقف على شرفة منزله صباح أيّام الآحاد وينتظر مرور الذّاهبين إلى القدّاس ليبصق عليهم.

كم هي شنيعة أعمال المرء حين يبتعد عن الله ويقترب من الشّيطان! فهو لم يكن يكتفي بهذا القدر وحسب، بل قرّر حضور القدّاس الإلهيّ ليسخر من المصلّين الذين يعتبرهم مجانين.

هو قرار ذو نوايا سيّئة رتّب على حياة خوان خوسي تداعيات إيجابيّة، إذ بعد أن حضر الذّبيحة الإلهيّة لأيّام متتالية، بدأ يشعر بالحاجة في المشاركة المستمرّة لسماع كلام الرّبّ، وباتت "العلبة الذّهبيّة" على المذبح، التي ظنّ سابقًا أنّها لجمع الأموال، يتغلغل بريقها في قلبه.

لم يستطع خوان خوسي حجب إيمانه طويلًا، ففي سنّ الـ15، بدأ يرتّل في جوقة محبًّا الوقوف أمام بيت القربان مدركًا أنّ الله موجود وأنّه يحبّه.

"الله ليس أسطورة للضّعفاء، بل هو يرشدني، واختبرت أنّه يحبّني كثيرًا لدرجة أنّه يريدني لنفسه ويدعوني".. هكذا فسّر الأب خوان خوسي دخوله الدّير وسيامته كاهنًا، سيامة لم يتوقّعها أو يصدّقها أحد.

الإيمان القويّ الذي غمر حياة الأب خوان خوسي بات يعبق عبيرًا طيّبًا مسكرًا كلّ ملحد أو ضائع أو طائش، فعندما يقول له أحدهم إنّه لا يؤمن بالله، يجيبه أنّه لم يكن يفعل أيضًا، لكنّه كان مخطئًا، إذ اكتشف السّعادة الحقيقيّة بالله وحده.

"إن لم تكونوا سعداء، اطلبوا المساعدة من الله، لأنّه وحده سيمنحكم السّعادة التي يحتاج إليها قلبكم".. هذا ما يجب أن نحفظه في قلوبنا وعقولنا، نحن المؤمنين الضّعفاء، لننال الحياة الأبديّة إلى جانب الله والقدّيسين!